ما بين رؤى البحر والكلمات ونهاية رجل شجاع… في ذكرى رحيل الروائي الكبير حنّا مينه
يصادف اليوم 21 آب ذكرى رحيل الأديب السوري الكبير حنّا مينه، وهو الذي نقش الواقعية في سطور فاستحالت حروفاً مطيعة بين يديه معبّرة عن الحب والحزن والفرح والظلم الاجتماعي والجمَال وروح حنّا مينه.
ولد القاص الكبير في 9 آذار عام 1924 في لواء اسكندرون المحتل وعاش طفولته بين جبال اللواء وشواطئه، وفي عام 1939 انتقلت عائلة “مينه” إلى مدينة اللاذقية التي كانت كما الوحي وجذوة الإلهام في حروفه.
كافح الأديب الراحل “مينه” كثيرا في حياته وعارك الحياة وعركته، حيث عمل حمالاً في ميناء اللاذقية، وحلّاقاً وبحّاراً، وعمل في صيدلية أيضاً، بالإضافة للعديد من الأعمال.
ويبدو أن هذا التنقّل بين الأعمال، وخاصةً الشاقّة منها، أكسبت الكاتب الكبير ذخيرة معرفية هائلة يعززها خياله الأدبي وقلمه الذي تنمو على أطرافه الحكايا، فكتب بعض المقالات والقصص الإذاعية بادئ الأمر.
توظّف القاص الكبير في الحكومة، وعمل بالصحافة كمحرر لبعض الأخبار وكتابة المقالات هنا وهناك، ومن ثم كان التحوّل الكبير إلى كتابة القصة القصيرة.
وبعد الجلاء 1947 كان أحد أبرز الأعمال للروائي الكبير تجلّى بعمله في جريدة “الإنشاء” في دمشق قبل أن يصبح رئيس تحريرها.
إثر ذلك اندلعت شرارة عنوانها أدبٌ واقعي بحروف ذهبية خطّها الروائي “مينه”، فتنوّعت الانتاجات الأدبية القصصية ما بين مسرح وقصة قصيرة والروايات التي كانت بدايتها “المصابيح الزرق” عام 1954.
في عام 1951 اجتمع الراحل “مينه” مع عدد من الكتّاب ليشهروا “رابطة الكتّاب السوريين” وكان من الكتّاب مصطفى الحلّاج وحسيب كيّالي، وفي عام 1954 نظّمت الرابطة المؤتمر الأول للكتّاب العرب.
برز دور الراحل في السعي لإنشاء تكتّل يضم الكتّاب العرب الذي بانت حروفه الأولى في مؤتمر الاعداد للاتحاد العربي الذي عقد في بلودان عام 1956، وفي عام 1969 تمّ تأسيس اتحاد الكتّاب العرب.
تجلّى شغف الراحل في فن الرواية التي كانت تفوح من غالبية حروفها عشقه الأساسي المتمثّل بالبحر، فكتب أكثر من 40 عمل روائي أشهرها “المصابيح الزرق” و”نهاية رجل شجاع” و”الشمس في يوم غائم” و”الياطر” و”الشراع والعاصفة” والكثير من الروايات المتمثّلة بواقعية حنا مينه وشخوصه.
رحل الروائي السوري العربي الكبير حنّا مينه في 21 آب 2018 مخلفاً ورائه إرث كبير يعلّمنا أن الانسان الذي عارك الحياة يستطيع هزيمتها بتعبير يتجلّى بالحرف والأبجدية، رحل البحّار بعد أن جعل الميناء مقدمة تحتفي به غالبية حكاياته.
حسن الحايك _ تلفزيون الخبر