الكتب المستعملة في المدارس تحرج “التربية” وتُثير معاناة الطلبة
مع انطلاقة العام الدراسي، يواجه الطلاب وذويهم مشكلة الكتب المهترئة والمستعملة التي يتم تسليمها، دون النظر لما تحمله داخلها من شخبطات وكتابات وزخارف وخطوط مرسومة بدقة حيناً، وبعشوائيّة أحيان أخرى، تبعاً لمزاج الطالب السابق وطريقة دراسته، لتتصدّر “القضية” مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأحد الماضي.
“تذمّر” الإدارات قبل الأهالي والطلاب!
وقال مدير إحدى مدارس التعليم الأساسي من (الصف الخامس وحتى الصف التاسع)، التابعة لمجمع بانياس التربوي، بريف محافظة طرطوس، لتلفزيون الخبر، أن: “واقع الكتاب المدرسي هذا العام سيء للغاية”.
وأضاف أنه “تمّ تخصيص المدرسة بكتب جديدة تكاد لا توزّع على أكثر من 25 طالب من أصل 300 طالب مسجّلين لديها”.
وحول جودة الكتب المدوّرة الموزّعة، أجاب مدير المدرسة: “للحقيقة تتراوح بين الوسط والتالفة، لكن هذا الموجود، والكحل أحسن من العمى”.
بذات السياق، أفاد مدير إحدى المدارس الابتدائية التابعة لمجمع بانياس التربوي، بريف طرطوس، لتلفزيون الخبر: “واقع الكتاب المدرسي هذا العام أسوء من أي عام مضى”.
وأضاف: “معظم الكتب للصفين الثالث والرابع قديمة ومدوّرة، في حين أن واقع صفي الأول والثاني يعتبر أفضل نسبياً من ناحية عدد الكتب الجديدة، لكن ليس بكثير”.
إلى حمص..
وبيّن مدير إحدى المدارس الابتدائية ريف حمص لتلفزيون الخبر، أنه: “تمّ تخصيص الصفين الأول والثاني بكتب جديدة، في حين أن جميع الكتب للصفوف من الثالث وحتى الصف السادس قمنا بتوزيعها مستعملة، وفي حالة يُرثى لها”.
وأضاف مدير آخر لإحدى المدارس التابعة لمجمع “القصير” التربوي، بحمص، أنه: “بالنسبة للصف السابع الكتب معظمها مستعملة، ونسبة الجديد فيها لا تتجاوز 10%، أمّا الصف الثامن معظمها كتب قديمة عدا المواد العلمية”.
وتابع مدير المدرسة: “أمّا نسبة المدّور في الصف التاسع تراوحت بين 15-20%”، مُشيراً إلى عدم توزيع كتب جديدة للغتين الإنكليزية والفرنسية بالرغم من الحاجة الملحة لذلك، وخاصةً لكتابي الأنشطة للغات.
“التربية ترد”..
بدوره، أفاد مدير عام المؤسسة العامة للطباعة في وزارة التربية، علي عبود، لتلفزيون الخبر أنه: “يتم طباعة الكتب المدرسية محلياً، وبمطابع داخل أراضي الجمهورية العربية السورية حصراً، حيث تمّ الإعلان عن مناقصات وبموجب موافقات أصولية، تقدّم إليها عدد من المطابع العامة والخاصة”.
وعن نسب الكتاب الجديد والمدوّر الموزّع لهذا العام لمرحلة التعليم الأساسي، أجاب “عبود” أن: “عدد الكتب الجديدة الموزّعة لهذا العام بأعداد الطلاب للفصل الأول 29 كتاب، وهي كتب الصفين الأول والثاني، والأنشطة من الصف الأول وحتى الصف التاسع”.
وبيّن “عبود” أن: “كافة المحافظات التي درست على النظام القديم العام الماضي توزّع لديها كتب جديدة بأعداد الطلاب، وباقي العناوين يعاد توزيعه من الكتب المستردة الصالحة للتوزيع بنسبة معينة وفق البلاغات الوزارية”.
وأكّد مدير المطبوعات أن: “كتب الصف الأول والثاني توزّع جديدة وبأعداد الطلاب لكافة المواد عدا (التربية الإسلامية، الموسيقا، والفنية) تدوّر بنسبة معينة، كما أن الأنشطة من الصف الأول وحتى الصف التاسع توزّع بأعداد الطلاب”.
وتابع “عبود”: “بالنسبة للصفين الثالث والرابع يتم إعادة توزيع كافة الكتب عدا الأنشطة للغة الإنكليزية، وهناك نسبة من الكتب المدوّرة حسب كل مادة”.
وحول الميزانيّة التي يتم تخصيصها للكتاب المدرسي، أوضح “عبود” أن: “المؤسسة العامة للطباعة مؤسسة عامة ذات طابع اقتصادي، يتم تمويلها بموجب الدفعات المالية التي تحوّل لها من وزارة المالية وذلك وفق العجز المقدر في موازنتها التقديرية السنوية”.
وأضاف “عبود” أن هذه الدفعات هي لتغطية النفقات المترتبة على طباعة الكتاب المدرسي، كونه موزّع بالمجان من الأول الابتدائي وحتى الصف التاسع”.
وتابع مدير مؤسسة الطباعة: “كذلك يضاف إلى الإيرادات المتحققة من بيع كتب المرحلة الثانوية المهنية الصناعية، وبسعر أقل من التكلفة”.
وأشار “عبود” إلى أنه: “خصص للمؤسسة في موازنة عام 2022 مبالغ مالية، وهي قابلة للزيادة، بسبب الارتفاعات الكبيرة في أسعار المواد الأولية من ورق، كحول، أحبار، بلاكات، وغيرها”.
الجدير ذكره أنه فيما مضى من سنوات، كان خيار توجّه الأهل نحو المكتبات والمستودعات لشراء نسخ جديدة، رغم تذمّرهم، أمر وارد، أمّا اليوم، وفي ظل الغلاء الفاحش وضيق الأحوال المادية للسوريين، فمعظم الأسر تعجز عن ذلك، وعلى الطالب أن يسكت ويدرس في الكتب الموزّعة حتى لو كانت تعمي البصر والبصيرة.
وكانت أصدرت وزارة التربية في 10 نيسان الماضي تعليمات استرداد الكتب المدرسية الموزّعة مجاناً في مرحلة التعليم الأساسي، حرصاً منها على الاستخدام الأمثل للكتاب المدرسي من قبل التلاميذ وتخفيضاً لأعداد النسخ المطبوعة سنوياً والحفاظ على الكتاب المدرسي والحد من هدره.
وأشارت التعليمات حينها إلى أنه يتم تغريم تلاميذ الصفوف من الرابع وحتى التاسع بقيمة كل كتاب لا تتم إعادته إلى المدرسة إذا كان موزّعاً مجاناً للمرة الأولى فقط وبموجب إيصالات مالية معتمدة ترفق بجداول منظمة لهذه الغاية.
شعبان شاميه-تلفزيون الخبر