العناوين الرئيسيةثقافة وفن
النقيب محسن غازي للصحفيين: استاارح.. استااعد
اتسعت مساحة القيود التي يعاني منها العاملون في الصحافة والإعلام في البلاد خلال عهد الحكومات ما بعد الحرب على سوريا، لاسيما الحكومة الحالية حيث يعاني الصحفي من شح في المعلومات و”تطنيش” رسمي علاوة على غياب الحماية القانونية والنقابية خلال تأديته لعمله.
وعجت وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنين الأخيرة بالكثير من المواقف التي شهدت على سوء تعامل بعض المسؤولين مع الوسط الإعلامي دون تغيير في العقلية أو ألية الخطاب الرسمي مع العاملين في “السلطة الرابعة”.
مؤتمر نقابة الفنانين مثالاً..
قامت نقابة الفنانين السوريين مؤخراً بعقد مؤتمر صحفي في مقر النقابة بدمشق للإعلان عن حفل للمطرب المصري هاني شاكر في دار الأسد للثقافة والفنون منتصف أيلول الجاري وحضر المؤتمر نقيب الفنانين مُحسن غازي والمايسترو أندريه معلولي ونخبة من الصحفيين.
وشهد المؤتمر تجاذب بين الصحفيين والنقيب “غازي” بدأه الأخير باستخدام لغة حادة وغير مبررة في التعاطي مع أسئلة الصحافة عدا عن قيامه بلعب دور “الوصي” على الصحفيين فيما يجب طرحه من أسئلة وكأن الهدف من المؤتمر تعليم الصحفيين فن الصحافة لا تقديم المعلومات حول حفل الفنان المصري.
وأورد “النقيب غازي” خلال حديثه عبارات بأسلوب استعلائي حول آلية عمل الصحفيين و”مانشيتات” الصحافة والصور الفوتغرافية أو في تهكمه على أسئلة الصحافة حول أجر الفنان المصري وقرار إلغاء حفل بعض الفنانات أو حول سبب اختيار دار الأوبرا لإقامة حفل “شاكر” عوضاً عن قلعة دمشق التي تتسع لجمهور أكبر حيث قال “شو بدي أعملها بالدحاديل” وكأن الحي الدمشقي هو وصمة عار وعيب.
الأسلوب والخوف والاستعداء
وحول الموضوع تحدث الصحفي محمد سليمان لتلفزيون الخبر “طريقة تعاطي محسن غازي مع الصحفيين لا تختلف عن السياق العام الذي يُعامل به أهل الصحافة في البلاد والمختلف هنا أن (غازي) تحدث بشكل مباشر وهذا يعود لأمرين الأول الطريقة الفوقية التي تعتبر الصحافة موضوع كمالي لا فائدة منه أو اعتبار الصحافة عدو دون أي مبرر”.
وتابع “سليمان” الأمر الثاني “هو التركيز على فكرة أن البعض لا يعمل بمهنية والتعامل مع الجميع بهذا المنطق وهنا إذا كان هناك تشكيك بمهنية المدعوين للمؤتمر لماذا تمت دعوتهم إضافة لاستخدام (غازي) أسلوب إقصائي في دفاعه عن قراره بمنع حفلات بعض الفنانات مؤخراً أو في إجابته على الأسئلة المتعلقة بأجر
هاني شاكر وهذا ما يعكس طريقة تعامل العقل الرسمي مع الإعلام”.
عدم امتلاك المؤهلات الإدارية
بدوره أوضح الصحفي والمقدم التلفزيوني حيدر مصطفى لتلفزيون الخبر أنه “من لا يمتلك مؤهلات الإدارة ويتم وضعه في مواقع مسؤولية على اختلافها يقدم لنا عادة نموذجاً سيئاً عن فقدان القدرة على التعاطي مع الأزمات وقضايا الرأي العام وسبل مواجهتها”.
وأكمل “ما زلنا في سوريا حتى اليوم نعتاد معالجة العديد من المشكلات ذات الطابع العام إما بالتجاهل أو التمييع أو العنجهية والتي لا تدل سوى على الفشل في التعاطي سواء مع الجمهور أو وسائل الاعلام ويقدم لنا عدد لا يمكن حصره من المسؤولين السوريين الحاليين والسابقين نماذج فاضحة عن الاستهتار في التصريحات والتعاطي مع وسائل الاعلام”.
واعتبر “مصطفى” أن أحد أسباب هذا التعاطي السيء هو “غياب المؤهلات الكافية لإدراك محاذير الخطاب ومحاذير المرحلة والحداثة في الأساليب التي يتم التعاطي فيها في الشارع ووسائل الاعلام ومن هؤلاء المسؤولين من لديه خوف دائم من وسائل الاعلام علماً أنه لا داعي من الخوف فعلياً على اعتبار أن كل شيء مضبوط على ميزان قانون الجرائم الالكترونية أو بالمونة”.
صدمة وندم
وأجاب سامر أبو حسنة (خريج صحافة جديد) عن سؤال تلفزيون الخبر حول المصاعب التي يواجهها في مجال عمله “أعمل في المجال منذ عام ونصف تقريباً هذا المجال الذي رسمت خطوطه بأبهى صورة خلال سنين الدراسة لكن الواقع مختلف فهناك صعوبة بالوصول للمسؤول وعند الوصول إليه يمتنع أو يتهرب أو (بيعل القلب) حتى يعطي تصريح صغير سواء متعلق بقضية مهمة أو ثانوية لم أدرك حقيقة المجال قبل التخرج وأنا أشعر بالصدمة ودوماً أسأل نفسي هل اختياري لدراسة الصحافة كان قراراً سليماً”.
الرئيس الأسد والتعاطي مع الإعلام
أفرد الرئيس بشار الأسد حيزاً كبيراً خلال لقائه مع الحكومة في أب 2021 حول موضوع تعاطي المسؤول مع الإعلام حيث قال “دور الإعلام يتمثل في أن يكون جسراً بين المواطن والمسؤول إن لم يدخل الإعلام في طرح الحلول لن يجد لنفسه موقعا بين المواطنين”.
وأضاف “لا يمكن للإعلام أن ينجح إذا لم تتوفر لديه المعلومة والمعلومة موجودة في باقي المؤسسات والوزارات بشكل أساسي فإن لم تتعاونوا مع الإعلام لا يمكن أن ينجح وبالتالي إذا نجاح الإعلام أنتم ستكونون جزءاً منه وإذا فشل الإعلام ستكونون جزءاً منه”.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر