العناوين الرئيسيةفلاش
احتفالية “التحويل في التعليم” أخر “فنّات” وزارة التربية
لا يكاد يخلو يوم سوري “فيس بوكي” من “ترند” حكومي يتناقله المواطنين بنوع من التندر خلال السنوات الأخيرة، فما أن يصدر تصريح مسؤول هنا أو قرار ما هناك حتى يتصدر صاحبه قمة الهرم.
ومن بين الوزراء الذين لم ينزلوا عن هرم “الترند” في سوريا منذ استلامه دفة وزارته وزير التربية دارم الطباع، حيث ما أن يخفت نجمه حتى يعود بتصريح أو قرار يشغل السوريين لعدة أيام لاحقة.
بدايةً مع “ترند الرياضة الصباحية” عام 2020 حيث زار رفقة عدة مسؤولين إحدى المدارس في القطر وشارك الطلاب تمارين رياضية صباحية وليس إنتهاءً بمقابلته الأخيرة عبر الإعلام الرسمي وحديثه عن طلاب الطب السوريين وسفرهم إلى ألمانيا ومدخولهم الشهري قياساً بغير مهن.
وطرح “الطباع” خلال حديثه سؤالاً أثار جدلاً كبيراً “أيهما أفضل أن يدرس الطالب الطب ثم اختصاص ويقضي 12 سنة ثم يسافر لألمانيا ويخدم الألمان أم يدرس معهد مهني لمدة سنتين ويدخل لسوق العمل بعمر 20 سنة ويحصد مليون ليرة شهرياً”.
وجاءت أخر صيحات “الطباع” على شكل كرنفال احتفالي تعليمي يفتتح به العام الدراسي في جميع مدارس القطر تحت شعار “التحويل في التعليم” وذلك نظراً للأهمية التي توليها الوزاة لانطلاق العام الدراسي بشكل “سليم وصحيح يضمن الصحة والسلامة” بحسب الكتاب المنشور عن الوزير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتضمن الكتاب توجيهاً لمدراء التربية في جميع المحافظات بعقد احتفالية الأحد 4 أيلول والذي يصادف اليوم الأول من العام الدراسي مع التنويه على ضرورة “انتقاء” مدرسة تُعقد بها احتفالية يُدعى عليها المحافظ ونقيب المعلمين وأمناء فروع الحزب والشبيبة والطلائع وفعاليات مجتمعية.
وتتضمن الاحتفالية بحسب الكتاب نشاطات ترفيهية وزراعة الغراس في المدارس وترحيب واهتمام بطلاب الصف الأول وكل ذلك تحت اشراف “مشرف الجاهزية والأنشطة اللاصفية” في المدرسة.
وتناقل السوريين الكتاب بسرعة كبيرة حيث علقوا على عقد الاحتفالية متسائلين عن اهتمام الوزارة بالأمور الرئيسية التي يحتاجها الطالب طيلة العام الدراسي والتي شكلت أزمة خلال السنوات السابقة.
وقال سامر (أب ل3 أطفال بالمرحلة الإبتدائية) لتلفزيون الخبر “جميلة هي الاحتفالات المدرسية لكن هل وجدت الوزارة حلول لقضايا النظافة المدرسية وتوفير المازوت للتدفئة نرسل أطفالنا لمدارس كالجمادات بالشتاء فكما يوجد هنا ميزانية لعقد الاحتفالات الإعلانية والإعلامية هل سيوجد ميزانية للاهتمام بدفء ونظافة أطفالنا”.
وتحدثت ليلى (أم لطالب في المرحلة الإعدادية) لتلفزيون الخبر “ابني هذا العام يتقدم للصف التاسع وعلى مدار العامين الماضيين عانينا من غياب بعض الأساتذه لمعظم شهور السنة ما يعني وجود فاقد تعليمي في بعض المواد هل سيتم تلافي هذا الأمر أم أن العام الدراسي الجديد سيكون كغيره ومن ثم يوضع اللوم على الطالب وأهله في حال التقصير الدراسي”.
واعتبر شاهين (طالب جامعي) في مستهل حديثه مع تلفزيون الخبر أن “الأهالي لا يهمهم احتفال أو غيره ما دامت أسعار القرطاسية والحقائب المدرسية تحتاج لقرض أممي لتغطيته فكيف سيسعد الأهالي بالاحتفالات وهم يترقبون يداية العام بالكثير من القلق والحذر والخوف من سعر دفتر أو قلم وممحاة”.
وطالب الأهالي بتأخير موعد انطلاق العام الدراسي الجديد نظراً لاستمرار موجات الحر بضرب البلاد وسط خوف على الطلاب من الأجواء الحارة إلا أن الوزارة تمسكت بموعد الأحد 4 أيلول كنقطة انطلاق للعام الدراسي.
يذكر أن المدارس الحكومية السورية تعاني من غياب الكوادر التعليمية ووسائل التعليم الحديثة عدا عن وسائل التدفئة والوقاية من جائحة كورونا وكل ذلك يجاب عليه عند سؤال المعنيين بالحرب على سوريا والحصار الغربي.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر