“انتشار” التهاب الكبدA في منطقة مشتى الحلو
تشهد منطقة مشتى الحلو في ريف محافظة طرطوس خلال الفترة الحالية انتشار واسع لالتهاب الكبد A، وتم تسجيل عشرات الإصابات بين السكان.
وأوضح رئيس شعبة الأمراض السارية والمزمنة في طرطوس الدكتور معتز غنوم لتلفزيون الخبر أنه “شهدت محافظة طرطوس سابقاً حالات التهاب الكبد A وحصلت عدة حالات في منطقة الدريكيش، كما تم تسجيل الإصابات في منطقة مشتى الحلو بريف المحافظة”.
وأضاف غنوم أنه “مع بداية شهر أيلول ازداد عدد الاصابات بالتهاب الكبد A في منطقة مشتى الحلو، وهناك العشرات من المصابين وليس بالمئات كما يتم تداوله”.
وأردف غنوم أنه “في ظل ازدياد حالات الإصابة قمنا بعدة إجراءات للحد من انتشاره ومنعه من الازدياد، وذلك بعد ماتم إبلاغنا من قبل المنطقة المذكورة، بأن هناك تزايد بعدد الإصابات بالتهاب الكبد في منطقة نبع الشيخ حسن التابعة لمشتى الحلو”.
وأشار غنوم إلى أن ” فريق تقصي مركزي تابع لمديرية الصحة أخذ عينات مياه من الينابيع الشعبية التي يشربوا منها المواطنين، بالإضافة إلى عينات من مياه المؤسسة الحكومية ومحطات الضخ، وعينات من مياه المدارس ومنازل المصابين وعينات من الخضار”.
وكشف غنوم أن ” المياه التي تحتوي مادة الكلور قمنا بفحصها لمعرفة إن كان بها تلوث جرثومي أم لا، حيث تبين أن الكلور ضمن المواصفات القياسية السورية والحدود الطبيعية” مؤكداً أن “جميع العينات من المياه والخضار وبكافة مصادرها سليمة وطبيعية ولا يوجد فيها تجرثم”.
وذكر غنوم أنه “نرجح أن ما حصل في منطقة مشتى الحلو حول ازدياد عدد الإصابات بالتهاب الكبد A، يعود لعدم مراعاة الأهالي اتباع أساليب الوقاية والاجراءات الصحية والبقاء في منازلهم في حال إصابتهم، منعاً لانتشار العدوى بين المواطنين”.
ولفت غنوم إلى أنه “قمنا بتوجيه المواطنين في المنطقة المذكورة وحثهم على البقاء في المنازل في حال إصابتهم لمدة تتراوح بين 5 – 7 أيام حتى زوال الأعراض”.
وأكمل غنوم “كما طلبنا منهم الاعتماد على مياه المؤسسة المعقمة كمصدر لمياه الشرب، وإذا كان لديهم مصدر مياه آخر فعليهم بغليها قبل شربها وتناولها”.
كذلك “غسيل الفواكه والخضار بشكل جيد والحفاظ على النظافة الشخصية، وحصر استخدام الأواني الشخصية كالملعقة والصحون والكاسات بالمنزل، وغسيل الأيدي المتكرر بالماء والصابون”.
وأكد رئيس شعبة الأمراض السارية أن “أكثر الحالات المصابة بالتهاب الكبد A هي من منطقة مشتى الحلو، ولكن هناك حالات إصابات فردية في مناطق برمانة المشايخ والدريكيش وصافيتا وبعمرة ومدينة طرطوس، ولكنها حالات محدودة وفردية فقط، ولا يوجد ازدياد ملحوظ فيها أبداً”.
وبيّن غنوم أن “مرض التهاب الكبد A ليس خطير ولكنه سريع الانتشار، وأعراضه هي الآلام البطنية وبالأخص في القسم العلوي من البطن، بالإضافة إلى الغثيان والإقياء ووهن عام وارتفاع حرارة وإسهال”.
وأوضح غنوم أن “فترة حضانة الفيروس طويلة وتكون بين 14 – 28 يوماً، وتكمن المشكلة أن الشخص يكون حامل للفيروس ولكن تظهر عليه الأعراض بعد شهر” مبيناً أنه “خلال الشهر يكون الالتهاب معدي وينتقل عن طريق الفم وإفرازاته”.
وأفاد غنوم أن “ما يهمنا هو أن تكون مياهنا سليمة، ولا يتم سقاية المزروعات من الصرف الصحي، وأن تكون محطات المعالجة قيد التشغيل وغير متوقفة”، مشيراً إلى أنه “لو كان نبع المياه ملوث لشهدنا مئات الإصابات بين المواطنين”.
يشار إلى أنه خلال شهر شباط الماضي، شهدت منطقة الدريكيش في ريف طرطوس انتشار واسع لالتهاب الكبد A وأصيب العديد من المواطنين به، ويعود سبب الإصابة حينها لتلوث بعض مياه البيدونات التي يتم شراؤها عبر السيارات المارة في تلك المنطقة.
حيث أن جل المواطنين في محافظة طرطوس يعتمدون على مياه البيدونات كمصدر أساسي لمياه الشرب، كونها من الينابيع ومياه عذبة ومعدنية، إلا أنه في موسم الأمطار تتعرض تلك الينابيع لخطر التلوث.
علي رحال – تلفزيون الخبر – طرطوس