مع جنين بشهره السابع.. “زينب” امرأة حامل تساعد زوجها بتصليح أفران الغاز في حمص
“بطنها لحلقها” وتنهيدات الحمل وصعوباته، هو مشهد مشترك للنساء الحوامل، مع الجلوس طيلة فترة الحمل والتنبيه عليهن بعدم الحركة وحمل الأشياء والإجهاد بأبسط الأمور.
تهزّ زينب، وهي الأم لطفلين والحامل بثالثهما، برأسها رافضة هذه الصورة النمطية، مع مفكّ بيدها ومشحفٌ بالأخرى، محاولة إزالة الصدأ عن فرن الغاز المركون بزاوية محل زوجها المخصص لذلك.
تذهب بالمشحف يميناً ويساراً وتزيل القطع الصغيرة كي يقوم زوجها فادي بأعمال البخ والتصويج لاحقاً، مع صوت ابنهما خضر في أرجاء الورشة.
تقول زينب لتلفزيون الخبر” دفع الوضع الاقتصادي الصعب في سوريا معظم أرباب الأسر ومنهم زوجي فادي على العمل لوقت مضاعف لتأمين مستلزمات الحياة اليومية، المتزايدة أعباؤها باستمرار”.
وتضيف” لم أرغب بالوقوف مكتوفة اليدين، بل طلبت مراراً مساعدة زوجي فادي في ورشة لتصليح الغسالات وافران الغاز والبرادات، في محل استأجره في حي الزهراء”.
وبابتسامة ترمقها لزوجها، قالت زينب لتلفزيون الخبر” عارض فادي قدومي للعمل معه بداية الأمر خوفاً على الجنين، إلا أنني لم اقبل الجلوس في المنزل دون مساعدته، وقبِل بعد عدة نقاشات وإلحاح مستمر وشعرت بالسعادة الكبيرة لذلك”.
وتتابع زينب “العمل مع زوجي واجب ولا يعيب أبدا ً بل أجد فيه فخراً كبيراً كونه يعمل ليل نهار كي يعيلنا، حيث أترك ابنتي عند حماتي وأتوجه معه صباحاً لمساعدته في بعض الأشياء”
وتضيف زينب” أقوم بشكل عام بالتنضيف وإزالة الصدأ بالمشحف والمفك كي أسرّع في عمل فادي واختصر الوثت عليه بالأعمال اللاحقة لذلك، ولا أخفي انني أقوم برفع الفرن في بعض الأحيان”.
وبينما يطرق على أحد الأفران لتقويمه، يقول فادي لتلفزيون الخبر بصوت عالٍ يتخلله صوت الحديد” لا أملك أي راتب أو مردود ثابت ونعيش في منزل ٱجار في حي السبيل، وتعاني شقيقتي من شلل وتحتاج للكثير من الأدوية”.
ويضيف فادي لتلفزيون الخبر “استأجرت محلاً مقابل مشفى الأهلي لتصليح البرادات والغسالات وأفران الغاز، وتفاجأت عندما أصرت زوجتي على القدوم معي رغم أنها حامل وبالشهر السابع”.
وتابع” علّمت زوجتي أساسيات المهنة وامتلكت الخبرة الكبيرة وتصر على مساعدتي رغم حملها ووضعها الصحي لتساعدني على العيش في هذه الظروف الصعبة”.
وقبل أن نغادر ورشتهم المليئة بالطاقة الإيجابية وضحك ابنهم، توجه زينب رسالة لكل النساء، أن العمل لا يعيب بل هو واجب على كل اللواتي يستطعن ذلك، دون الجلوس” رجل ع رجل” عاجزين ومشاهدة أزواجهن يكدحون في ظل واقع يحتاج لتضافر جهود الجميع.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص