أهالٍ يروون حكايتهم مع تأمين المستلزمات المدرسية
مع بداية كل عام دراسي تواجه العائلات السورية صعوبة لتأمين القرطاسية والمستلزمات المدرسية إلى اطفالهم في ظل الأزمة الاقتصادية الجائرة التي تشهدها البلاد، والكثير من المعاناة حول الموازنة ما بين تأمين لقمة العيش، وتقديم واجباتهم لأبنائهم لإكمال علمهم، الذي بات أمراً بغاية الصعوبة وحلم من احلام الدنيا الفانية.
بالرغم من فقدانها زوجها في الحرب جراء إصابته بقذيفة واحتراقه داخل سيارته، إلا ان السيدة “فاطمة” ربة الأسرة التي تعيش في حلب، اصرّت على إكمال تعليم أطفالها الثلاثة لتحقيق طموحاتهم وآمالهم بالتعاون مع عمتهم “رجيبة حسن حسن”، وذلك من خلال عملهن في تحضير المونة الموسمية المنزلية منها، مية الفرنجي ودبس الفليفلة بالإضافة إلى المربيّات جميعها.
تحاولان الأم والعمة تأمين مصروف العائلة اليومي لكي يستمران في هذه الحياة الصعبة، وعن بداية التحضيرات والتجهيزات للعام الدراسي وكم كلفتها وسطيًّا؟ أوضحت العمّة لتلفزيون الخبر: ” الحقيقة هناك شخص من اهالي الخير قدم لنا العون بملغً مادي بسيط، ذهبت إلى السوق واشتريت جزء بسيط جداً من اللازم بقيمة واحداً وسبعين ألفا ليرة سورية.
وأضافت “خرجت من السوق وانكسرت ميزانيتنا بمبلغ خمسين ألف ليرة سورية، لتضيف السيدة رجيبة، ما المورد المعتمد عليه لتأمين المبلغ ؟، أكّدت “لا اخفيك لجأت إلى بيع طنجرة و أغراض من منزلي لكي اسدد المبلغ الذي استلفته”.
ووجهت السيدة رجيبة رسالة عبر تلفزيون الخبر: “لكل أم يجيب عليها ان تحاول المستحيل من اجل تامين مستقبل اطفالها لان العلم نور ينعكس على المجتمع، واطفال اخي هم اطفالي ايضًا وأسعى دائمًا انا و والدتهم لنقدم ما باستطاعتنا ليعشوا سعداء”
من جهة أخرى، قال “محمد الحجي” لتلفزيون الخبر ” لدي سبعة فتيات واكبر طفلة في عمر الثانية عشر عاماً، أعمل بالأجرة هنا في محل الفروج لكي نحاول أن نؤمّن لقمة عيشنا في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة”.
وأضاف “هناك بعض الاصدقاء قدموا لنا بعض الملابس المستعملة لارتدائها اثناء ذهابهم للمدرسة، لكنها ليست بالمستوى المطلوب”.
ولفت “الحجي” إلى أنه “أعرف عوائل يتناوب فيها الأولاد على لبس البنطال الواحد او القميص، يرتديه الاخوين لذهابهم إلى المدرسة في اوقات غير متزامنة”.
“محمد.ح” موظف في السلك التربوي تحدث لتلفزيون الخبر، حول تأمين قرطاسية المدرسة لأطفاله موضحاً: ” راتبي لا يكفيني لربع الشهر، فكيف سأشتري المستلزمات الدراسية ؟ فالحقيقة ليس بمقدوري اكساء كل اطفالي، وحتى الان لم اشتري اي شيء.”
وأضافت الزوجة “نحن نستخدم الاشياء القديمة مثل الشنطة والملابس التي يقدمونها لنا اصدقاءنا، بمعنى أن طفلي يستخدم الشنطة لثلاثة سنوات متتالية بسبب عدم القدرة الشرائية، وأحرص دائمًا على ان احمّل طفلي مسؤولية أي غرض ليدوم معه إلى اطول فترة ممكنة لكي لا ندع والده في موقفًا محرجاً ونحمّل فوق طاقته”.
وأشارت إلى أنه حتى الأطفال باتوا يفعلون ما بوسعهم من أجل تفادي شراء بعض الحاجيات، مضيفة “في بعض الأحيانً أطفالي ومن مصروفهم اليومي، يحاولون توفير بعض المال من أجل شراء قلم او ممحاة.”
لكن الأمر مختلف عند السيدة “حليمة دعبول” فهي حتى اليوم “لم أتمكن من شراء حتى قلم رصاص او مبراة واحدة، لعدم قدرتي المادية، لدي خمسة اطفال والذي يعنني هو طفلي الذي يبلغ من العمر اربعة عشر عامًا ترك دراسته منذ وقت طويل بسبب تحمله المسؤولية الكاملة لتأمين حياتنا، وهو ليس بمقدوره على العمل بسبب اصابته بإحدى عيناه، لكن ظروف الحياة أكبر من واقعنا، لذا سأنتظر راتب ابني لكي اقوم بشراء بعض اللوازم الدراسية.
“علاء الدين شيخ محمد” يعيش شرقي مدينة حلب، أوضح لتلفزيون الخبر ” في الحقيقة قمت ببيع سجادة منزلي من أجل تأمين جزء بسيط من المستلزمات لأنها اصبحت مكلفة”.
وأضاف “الطفل الواحد يحتاج حوالي مئتين وخمسين ألفا ليرة سورية كحد ادنى، لذا قمت بشراء جزءً بسيط والأخر من الحاجيات قدمه لنا اقاربنا، وهنا ابني ذو العمر خمس سنوات يعمل معي لأن ليس باستطاعتي العمل بمفردي وليس قدرتي بتشغيل عاملاً بجانبي بسب قلة العمل. ”
كذلك الحال مع “صطّوف شهيد الابراهيم” قائلاً:” ذهبت إلى سوق البالة من أجل شراء ملابس واحذية لأطفالي”، مبيناً “أعمل في عمل حر انا وابني البالغ من العمر ستة عشر عامًا، هو الذي يقدم لنا العون بسبب إعاقتي في يدي اليسرى، وفي الحقيقة قمت ببيع فرشتين لكي اشتري ملابس البالة المستعملة.”
يشار إلى أن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعيشها البلاد وتفاقمها مع بداية العام الدراسي متزامنا مع تحضيرات المؤونة، زاد من الأعباء العائلية من جهة تأمين المستلزمات الدراسية لا سيما مع ارتفاع أسعارها الكبير الذي يفوق الدخل بأضعاف.
تلفزيون الخبر