أهالي عفرين محرومون من قطاف الزيتون بفعل نيران تركيا وأتاوات الميلشيات التابعة لها
يعاني أهالي مدينة عفرين الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي والميليشيات الموالية له من صعوبة في جني مواسم الزيتون وذلك نتيجة الاستهدافات التركية للقرى الواقعة على خطوط التماس من جهة والسرقات والأتاوات التي تفرضها الميليشيات من جهات أُخرى.
وتُجنى عادةً ثمار الزيتون بعفرين بين شهري تشرين الأول وتشرين الثاني من كل عام وهو ما يُعطيها مذاقها المشهور إضافة لجودة ما تنتجه من زيت في هذا الوقت من العام لكن مع الظروف الحالية أصبح جني الثمار يحدث في أي وقت وربما لا يتم ذلك أبداً.
الاعتداءات التركية
تقوم قوات الاحتلال التركي باستهداف الأراضي والمزارعين في عفرين لدفعهم لترك منازلهم والخروج من المدينة، ونتيجة ذلك بات جني محصول الزيتون محرماً على أصحاب الأراضي الواقعة على تماس مع قوات الاحتلال.
وبات الأهالي، بحسب وسائل إعلام، يخشون جني محصولهم خوفاُ من الموت الذي أصاب بعضهم خلال عمليات الحصاد بسبب رصاص الجنود الأتراك ومدفعيتهم بينما يقوم البعض الأخر بعمليات القطاف رغم خطورتها في محاولة لسد رمق العيش نتيجة تردي الوضع المعيشي بفعل الاحتلال.
السرقات والأتاوات
يحل في المرتبة الثانية من مراتب الخطر التي تحيط بالعفرينيين أثناء موسم جني الزيتون ما يواجهونه من سرقات للمحصول أو أتاوات مفروضة عليهم من قبل الميليشيات الموالية للاحتلال التركي تقاسمهم في رزقهم وتزيد من أوجاعهم اليومية.
وبحسب الأهالي فإن طرق جني المحصول اختلفت خلال سنوات الحرب حيث أصبح من الضروري الإسراع بتوقيت الجني حتى لو فقد المحصول جزءاً من جودته فهذا أفضل من خسارته كلياً للصوص وفارضي الأتاوات كما أصبح البعض يقومون بقطاف الزيتون ليلاً حتى لا ينتبه لهم أحد أو بجني قسم صغير من المحصول.
وأفاد “المرصد السوري المعارض” أن فصائل المسلحين الموالية للاحتلال التركي فرضت أتاوات على مواسم زيتون أهالي عفرين ووضعهم بين خياري الدفع أو سرقة كامل المحصول أو القتل.
وفرضت ميليشيا “صقور الشمال” أتاوة على أهالي معبطلي بريف عفرين تُقدر بقيمة مردود 25 شجرة لكل أرض بينما طالبت ميليشيا “الحمزة” بمردود 15 شجرة عن كل أرض بقرية معراته.
بدورها طالبت ميليشيا “السلطان مراد” الأهالي بناحية شران بدفع 20% من قيمة الموسم كأتاوة وفي ناحية بلبل قاسمت الأهالي بنسبة 15% من زيت الزيتون و25% من مردود أصحاب المعاصر مع إلزامهم بتشغيل العمال فقط بموافقة قيادة الميليشيا.
يشار إلى أن زيتون عفرين وزيته يعتبر من أجود الأنواع ورمز شعبي لأهالي المدينة الذين يعتمدون بشكل شبه كُلي على زراعة الزيتون وعصره كمورد رزق لهم.
يذكر أن قوات الاحتلال التركي قامت بالسيطرة على عفرين عبر عمليات عسكرية نفذتها في أذار 2018 بمساعدة ميليشيات تابعة لها وذلك بحجة محاربة “قسد” إلا أن الواقع يقول أن تركيا تقوم بنهب وسرقة خيرات عفرين وتهجير سكانها.
تلفزيون الخبر