تطبيق “GPS” “ربّى” سرافيس دمشق وقريبا على التكاسي
لا يمكن وصف فرحة سكان دمشق إلا ب”الطفولية ” وهم يشاهدون سرافيس “متلتلة”، ينتظر أصحابها راكباً واحدًا بفارغ صبرهم بعد تفعيل جهاز الـ GPS ووضعهم من قبل الجهات المعنية في خانة “اليك”.
وتفاجأ المهندس “سامح” (40 عاماً) من ملقى أصحاب السرافيس له، بعد مرور 11 عاماً على “الشنططة والشحتفة” لدى الكثير من الموظفين في اختناقات مرورية وصعوبة تأمين المواصلات في معظم الخطوط في سوريا، بحسب ما أكد لتلفزيون الخبر.
وعبّرت الصحفية “ميرنا” (30 عاماً) لتلفزيون الخبر عن شعورها بالصدمة عند رؤيتها اصطفاف السرافيس وتأمين وسيلة نقل تقلّها إلى منزلها بسرعة دون “تدفيش وحركشة” ووقوف لساعات طويلة”.
ولم يكن تركيب جهاز الـ GPS في السرافيس فعل إيجابي بالنسبة للجميع، فقد استاء بعض السائقين بطبيعة الحال،بعد أن تعطلت مصالحهم، ولم يعودوا قادرين على بيع المازوت الحر ب (الليتر الواحد بين ال6 وال7 الاف ليرة) وحملونا بعض “الشكاوى” بعد أن كانوا هم أنفسهم مواضيع الشكاوى.
ووصف السائق حسن (45 عاماً) جهاز الـ GPS الذي وضعته الجهات المعنية مؤخراً للسرافيس بالفاشل، قائلاً لتلفزيون الخبر: “ماحدا فهمان شي!..هناك سرافيس كانت راكنة بالتصليح لأيام وحظيت بعدها بـ 30 ليتر من المازوت”.
وزعم “حسن” أن: “الجهاز فيه نوع من العشوائية ولا يوجد آلية واضحة لمعرفة الكمية المستحقّة للسائق أو تحديد عدد لترات مازوت معيّنة مقابل المسافة المقطوعة.. يعني عالهلّة”.
وأردف “حسن”: “مشيت الأمس 125 كيلو متر وحصلت مقابلها على 18 ليتر مازوت، أما زميلي سائق آخر يعمل على إحدى الخطوط مشى 186 كيلو متر وحصل على 24 ليتر”.
بدوره، نفى عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في محافظة دمشق مازن الدبّاس وجود أي عشوائية في جهاز الـ GPS، قائلاً لتلفزيون الخبر: “طالما يعمل السائق ضمن المسار المحّدد يحصل على حقّوقه المستحقة من المادة”.
وأضاف “الدبّاس”: “لا صحة للأقاويل التي تقول السرفيس المركون بالتصليح أو الذي لا يعمل على خطّه يحصل على ليترات من المازوت.. الجهاز لدينا واضح جداً ويكشف طريق عمل السائق وخروجه عن المسار”.
وقال السائق “رائد” (50 عاماً) لتلفزيون الخبر: “هناك الكثير من التجاوزات في بعض محطات الوقود، فإذا كانت الكمية المستحقّة 15 ليتر يحصل السائق على 12 ليتر”.
وطالب السائق “سليم” (35 عاماً) بآلية تفعيل تطبيق على هواتف السائقين لكي يكونوا على بيّنة بمعرفة تفصيلية دقيقة عن المسافات التي يقطعونها وما تقابله من كميات من المادة المدعومة المستحقة، بحسب ما أكد لتلفزيون الخبر.
من جهته، أفاد “الدباس” أنه “من الممكن تحميل تطبيق خاص للسائقين لمعرفة كل تلك التفاصيل ولكن بعد الانتهاء من تشغيل جهاز الـ GPS على جميع الخطوط في دمشق وريفها وباقي المحافظات”.
وأضاف “الدبّاس”: “مازالت بعض الخطوط في دمشق خارج نظام الـ GPS ونعمل حالياً على تشغيلها، ثم ربطها مع الريف وبعدها مع المحافظات وصولاً إلى ربطها بخارج سوريا، علماً أن الخطوات الأولى لتركيب جهاز الـ GPS في باقي المحافظات بدأت”.
وتساءل السائق “سليم”: “مالذي يؤكد دقّة هذه الأرقام بالنسبة للسائقين؟.. الآلية خاطئة والسائقين مثل الأطرش بالزفّة في تقدير المسافات”.
وأردف “الدبّاس”: “سائق السرفيس المتضرّر من جهاز الـ GPS هو الذي كان يبيع المادة بـ 7000 ليرة سورية لليتر تقريباً بعد الحصول عليها بـ 500 ليرة لليتر المدعوم الواحد وعدم استخدامها في العمل، علماً أن 20 بالمئة من السائقين كانوا يعملون بضمير”.
وشرح “الدبّاس” عن آلية عمل جهاز الـ GPS قائلاً: “كل 165 كيلو متر يقابلها 30 ليتر من المازوت المستحق للسرافيس، أما إذا كانت المسافة التي قطعها السائق أقل فلا يحصل على كامل الكمية، أي الحصول على المادة بحسب المسافة المقطوعة”.
وأكمل “الدبّاس”: “كل جهاز داخل سرفيس موصول الكترونياً عبر نظام تشغيل يعمل عن طريق الأقمار الصناعية ويبيّن المسار المحدّد للسرفيس، وما إذا كان يلتزم من بداية الخط حتى نهايته، أي كل رقم مركبة لها نقطة معيّنة على هذا النظام، وتبيّن توجّهات السرافيس في جميع المناطق التي يتجوّلون فيها”.
وكشف “الدبّاس” عن دراسة رفع تسعيرة أجرة السرافيس نظراً لارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية، وعن إمكانية تعميم جهاز الـ GPS على التكاسي ومايحصلون عليه السائقين من مادة البنزين مباشرة بعد الانتهاء من السرافيس وكل المركبات التي تحصل على المحروقات المدعومة سيتم شملها تباعاً”.
يشار إلى أن السائقين يصطفّون في الصباح الباكر من كل يوم أمام محطات الوقود لتعبئة مركباتهم بالمادة المستحقّة، فيما يبقى الخيار الوحيد للحصول على 30 ليتر من المازوت المدعوم هو العمل بضمير على المسار المحدّد، أما في حال التزامهم وعدم حصولهم على مخصّصاتهم فهناك تكمن مصيبة أكبر.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر