عشية المونديال.. هل من يرحم الجمهور السوري ؟
ساعات ويبدأ العرس المونديالي في قطر بنسخته 22 وكل الأرض مشغولة بهذا الحدث وما يحيط به خصوصاً بعدما قدمته قطر من تجهيزات لاستضافة الحدث الأبرز على صعيد كرة القدم بمبالغ فلكية وصلت لحوالي 225 مليار دولار.
الجميع متأهب للمشاهدة والتشجيع والمتعة وكل المهتمين بالشأن الكروي متفقين أنهم على موعد مع شهر عسل رياضي مُكثف لا يضاهيه أي حدث على وجه البسيطة لمدة 30 يوماً.
ويقف السوري قبل كل مونديال على حافة الألم ويستذكر في كل مرة مسيرة لم وربما لن تنتهي من الخذلان الكروي حيث مع قدوم كل مونديال يكون حلم التأهل عليه أبعد فأبعد.
ويرى سامر (طالب إعداد رياضي) في مستهل حديثه مع تلفزيون الخبر أن هناك غصة وسؤال قبل انطلاقة أي مونديال وهي متى سوف نشاهد منتخبنا الوطني يشارك في هذا المحفل الكروي وإلى متى سيبقى الحزن يصاحب جمهورنا.
واعتبر جواد (مهندس معلوماتية) أن موعد المونديال هو ذكرى موسمية يعيشها الجمهور الكروي السوري بكل حزن يستذكرون خلالها ما حدث في تصفيات 2018 وكيف كان منتخبنا على بُعد أمتار من التأهل لكأس العالم لولا “عارضة السومة” و”التخبيص” الإداري من قبل المعنيين.
ويتابع جواد “ماحدث منذ تلك اللحظة جعلنا عالقين في دوامة ومتاهة من التخبط والخذلان الكروي فمنذ عارضة السومة لم يقدم منتخبنا ولا القائمين عليه من مدربين وإداريين وحتى لاعبين أي مجهود يُذكر لتعويض الجماهير بل كنا عند كل استحقاق نكتشف حجم الفشل الكروي أكثر فأكثر وحجم اتساع الهوة بين أحلام الجماهير وتخبط وخلافات الاتحادات المتعاقبة وطفولية بعض اللاعبين الذين يسمون أنفسهم نجوم”.
وتحدث محسن (طالب إعلام) أن “المشجع السوري اعتاد على التأهب لتشجيع منتخب كروي أوروبي أو أميركي لاتيني لأن لا فرصة لرؤية منتخبه في المحفل المونديالي فبات نجوم البرازيل أو الأرجنتين أو المانيا هم مصدر الفرح له فبهم يرى جمالية الكرة والتزامها ومتعتها وحرفنتها ويفهم لماذا نحن على بُعد أميال من كرة القدم”.
العرس بقطر والطبل بالإمارات
تفتقت عقلية اتحاد الكرة عن خبطة كروية فيها من الحرفنة والذكاء الإعلامي ما يجعلنا نقف نصفق له حيث قرر الاتفاق مع الاتحاد الفنزويلي على تحديد مباراة ودية مع منتخبه الأول في دولة الإمارات تتزامن مع موعد افتتاحية المونديال.
لماذا نصفق للاتحاد على هذه المزامنة ؟
لأنه رأى أن الحل الأنسب لتفادي النقد الرياضي الذي يتعرض له (ولا يتقبله) من جهة ولإخفاء حالة التخبط والفشل الكروي المصاحبة لمباريات المنتخب من جهة أُخرى عبر تحديد موعد مشترك مع افتتاحية المونديال حيث لن يضيع الجمهور وقته في متابعة المباراة ومعرفة الكوارث التي ستحدثه بها.
وأكد أحمد (مشجع كروي محلي) لتلفزيون الخبر “على الرغم من ذكاء الاتحاد باتخاذ موعد المباراة للهروب من شبح النقد إلا أنه لم يدري أن توقيت المباراة ولو كان خارج موعد المونديال فلن يجد الأمر فرقاً لدى الجمهور السوري فالكل أصبح غير معني بالمنتخب ليس كرمز بل كمنتخب تائه بين اتحاد متخبط ولاعبين لا يُقدرون معنى أنهم لاعبين منتخب وطني”.
وأكمل أحمد “ما يحزن هو وجود إدارة لا تفهم قيمة منتخب الوطن ولا يهمها جمهور المنتخب فماذا يعني وضع مباراة ودية للمنتخب في موعد أهم محفل كروي هل يظنون أنهم سينافسون الافتتاحية بعدد المشاهدات؟”.
وأضاف أحمد “هل تناسى القائمون على المنتخب أن المونديال مصدر تطور علمي وعملي مهم للاعبين منتخبنا حينما يتابعون مباريات الفرق الأُخرى ويرون حجم التطور الكروي لديهم؟”.
وختم أحمد “من سيمنع اسم منتخبنا عن التحول لمادة تهكم كروي على مواقع التواصل الاجتماعي العربي عندما يتم المقارنة بين موعد المباراة مع فنزويلا وافتتاحية المونديال؟ كيف يفكر أصحاب القرار لدينا؟”.
وتعاني كرتنا من تخبط واضح من حيث الإدارة والتخطيط والامكانيات يضاف إلى ذلك تراجع الدوري وغياب دوريات الشباب والناشئين ما انعكس سلباً على نتائج المنتخب الأول علاوه على عقلية لاعبينا ومشاكلهم التي تبدأ بشارة الكابتن ولا تنتهي بالالتزام والاحترام لمشاعر الجماهير.
يذكر أن منتخبنا الوطني لم يشارك في أي نسخة مونديالية منذ تأسيس البطولة حتى اليوم باستثناء مرتين كان قريب جداً من التأهل وهي في تصفيات مونديال 1986 حينما ضاع حلم التأهل أمام العراق ومونديال 2018 بعدما تأهلنا للملحق الأسيوي وخرجنا أمام استراليا.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر