شابات وقعن تحت سحر الكرة.. نساء سوريا والمونديال ؟
كانت المرأة السورية حتى وقت قريب، تلعن “أبو مباريات كرة القدم “على إلي اخترعها” مع ترديدها المعوذات عند كل مناسبة رياضية، وجدال متكرر مع زوجها الذي يحرمها من مشاهدة أبطال مسلسلها المفضل لساعتين متواصلتين.
أصبحن يفرقن بين التسلل ورمية التماس
إلا أن الأمور اختلفت تدريجياً بشكل كبير، ولم يعد تهكّم الذكور على أخواتهم وأمهاتهم وزوجاتهم أن مكانهم المطبخ فقط، وهن اللواتي بدأن بالبحث عن الرياضات التي تستهويهن ممارستها ومتابعتها وتشجيع فريقهن المفضّل أسوة بالرجال.
ليس في أوروبا فقط، بل بدأنا نشهد تواجد “الجنس اللطيف” في الملاعب المحلية مع تزودهن بالمعلومات ومعرفتهنّ بقواعد اللعبة، حيث لم نعد نسمع سؤالهن عن الفرق بين التسلل ورمية التماس، أو تساؤلهن عن لعب “ميسي” مع برشلونة والأرجنتين معاً.
“الطابة سبقتنا على صور العرس”
تقول ريما ،وهي شابة سورية متزوجة في بلجيكا لتلفزيون الخبر “جمعني حب كرة القدم مع زوجي بداية علاقتنا، لاسيما منتخب البرازيل ونادي ريال مدريد، حيث بقينا محافظين على أجواء التشجيع من خلال جمع أصدقائنا خلال مباريات دوري الأبطال وهو ما سيستمر معنا مع بداية المونديال”.
وعن رأيها بهذه اللعبة، تقول ريما لتلفزيون الخبر “كرة القدم بالنسبة لي ليست مجرد لعبة، هي عواطف، شغف، دراما، تراجيديا، روح، تضامن، أخوة واحترام، وهذه التفاصيل التي تجعلنا نحب كرة القدم”.
وتضيف ريما “المونديال جزء من كرة القدم التي تستطيع توحيد بلد كامل بكل اختلافاته على شيء واحد وهو حب المنتخب الوطني لهذا البلد”.
وتابعت الشابة ” هذا هو المونديال الأول لي في بلجيكا، وحقيقة الأمر تختلف الأجواء هنا عن ما عشناه سابقاً في سوريا، من التجمع في الكافيهات مع الأصدقاء وفرحة الهدف في الدقيقة 90 وكل تلك الذكريات الجميلة”.
وعن التحضيرات على المجال الشخصي، قالت ريما” أنا احد المسؤولين عن صفحة رياضية كبيرة على “فيسبوك”، ونحاول عبرها تقديم المعلومات المتابعين، من تاريخ المونديال والمنتخبات المشاركة والإحاطة الشاملة بكل جوانب المباريات”.
“لا تبعت طلب صداقة إذا كنت برشلوني أو ارجنتيني”
كتبت بشرى (شابة من مدينة حمص)، بالخط العريض على صفحتها الشخصية في “فيسبوك” وبشكل علني وصريح :” لا تبعت طلب إذا كنت أرجنتيني أو برشلوني لإني مارح أقبل”.
تقول بشرى لتلفزيون الخبر” انا مشجعة للمنتخب البرازيلي منذ عام 1998، عندما كنا نعلق الأعلام على الشرفات، إلا أننا لم نعد نمارس هذه الطقوس، وبتنا نتابع تحضيرات المنتخب المفضل على صفحات الرياضة المتخصصة بذلك”.
وتبدي بشرى قلقلها من عدم نيل البرازيل الكأس العالمي، قائلة” بصراحة أشعر بالتوتر قليلاً لأن البرازيل لم تنل كأس العالم منذ 20 عاماً، حيث بدأت الصلاة منذ الآن لتحقيق ذلك كون تشكيلة المنتخب مرتبة”.
ولا تخفي بشرى تعرضها للتنمر كونها خرجت عن المألوف وقالت لتلفزيون الخبر” تعرضت للتنمر في إحدى المرات عندما قال لي أحدهم صفحتك صايرة كلها رياضة متل الصبيان و أنتي بنت كرمال بريستيجك ما بيصير هيك”.
وأضافت الشابة المولعة بالبرازيل “أشعر شخصياً أنه على الفتاة أن تتابع قليلا ً من الرياضة وألا تكون (الهبلة) التي تتعرض للإستهزاء لأنها لا تعرف الفرق بين التسلل والتماس، أو تظن أن رونالدو انتقل من ريال مدريد إلى البرتغال ويلعب الآن مع مانشستر يونايتد”.
إضراب عن الطعام بسبب خسارة البرازيل
تستذكر “منال” بنشوة كبيرة تحقيق منتخبها المفضل “السامبا” لكأس العالم منذ نحو 12 عاماً، عندما بدأ مشوار تعلقها بكرة القدم خلال مونديال كأس العالم 1994.
وتسرد لتلفزيون الخبر ماحصل حينها قائلة” كانت العائلة من رجال و نساء وأطفال تجتمع على شرفة منزلنا المطل على البحر لنتابع المونديال على تلفزيون من قياس 14 إنش ملون”.
وأضافت منال ” كان أبي مع فرنسا وأمي مع ألمانيا وأنا مع البرازيل التي أحببتها لأسلوب اللعب الفردي الجميل وخصوصاً رونالدو الظاهرة في ذلك الوقت والذي كان أصغر لاعب بكأس العالم والأهم حينها التتويج بكأس العالم”.
وتابعت” أما في مونديال 1998 راهن أبي على فوز فرنسا بكأس العالم من منطلق عروبي بحت لوجود اللاعب زين الدين زيدان، وما زلت أذكر يوم المباراة النهائية وإحراز اللقب كيف أقيمت له (عراضة) أمام المنزل لأنه كان المشجع الوحيد لفرنسا، كما أذكر إضرابي عن تناول الطعام مع عائلتي لمدة أسبوع كامل بسبب خسارة البرازيل”.
شهر وبيمضى
تقول حنان (24 عاماً)لتلفزيون الخبر” اعتدت على طباع زوجي المحب لريال مدريد ولعبة الشدة، حيث كثيراً ما شهدت احمرار عينية غضباً عند خسارة فريقه، ولذلك سأحاول تجنب استفزازه خلال المونديال، شهر وبيمضى”.
وأضافت حنان ” الحمدالله أنني رزقت بطفلتي (نايا) التي ستملي علي الوقت مع انشغال زوجي الغائب الحاضر بالصراخ والتحليل الرياضي، حتى أنني سأحاول تمثيل الإهتمام بفريقه، أهتف حين يهتف واغضب حين يغضب”.
من جانبها، تصارح “وئام” بعدم اكتراثها بكرة القدم وكل ما يتعلق بها من مباريات وفعاليات وتعصّب وعصبية، وتقول” شجعت نادياً إيطالياً منذ عدة سنوات كون رونالدو الوسيم كان يلعب معه الا أنني لم أعد كذلك بعد برحيله حسب ما عرفت مؤخرا ً.
“جمالك فتّان كضربة جزاء”..نصائح من اختصاصي نفسي
يقدم الإختصاصي والمعالج النفسي رامي جمعة، بعض النصائح للشباب بشكل عام، والرجال المتزوجين على وجه الخصوص مع شرح لأسباب اهتمام الذكور بمتابعة كرة القدم أكثر من النساء.
يقول رامي لتلفزيون الخبر ” هناك اختلاف طبيعي بين اهتمامات الرجال والنساء لأسباب منها نفسي ومنها فيزيولوجي”.
وتابع رامي “يميل الرجال عادة إلى الإهتمام بالرياضات التنافسية والتي تمتاز بنوع من الخشونة والمنافسة وإثبات الذات وتحتاج للياقة بدنية عالية، لأنها تسبب رد فعل محفز على إفراز (التيسترون) وهو الهرمون الذكري الذي يدخل بالتركيب الجيني مع التنشئة الإجتماعية تحت تصنيف ومسمى (الذكورية)”.
وبين أنه “على الزوج فهم طبيعة زوجته وتحضيرها نفسياً لهذا الحدث الرياضي وشرح أهميته بها كونه لا يأتي إلا مرة واحدة كل 4 سنوات، مع محاولته إقامة جو عائلي مليء بالألفة والضحك”.
وتابع الأخصائي لتلفزيون الخبر “من واجبات الزوج تحضير زوجته نفسياً منذ الصباح وإخبارها بموعد المباريات، مع التقاط الصور التذكارية ومشاركتها المعلومات الرياضية التي قد تساعد على تلطيف الأجواء”.
ويقترح رامي على جميع الرجال استغلال مباريات المونديال لإظهار حبه لزوجته، وقال مازحاً “ما المانع من قول بعض النكات لزوجتك وحتى بعض الغزل الرياضي كأن تقول لها على سبيل المثال “جمالك يضاهي روعة ركلة جزاء للأرجنتين في الدقيقة 90”.
ومما لاشك فيه أن كل النساء تتمنى اتعاظ أزواجهن من نصائح الأخصائي، لاسيما الإكثار من قول الغزل، وهو ما لن يساعد من ارتبط بإناثٍ يتابعن المباريات بدقة عالية، حيث أنهن لم يعدن مجرد مفتوناتٍ بعضلات رونالدو أو قصة شعر “توني كروس” بل أصبحن محللاتٍ خبيرات، يحللن وينفعلن، فهؤلاء الإناث لا مطبخ لهن خلال فترة المونديال.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر