بعد اللاذقية .. الريف الطرطوسي يعاني شح المياه بالجملة
اشتكى عدد من أهالي قرى ريف طرطوس عبر تلفزيون الخبر، غياب المياه عن منازلهم منذ عشرين يوماً على الأقل دون وجود أي تفسير أو تبرير من قبل المعنيين.
وقال أحد المشتكين من قرية تعنيتا بريف بانياس لتلفزيون الخبر “نحن سكان الجزء الغربي من القرية مشكلتنا أنه عند الضخ من الخزان الأساسي لسقاية الحي يمر قبل ذلك على 91 مشتركاً من الحي الشرقي، ونتيجة لسحبهم المياه لا يستطيع أهالي الغربي التعبئة”.
وأكمل المشتكي “الحل بحفر خط يصل من الخزان مباشرةً على طول 400 متر يفصل الحي الغربي عن باقي المشتركين ما يعني تنظيم الأمور بين الحيين، والأهالي أبدوا استعدادهم للمساعدة بالتكاليف”.
وأشار المشتكي إلى أنه “تم إجراء دراسة لمد الخط من قبل وحدة مياه القدموس، لكنها لم تبصر النور لأسباب لم يتم اطلاعنا عليها، علماً أن الوعود بإيجاد حل مستمرة.”
وتحدث مشتكي من قرية الواسطات التابعة لبلدة الشيخ سعد لتلفزيون الخبر أنه “منذ شهر ونصف لم تصلنا المياه على الرغم من قربنا من الخزان الرئيسي، والقرى المجاورة كل أسبوع كحد أقصى تصلهم المياه”.
وأضاف “عند استفسارنا قيل لنا حجج عديدة، كعدم وجود المازوت والكهرباء، علماً أن أسعار الصهاريج كسرة ظهرنا حيث نحتاج 70 ألف كل 3 أيام للمياه فقط لا غير”.
وتكلم مشتكي من قرية وادي الماس لتلفزيون الخبر عن معاناتهم قائلاً “منذ 4 سنوات والمياه تصلنا كل 10 أيام نصف ساعة فقط لا غير، وآخر 20 يوماً دون مياه بالمطلق مع أنها تصل للقرى المحيطة، وعند السؤال يكون الجواب كالعادة كهرباء والمازوت”.
وأردف “تم مد خط اسعافي من خط الضخ لمنطقتنا على حساب الأهالي منذ فترة 6 أشهر، وأصبحت المياه تصلنا بشكل مناسب واستمر ذلك لمدة شهر لكن تم إزالته من المركزية بطرطوس دون أي توضيح”.
وأفاد مدير الوحدات الاقتصادية في مؤسسة مياه طرطوس غسان محمد لتلفزيون الخبر حول الشكاوى قائلاً إن “الشبكات في الريف تم تصميمها على استمرارية الضخ وأزمات الكهرباء والمحروقات أثرت على سير العمل وسببت بعض العجز والاختناقات”.
وتابع “نقوم بتوصيل خطوط داعمة أو تركيب (سكورا) أو توصيل خطوط مزدوجة حتى النهايات في المناطق المرتفعة، وتم تنفيذ ذلك في عدد من القرى، وسيتم تكليف وحدة مياه القدموس بدراسة توصيل خط مزدوج لتعنيتا وتنفيذه بحال كان الأمر قابل للتنفيذ”.
وأوضح “محمد” أن “قرية الواسطات كان دورها من 4 أيام وبقي بعض المنازل القليلة لم تشرب فقط، والكلام عن شهر ونصف مبالغ به وهي تشرب كغيرها من مشروع شباط”.
وأضاف ” هناك تأخير بالدور ناتج عن مشاكل الكهرباء والمحروقات، والمنازل التي لم تشرب لأي سبب كان نقوم بإرسال صهريج لتوزيع المياه لها مجاناً عوضاً عن التأخير الذي حدث، وحالياً يتم توزيع الصهاريج في القرية”.
وحول شكوى وادي الماس أجاب “محمد” أن “المشتكي لديه أحقية كاملة بنقل معاناته، إلا أنه يقوم بنقل شكواه ببعض المبالغة أحياناً فالكلام عن 20 يوماً دون مياه في كامل القرية غير صحيح”.
وأضاف “قمنا بوضع وصلة مؤقتة بشكل سريع لحل مشكلة اسعافية وتم التعدي عليها، لذلك قمنا بإزالتها، ويتم حالياً تركيب وصلة جديدة أطول وتصل للخزان ليتم ضبطها وسننتهي من ذلك خلال يومين أقصى حد”.
المواطن في مواجهة جشع أصحاب الصهاريج
نتيجة عدم وجود حلول رسمية مُجدية ومستمرة لحل الأزمات اعتاد الناس أنه مع كل أزمة تخص الواقع الخدمي تجهيز أنفسهم للوقوع تحت أمرة تجار الأزمات والمعني هنا أصحاب الصهاريج حيث ترك أبناء الريف الطرطوسي لمحتكري المياه.
ووصلت بورصة المياه في الريف لما بين 20 حتى 25 ألف للصهريج الواحد علماً أن معظم الأهالي يحتاجون تعبئة الصهاريج كل 3 أيام تقريباً وإذا حسبنا أن كل 3 أيام بحاجة تعبئة فقط صهريجين فيكون المجموع أكثر من 200 ألف شهرياً للمياه بحد وسطي.
وعن موضوع ضبط أسعار الصهاريج شرح مدير الوحدات الاقتصادية أنه ” تم وضع سعر للصهريج في المؤسسة بحدود 20 ألف وهذا أقل من الكلفة ولذوي الشهداء بتخفيض 50% وهناك صهاريج توزع مجاناً في حال تأخر دور المشتركين بالحصول على المياه كما أسلفنا الذكر”.
وأضاف “أسعار صهاريج المؤسسة أرخص سعراً من الصهاريج الخاصة بفرق واضح وضبط سعر الصهاريج الأخرى ليس من اختصاصنا”.
وعانت المحافظات الساحلية، الأوفر حظاً بالأمطار شتاء، مؤخراً ولاسيما اللاذقية من مشاكل في موضوع المياه لم يتم إيجاد الحلول لها منذ بداية الصيف حتى تاريخه، على الرغم من قرب انتهاء الموسم السياحي وتكرار موجات الحر وارتفاع الأسعار.
يذكر أن الأرياف في عموم سوريا تعاني من نقص في الخدمات نتيجة اهتراء البنية التحتية او تأثرها بواقع الحرب إضافة إلى غياب خطة رسمية لإنماء الريف.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر