الطوائف المسيحية تحتفل بعيد السيدة العذراء
يعد يوم 15 آب من كلّ عام، عطلة رسمية، احتفاء بانتقال أو رقاد السيدة مريم العذراء، بحسب المعتقدات المسيحية في العديد من الدول، مثل فرنسا وإيطاليا ولبنان وسوريا.
وتحتوي روزنامة الطوائف المسيحية العديد من الأعياد للاحتفاء بها، إلا أن (عيد السيدة) يعتبر أبرزها، حيث يحمل الناس في هذه البلاد تماثيل السيدة مريم العذراء، ويطوفون بها في شوارع مدنهم وقراهم حول العالم.
وتحظى شخصيّة مريم العذراء، باحتفاء عابر للأديان، وإلى جانب مكانتها الكبرى عند المسيحيين، فهي أيضاً المرأة الوحيدة التي خصّها القرآن الكريم بسورة كاملة على اسمها.
وتحدث الأب رأفت أبو النصر لتلفزيون الخبر عن هذا العيد قائلاً ” فلنبدأ بقول القديس يوحنا الدمشقي: “كيف تنتقل عنصر الحياة إلى الحياة بواسطة الموت، يتجاوز موت والدة الإله المعطية الحياة مبدأ الموت، إذ لم يَعُدْ يُسمّى موتاً، إنّما “رقادٌ” و”انتقالٌ إلهي” وهجرةٌ نحو الإله، وحتّى وإن سُمّي موتاً، فهو موتٌ معطٍ للحياة، لأنّه ينقلنا إلى حياةٍ سماوية خالدة”.
وأردف “أبو النصر” ” اخترنا كلمة رقاد إشارة إلى وفاة مريم العجيبة المجيدة، لأن وفاة والدة الله بحسب المعتقد المسيحي، لا يمكن أن تكون وفاة عادية كسائر الناس، وتشير الى حدثين يصعب فصلهما في إيمان الكنيسة، وهما موت العذراء وقيامتها وصعودها إلى السماء”.
وتابع الأب “أبو النصر” “فهمت الكنيسة منذ مجمع أفسس أن بين الأم والابن وحدة مطلقة، ومع أن مريم في الأرض والزمان في حين أن المسيح في السماء والأبدية، إذ تؤمن الكنيسة أنه لابد لابن الله أن يُدخل خادمة التجسّد أمه في مجده”.
وأضاف ” صارت مريم أُمّاً لله وحصلت على المجد، وعلى هذا الأساس لم تنل مريم العذراء التي تكرمها جميع الأديان فساد القبر والموت، وهكذا لم يفصل أي شيء بين الأم والابن حتى في الجسد”.
وأشار الأب “أبو النصر” لتلفزيون الخبر إلى أن” أصل التسمية الصحيح هو (عيد الرقاد) وانتقال السيدة مريم العذراء إلى السماء، أما كإيمان شعبي فقد درج اسم عيد السيدة”.
وختم “أبو النصر” حديثه “أن السوريين عائلة واحد رغم اختلاف وتنوع الافكار والمعتقدات، لأننا جميعاً أبناء هذا البلد ونحن أساسه وعماده”.
يشار إلى أن الطوائف المسيحية في سوريا، وتحديدا ً في مناطق وادي النصارى ومشتى الحلو والكفرون تحتفل كل عام بعيد السيدة مريم العذراء، وتقيم المهرجانات والكرنفالات في ساحاتها احتفالاً به وتكريماً لها.
يذكر أن هذا العيد تحول لمناسبة فنية سنوية، تساهم بشكل كبير في تنشيط الحركة السياحية في تلك المناطق، مع إحياء حفلات يأتي إليها الفنانون لاسيما ممن يؤدون اللون الشعبي، حيث تراوحت أسعار البطاقات لهذا العام بين 50 ألف إلى 400 ألف ليرة.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص