الشتوية المُفاجئة “كالعادة”.. أول الغيث يُغرق دمشق
هناك أشياء في الحياة ذات موعد ثابت لا تتغير وفي حال تغيرها يكون الأثر طفيفاً لا يؤدي إلى التفاجؤ بقدومها أو نسيان موعدها.
ومن أهم هذه الثوابت هي الفصول المناخية فلا يمكن أن يأتي الشتاء على سبيل المثال في موعد الصيف إلا في سوريا، فكل فصل مُفاجئ للمعنيين في قدومه حيث لا يكون هناك أي تجهيز أو إجراءات احترازية مُسبقة.
وعلى الرغم من كل التصريحات التي أدلى بها المختصون الجويون على مدار الأسابيع الأخيرة عن قسوة الشتاء المُقبلين عليه، إلا أن المعنيين بأمور الطرقات والصرف الصحي وغيرها من اللوجستيات لم يستمعوا لتلك التنبؤات الجوية، واعتبروا “ربما” أن الشتاء هذا العام سيأتي في آذار أو آب لا في موعده الطبيعي.
ومع أول “مطرة” هطلت الأحد فوق دمشق، وجد الدمشقيون مدينتهم “كالعادة” تعاني من سوء تصريف مياه الأمطار، خصوصاً في المناطق والساحات التي يوجد فيها أنفاق كالأمويين أو الشوارع العريضة (أتوستراد) كالمزة.
وفي المدينة القديمة لم يكن الحال بأفضل من غيره حيث يشعر العابر بين أزقة باب توما أو السوق الطويل وكأن إعصاراً مطرياً شديداً ضرب المدينة، وذلك بسبب جودة أنابيب الصرف أو “الريغارات”.
وبدأ سكان قاسيون والجادات العُليا بالتماس معاناتهم التقليدية مع “أنهار المجارير” التي تسيطر على جميع (النزلات والطلعات) عدا عن تكسر أغصان الأشجار ودخول المياه للمنازل.
وأفاد المشرف العام لمجمع الخدمات في محافظة دمشق عماد العلي لصحيفة “الوطن” المحلية أن “العواصف أدت إلى سقوط عدد من الأشجار في بعض الأحياء، وتمت معالجتها على الفور، وتم تصريف المياه في نفق الأمويين ودوار البيطرة، والسبب يعود لغزارة الأمطار التي كانت أكثر من استيعاب المصارف المطرية لكن حركة السير لم تتوقف”.
وكان تفقد محافظ دمشق محمد طارق كريشاتي بحسب صفحة المحافظة على “فيس بوك” عمل ورشات المديريات الخدمية، وشركة الصرف الصحي بمعالجة تجمعات المياه في بعض الانفاق والشوارع.
كل هذا ولم ندخل عمق الشتاء ولم تكن كمية الأمطار الهاطلة كبيرة إلا أنها على قلتها تكشف الإهمال الرسمي في التعامل مع الشتاء وتُعيد تكرار ذات السؤال الموسمي “معقول ما بيعرفوا أنو جايه الشتوية؟” أو “كل سنة بيصرعونا بأنو اتخذوا إجراءات صح وكل مرة منغرق بشبر مي وين الإجراءات ؟!”.
يذكر أن أزمة الشتاء في سوريا أزمة موسمية لا تخص دمشق فقط، بل تشمل جميع المحافظات خصوصاً الساحلية منها، حيث يقف السوري كل شتاء عند مفترق طرق ما بين انعدام القدرة على تأمين مستلزمات التدفئة لارتفاع أسعارها أو فقدانها من جهة، ولتخوفه من قطع الطرقات أو حصول سيول جراء غياب الإجراءات الاستباقية لدرء خطر الهطولات المطرية من جهة أُخرى.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر