العناوين الرئيسيةموجوعين
“رح تعملوا مونة هالسنة؟.. سؤالٌ يُضحك الكثير من العائلات السورية
نوبة ضحك أصابت “ذكيّة” عندما أرادت الإجابة على سؤال “رح تعملي مونة هالسنة؟” نتيجة تتالي الأزمات وسوء الواقع المعيشي الذي حرمها من الحصول على أبسط المواد الأولوية التي تغني مائدتها في أيام الشتاء بعد ارتفاع أسعارها وعدم توفّر الظروف التي تحفظها من التلف.
وقالت “ذكية” (55 عاماً) لتلفزيون الخبر: “ثقافة المونة تتلاشى.. والأفضل عدم شراء الخضراوات هذا العام خوفاً من مشاكل الكهرباء التي دفعتنا للتخلص من أكياس البازيلاء والفول العام الماضي بعد فسادها دون تبريد، والتي كلّفتنا (هديك الحسبة)”.
ولجأت “رويدة” (60 عاماً) إلى “الاحتفاظ بكمية أقل بكثير مما كانت عليه في السنوات الماضية، مثل الفاصوليا والبازلاء والملوخية والبامية وغيرها بسبب عدم قدرتها الشرائية نظراً لارتفاع أسعارها وسط تردّي الواقع المعيشي وصعوبة تأمين لقمة العيش في سوريا”.
واشتاقت “منى” (45 عاماً) إلى “النملية” بيت المونة الذي كان يحفظ المواد الغذائية دون التخّوف من تلفها، مضيفة لتلفزيون الخبر: “الله يرحم أيام تموين المربيات وقت ما كنّا نسأل على تأمين السكر، ووقت تحضير الـ 50 كيلو مكدوس كنّا نتسلّى بوقية جوز”.
ولابد من الإشارة إلى أن “أحوال بعض المواطنين “المعدومة” خرجت من قائمة الأشخاص “المدعومة” بكيلو سكر أو كيلو رز حكومي وسط تراكم الأزمات التي بدّلت لون أوراق الملوخية من الأخضر إلى الأسود في عيون معدومي الدخل بعدما وصل سعر كيس الملوخية الذي يحوي 5 كيلو إلى 30 ألف ليرة سورية على أقل تقدير”، بحسب “منى”.
وبات تموين الـ 60 كيلو زيتون طموح الجدة “جوليا” (70 عاماً) بعد أن كان رقم طبيعي عام 2002، مؤكدة لتلفزيون الخبر أن “هذه الكميّة كانت تصنعها بسعادة دون تساؤلها من أين سيؤمن زوجها ثمن الزيتون؟”.
وبسبب ضعف القوة الشرائية، أكدت “روى” (34 عاماً) أن “عادة تحضير المونة الشتوية تحوّلت إلى الرفاهيات بسبب الأسعار المرتفعة للخضروات مقارنة بالسنوات السابقة، خاصة في القطفة الأولى”.
وأضافت “روى”: “حتى الفاصولياء الخضراء تفاوت سعرها من سوق إلى آخر، حيث وصل إلى 8000 ليرة سورية للكيلو الواحد وكيلو الفاصولياء (الكلاوي) بلغ سعره 13 ألف ليرة سورية، وكيلو ورق العنب 5600 ليرة سورية”.
واعتمدت بعض العائلات على طريقة “التيبيس” تجفيف المواد الغذائية أو تخزين نصف ما كانوا يحتفظون به سابقاً في البراد كطرق بديلة عن “التفريز”.
ووصل سعر كيلو البازيلاء والفول إلى 6000 ليرة سورية، و بلغ سعر القطعة الواحدة من الأرضي شوكي بـ 800 ليرة سورية، وأيضاً سعر سحّارة البندورة (15 كيلو) بـ 14 ألف ليرة سورية، وأيضاً وصل سعر الكيلو الواحد من البامية إلى 7000 ليرة سورية”.
يشار إلى أن ثقافة المونة ارتبطت بتاريخ البلاد الحافلة بالحروب، حيث اعتاد السكان تخزين كميات كبيرة من الطعام استعداداً لظروف الحصار وندرة الغذاء، إلا أن الكثير من العائلات السورية الآن تتوق للتموين أو ربما لتأمين حاجاتهم الأساسية وسط الحرب الاقتصادية التي تغرق فيها سوريا.
يذكر أن التقنين الجائر يشكّل مشكلة كبيرة لغالب المواطنين في مختلف المحافظات السورية، حيث تصل ساعات التقنين في بعض المناطق إلى 20 ساعة يومياً مقابل “لمعة واحدة”، في حين ينعم البعض في ساعات لابأس بها من الكهرباء وسط تبريرات خاصة بالمياه وغيرها من الخطوط المعفية لأسباب أخرى”.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر