يعيشون بيننا في كل مكان .. كيف تعرف صاحب الشخصية المضطربة الزورانية ؟
يتميز اضطراب الشخصية الزوراني أو اضطراب الشخصية المرتابة، أو البارانويا، بتخيلات وتهيؤات، حيث يكون لدى صاحب هذه الشخصية اعتلالات بالإسراف والتفكر بالنسبة للآخرين، أي لديه حالة من التوهم كبيرة جداً.
وتقول الاختصاصية النفسية، الدكتورة بعلم النفس العلاجي، غالية سعيد لتلفزيون الخبر، أن صاحب هذه الشخصية يتوهم أن الآخرين يريدون أذيته أو الإساءة إليه لفظياً أو جسدياً، مما يجعله بحالة هجوم دائمة، أفكار حادة، مبادرات مؤلمة.
وتابعت الدكتورة “سعيد” أنه: “حتى لو الأشخاص الآخرين لم يفعلوا شيء لهذا الشخص المضطرب، يبقى صاحب هذا الاضطراب جاهز للدفاع، مما يجعله يصبح فيما بعد شخص مضطرب، قلق اجتماعياً، ويدخل بدوامة العزلة الاجتماعية، يعاني من panic attack، الاكتئاب أو المشاعر الإكتئابية”.
اضطرابات مرافقة لاضطراب الشخصية الزوراني
وأضافت الاختصاصية النفسية “سعيد” أنه: “يرافق هذا الاضطراب العديد من الاضطرابات، كالقلق المعمم، الوساوس القهرية، وهي اضطرابات تأتي مترافقة تبدأ بأحدها ليرافقها اضطرابات أخرى”.
وتابعت الدكتورة “سعيد”: “ويرافق الاضطراب مشاعر الاكتئاب، مشاعر التوتر والقلق، وممكن أن ينتقل للفصام، للشيزوفرينيا، وساوس قهرية، وفي حالات إلى الانتحار عند وصول هذا الحالات للعزلة الاجتماعية”.
مستويات اضطراب الشخصية الزوراني
قالت الدكتورة غالية أنه: “لاضطراب الشخصية الزوراني مستويات خفيفة وعالية، الخفيفة تشعر على نفسها كل فترة، لكن علاقاتها الاجتماعية مضطربة جداً (اليوم بيحاكيك، بكرا بيحاربك، بيرجع تاني نهار بيصالحك)، مواقفه بناء على أفكاره، ويعد سيناريو أو قصة لنفسه، ويبني مواقف بينه وبين نفسه”.
عامل العمر باضطراب الشخصية الزوراني
أوضحت الاختصاصية النفسية “سعيد” أنه: “غالباً ما تبدأ مثل هذه الاضطرابات بالعمر الذي يبدأ فيه النضج والوعي، مثل عمر المراهقة لدى الأطفال وتستمر فيما بعد، كون الهرمونات بشكل عام تكون بالمراهقة غير مستقرة، ويأتي الاضطراب ليزيد عليها هذه الاضطرابات”.
وتابعت الدكتورة “سعيد” أنه: “وبالنسبة للجنس، فيحدث هذا الاضطراب للرجال أكثر من النساء، وقد يعزو ذلك قلة الكلام أو التعبير لدى الرجال بالمقارنة مع النساء”.
علاج اضطراب الشخصية الزوراني
أوضحت الدكتورة “سعيد” أنه: ” العلاج ليس صعب كما أنه ليس بهذه السهولة، والعلاج السلوكي المعرفي والحركي يأخذ دور أساسي بالعلاج، وهو عبارة عن معاينة الأفكار، ترتيبها، إعادة برمجتها، إعادة تصحيح الأفكار، دمج هؤلاء الأشخاص مع المجتمع”.
وتابعت الاختصاصية النفسية الدكتورة غالية أنه: “ممكن أن تدخل الأدوية الاكتئابية في العلاج بحالات معينة، وذلك تحت إشراف طبيب نفسي حصراً”.
وأضافت الدكتورة “سعيد” أن: “صعوبة العلاج تكمن بعدم اعتراف الأشخاص بتعرضهم للاضطراب، وقناعتهم أنها مجرد حساسية عالية فقط، في حين أن الشخص الحساس شيء، والشخص المرتاب شيء آخر”.
الفرق بين الشخصية الحساسة والشخصية المرتابة
قالت الدكتورة “سعيد”: “تتحسس الشخصية الحساسة بشكل كبير وهو أمر مزعج، لكن إذا حاولت الحديث معها والاعتذار منها مرة أو مرتين، ينقضي الأمر وتعبر عن مشاعرها، بينما اضطراب الشخصية المرتابة يبني حقداً على المواقف، وممكن أن تؤذي فيما بعد”.
خطورة اضطراب الشخصية الزوراني على المحيط
وتابعت الدكتورة غالية أنه: “ممكن أن يقوم هذا الشخص المضطرب بأذى نتيجة موقف قام به أحد الأشخاص من سنوات عديدة أو نتيجة كلمة، ولذلك هو اضطراب ومتلازمة لأنه يلازم الشخص”.
وأضافت الاختصاصية النفسية غالية أنه: “إذا لم يتم العلاج عن طريق العلاج السلوكي المعرفي، فقد يتحول الاضطراب الى اكتئاب واسع البوابة”.
وتابعت الدكتورة “سعيد” أنه: “كل ما زاد موضوع الارتياب أكثر، ازداد الاضطراب أكثر، وكل ما أصبح الشخص بعزلة أكبر، حيث تبعد الناس عنه وتطلق عليه أحكام بشعة، وبالتالي يزيد مستوى الأذى أكثر، كونه يصبح بعزلة، ويريد الأذى والانتقام لجذب الانتباه له من جديد”.
ضحايا اضطراب الشخصية الزوراني
تنصح الدكتورة غالية الأشخاص الذين يتعاملون مع هذا النوع من الاضطراب أن يكونوا حذرين، وأن يشرحوا لهم باستمرار أن ما يمرون به هو عبارة عن خلل أو مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج، وإقناعهم باستشارة أخصائي أو طبيب نفسي أو مختص معالج”.
يذكر أن أي علاج “يجب أن يترافق مع دعم مجتمعي كبير، ومع عدم التنمر على الأشخاص المضطربين، لأن التنمر يزيد من حالة الاضطراب، في حين يبقى الاعتراف بالاضطراب أول خطوة بحل المشكلة”، وفق ما أوضحت الدكتورة غالية لتلفزيون الخبر.
بشرى سعيد _ تلفزيون الخبر