“أم فراس” سيدة حمصية افتتحت مشروع المطعم المنزلي لمواجهة صعوبات الحياة.
“شيخ المكدوس عندي والباقي كلو تقليد”، تؤكد أم فراس وهي سيدة من سكان حي الإدخار بمدينة حمص، تميّز ما تنجزه يداها تحت إشرافها وتنفيذها في مطعمها المنزلي إن صح القول.
وبمغريات المكونات البلدية الطبيعية الأصلية تتحدث أم فراس لتلفزيون الخبر عن السبب الجوهري وراء الطلب المتزايد على ما تقدمه من مختلف أنواع الحلويات والطبخات وأصناف المونة.
الظروف الإقتصادية تتطلب العمل المضاعف
تبدأ أم فراس حديثها لتلفزيون الخبر عن سبب اعتمادها على مطعمعا المنزلي كمصدر إضافي يحقق لها مدخولاً جيداً مع الغلاء الحاصل حاليا ً.
تقول أم فراس لتلفزيون الخبر ” نعرف جميعاً الغلاء المرعب في البلاد، فقررت استغلال مهارة الطبخ التي أتقنتها منذ 10 سنوات لأفتح المشروع الخاص بي، عبر طهي الطعام وإعداد الحلويات وتجهيز المونة.
الفضول لمعرفة المصدر منذ الصغر
تسرد أم فراس لتلفزيون الخبر ذكرياتها مع عشقها للطبخ ومعرفة مصادر المكونات قائلة “تعود جذور مهاراتي بالطبخ لأيام الطفولة عندما كنت أبحث عن مصدر المنتج والمكون للطبخات لاسيما الخضروات، لأعرف إن كانت طبيعية وطازجة غير مغشوشة”.
وتابعت “كبرت على حب المكونات الطبيعية واقتصر الأمر بداية على عملي كسيدة منزل تطبخ لعائلتها فقط، ومع ازدياد الوضع الإقتصادي صعوبة قررت التحول للعمل بعد تشجيع صديقاتي وعائلتي وجيراني”.
وبفخر كبير تقول لتلفزيون الخبر” تجد في مطبخ ومونة أم فراس كل ما تطلبه من أصناف المونة والمأكولات إلا إن كانت خارج موسمها وهذا ما يضطرنا لتأجيلها للموسم اللاحق”.
رضى الزبائن 99% والجودة قبل السعر
” الشغل هو يلي بحدد السعر” تشير أم فراس بملامح تأكيدية إلى فكرة أساسية باعتقادها، وقالت “لا أنظر للموضوع كسعر قدر اهتمامي بالجودة المقدمة وعلى أساسها تتحدد تكلفة الطبخة أو صنف المونة”.
وعن رضى زبائنها، تقول أم فراس لتلفزيون الخبر” بكل تواضع أستطيع القول أن نسبة الرضى عن عملي 99% حيث أنه لم تشتك أي سيدة مما أقوم بتقديمه بل كانت ردود الفعل إيجابية وراضية وهذا ما يدفعني للإستمرار مع فكرة توسيع العمل”.
تخطيط وتنظيم
” كلو منظم ومرتب، مافي فوضى بالشغل”، بهذه العبارة تشرح أم فراس أحد أسباب نجاح مشروعها، وقالت: تختلف مراحل العمل، بالنسبة للمونة نقوم بتجهيز كميات زائدة بقدر معين كي لايتكدس لدي ودون أن ينقص الزبائن في حال كثُر الطلب، كما نقوم بتخفيض الكميات كلما اقتربت نهاية الموسم.
وتتابع أم فراس لتلفزيون الخبر” وفيما يخص حلويات العيد، وخاصة عيد الفطر، فتبدأ التواصي بداية شهر رمضان لأقوم بترتيب أموري كي تكون جاهزة في الوقت المناسب، أما الطبخات تكون عادة قبل يوم او اثنين حسب الوقت الذي تحتاجه”.
وتؤكد أم فراس أن لا يد غريبة تعمل معها بتحضير ما يطلب منها، وقالت “أعمل لوحدي في منزلي وأحرص على اختيار أفضل الأصناف الموجودة بالسوق لكسب رضى زبائني، كما أن عائلتي دائماً ما تشجعني وتساعدني، وبشكل عام الأهم هو التخطيط والتنظيم الصحيح مع الإستفادة من الأخطاء السابقة”.
“ما تقولي هي حياتي وتستسلمي للواقع” بهذه النصيحة تتوجه أم فراس لكل النساء قائلة :أتمنى أن تتمتع النساء في بلادنا بجدية أكبر بعيداً عن رؤية الحياة بشكل سطحي، وألا تستسلمن أمام الظروف المادية او الإجتماعية بل أن تعمل بجد لتحقق ذاتها وتتطور بالشكل الصحيح، والأهم هو شكل وطريقة التطور لأن هذا هو جوهر العمل.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص