مع غياب الكهرباء والإنترنت والحلول..هل سيدير “الحماصنة” ظهرهم للمونديال؟
“دبرولنا حل بدنا نشوف المونديال”..أغلب الظن أن غير المحبين لكرة القدم سيسخرون من نقل هذا المطلب الموجه إلي والتي حُمّلت إياها من باب “الأمانة الصحفية”.
كيف لا أنقله، وأنا نفسي كاتب هذه المادة من أشد المتابعين للساحرة، ليس لأنها مستديرة وتجعلنا نمعن النظر في 22 لاعب يركضون فحسب، بل لأنها و” بقدرة قادر” تخرجني وأمثالي لمدة ساعة ونصف من متاعب الحياة وهموم مائها وكهربائها وغلائها.
وكوني من مشجعي المنتخب الألماني، والأحب إلى قلبي مناداته بلقب “المانشافت” أي الماكينات، أدرك مرارة عدم قدرتي على مشاهدة طبخات “غنابري” ورقصات “مولر” المستفزة للخصوم.
ويدور السؤال والقلق مع بعضهما في نفوس المتابعين عن كيفية متابعة مونديال قطر
حتى البطاريات لا تشحن
يقول حيدر وهو شاب من حي الزهراء بحمص لتلفزيون الخبر” ادخرت 300 ألف ليرة لشراء بطارية بسعة 100 أمبير منذ الصيف تحضيراً للمونديال، إلا أن فرحتي لم تكتمل”.
ويضيف” اشتريت “انفينيتر” كي أستطيع مشاهدة المباريات في منزلي، إلا انه ولسوء الحظ أسكن في حي يشتهر بقطع الكهرباء عدة مرات خلال ساعة الوصل الواحدة، ولم يبق أمامي حل إلا شحنها بالأجرة”.
من شو بتشكي الموبايلات
يرفع سليمان موبايل “سامسونج A12″، ليوصل إجابته دون النطق بحرف واحد، حيث أنه وكمعظم الشباب سيقضي ساعات المونديال أمام هاتفه ليتابع عبر البث المباشر مباريات “التانغو”، ولو حتى” طقت رقبتي” لأن ” شوفة أبو تياغو ميسي تستاهل”، حسب قوله.
وعن مخاوف في نفسه، قال سليمان لتلفزيون الخبر ” أخشى ما كان يحصل خلال المباريات الكبيرة في دوري أبطال أوروبا، وهو تقطع البث نتيجة المشاهدات، ما قد يفقدني صوابي إن حدث هذا خلال مباراة الأرجنتين”.
“10 آلالف بتسوى راس مبابي”.. الكافيه للمباريات الحاسمة
يقر رامي وهو شاب جامعي أن لا قدرة مادية لديه، كما حال معظم الشباب على ارتياد الكافيهات عند كل مبارة، مع وجود أكثر من مباراتين في اليوم الواحد.
يقول رامي لتلفزيون الخبر” رغم عشقي للمنتخب الفرنسي إلا أنني لن أدفع كل يوم 10 الاف ليرة كرمى لعيني “مبابي”، مصروف جامعتي كبير ولن أضع راتبي الذي احصل عليه ” “بطلوع الروح” على مباريات بطعمة وبلا طعمة.
أصحاب الكافيتريات..رب ضارة نافعة
لا يخفي عماد وهو صاحب كافيتريا في شارع العشاق سعادته بقدوم المونديال، فهو بشجع كل من يلبس أبيض حسب قوله دون أن يعرف هويته ولو كان بالدوري الصيني، حسب تعبيره.
يهز برأسه مؤكداً أن حركة الكافتيريا تختلف 360% درجة، مضيفاً “نقوم بحسومات على مختلف أنواع المشروبات لاسيما المتة كونها المشورب المفضل للحماصنة، حيث أننا نراعي الوضع الإقتصادي الصعب لمعظم الشباب المنتظرين بلهفة صافرة البداية”.
فنّيو الديجيتال..”إجت الرزقة”
يتفق “أبو يوسف” وهو صاحب محل ديجيتال قرب دوار العباسية أن حركة البيع والشراء وتوليف الصحون اللاقطة ازدهر بشكل كبير قبيل انطلاق المونديال.
وقال لتلفزيون الخبر” ما عم نلحق تركيب” ، لا يوجد منزل إلا وفيه أحد ما مهووس بالمونديال وأغلب زبائني يطلبون مني توجيه الصحن اللاقط إلى أقمار اوروبية او تركية تقوم بنقل المباريات حتى ولو لم يكن التعليق عربياً “ّ.
وبين أبو يوسف أن” سعر الصحن بات يقارب 50 ألف ليرة و”الرسيفر” بحوالي 30 ألف، لذلك وكون المونديال فترة مؤقتة يرى الزبائن أن التوليف على أقمار اخرى أوفر بكثير من شراء صحن آخر”.
” يحسو فينا”.ّ أين الجهات المعنية
يمتعض أبو نبيل، وهو من سكان حي الحميدية، لعدم قيام الجهات الحكومية بأي مبادرة لنقل أحداث المباريات كما حصل في المونديال السابق.
بحدة وجدية يقول لتلفزيون الخبر” لا كهربا ولانت..يركبوا شاشات يا أخي” ، مشيرا ً إلى وجوب تركيب شاشات العرض في الساحات العامة ضمن المدن كي يستطيع أكبر عدد ممكن من متابعة المونديال.
ويتابع أبو نبيل” كل الدول تقوم بتركيب شاشات عملاقة لترفيه شعوبها المحبة لكرة القدم، والغريب عندنا أنهم ينفقون مئات الملايين على امور لا تستحق، بينما لا يشعرون بملايين السوريين الراغبين بالتفريه عن أنفسهم لساعات معدودة في هذا الوضع الصعب”.
وتبقى مخاوف “الحماصنة” كما حال كل السوريين حتى اللحظة مع عدم إصدار الجهات المعنية وخصوصاً من وزارة الإعلام ما يبشّر بإيجاد حل يمكّنهم من متابعة الحدث العالمي المنتظر، فالطرافة وخفة الدم باتا مجرد إشاعة عن الحُمصي الذي انتظر المونديال بلهفة عله يعيد إليه بعض الإبتسامات المنسيّة.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص