“كان ياما كان”..حي المهاجرين الحمصي في ذاكرة “أبو مؤيد”
“هوهو يا عمي”.. مع صفيرٍ لعدة ثوانٍ يخرج من شفاه العم “ابو مؤيد” عند سؤالنا عن تاريخ وماضي حي المهاجرين في مدينة حمص.
واضعاً يديه بوضعية التكتّف، وأغلب الظن بسبب نسماتٍ باردة لامست جسده بعد أن أيقظناه من قيلولة بعد الظهر، الأمر الجلي الواضح من عينيه اللتين حفرت حولهما السنوات أثرها.
مشيراً بكلتا يديه في شتى الإتجاهات، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، يقول الرجل الستيني “أبو مؤيد” لتلفزيون الخبر” هيك هيك هيك كل شي شايفو كان كروم عنب”، وأما الأبنية هذه جميعها حديثة البناء منذ سنوات قليلة”.
يقول أبو مؤيد “سكنت في الحي بداية الثمانينات عندما كنا عبارة عن بضعة عائلات فقط، حيث جئت من ريف اللاذقية للسكن هنا، ولم تكن سوى الأراضي الزراعية تمحيط بنا”.
واضعاً يده على ذقنه مع تركيز شديد، عند السؤال عن أصل التسمية التاريخية للحي، قائلاً ” أغلب الظن وكما يتفق كثيرون، فإن التسمية جاءت من حالتي الشخصية والتي يمكن تعميمها، حيث قدمت العائلات من مختلف الأرياف في كل المحافظات للسكن هنا فأطلق علينا لقب المهاجرين”.
وأردف” هناك أقاويل كثيرة لسبب تسمية الحي بـ”المهاجرين”، ولكن أكثرها شيوعاً ما ذكرته لك، وأضاف” مع تزايد أعداد القادمين من أهل القرى إلى الحي وهجرهم الحياة الرّيفيّة، اختفت المزارع والبساتين ونهضت الأبنية السكنية مكانها”.
وعن مساحته ومميزاته، يقول “أبو مؤيد” لتلفزيون الخبر” يرتفع الحي عن باقي الأحياء المجاورة، ونتيجة توسعه الكبير تم تقسيمه إلى حيين (1_2) اللذان يمتدان بين عدة أحياء، ويصنف من أكبرها مساحة”.
يشير أبو “مؤيد” إلى اتجاه الشرق، قائلاً “قبلَ نحو 15 عاماً كانت البيوت تصل لبداية ضاحية الباسل فقط، والتي عرفت لاحقا ضاحية المهاجرين حيث لا يقسم بيننا سوى اوتستراد واحد”.
وتابع “توسع الحي بشكل كبير حتى وصلت منازله تخوم قرية زيدل، وتسكنها عائلات من عدة مناطق سورية، إضافة لمن قدموا خلال سنوات الحرب من الأحياء الأخرى طلبا ً للأمان الذي عاشه الحي مع ألم كبير بفقدان خيرة شبابه”.
ومع لهجةٍ تمزج الحمصية بالساحلية ودّعنا العم “أبو مؤيد” في حي المهاجرين، المختلف عن مثيله الدمشقي لأسباب وشرحٍ لم نرد أن نطيل بها على الرجل الستيني، لاسيما مع اقتراب الساعة لموعد مجيء الكهرباء التي ننتظرها جميعاً بفارغ الصبر في حمص.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص