“آية قرآنية” تتسبب بوقف إمام مسجد في تونس عن العمل
أوقفت السلطات التونسية إمام مسجد عن عمله لفترة مؤقتة بعد إقامته صلاة في حضور وزير الشؤون الدينيّة إبراهيم الشائبي، بمناسبة الاحتفال بالعام الهجري الجديد.
وحضر بحسب “بي بي سي” مسؤول الشؤون الدينية التونسي صلاة المغرب في جامع السلام بمحافظة نابل، في شرق تونس، حيث يعمل محمد زين الدين إماما للصلوات الخمس.
ووفقا لتصريحات زين الدين لقنوات إعلامية تونسية، تلا الإمام الآيتين رقم 26 و144 من سورة آل عمران في الركعتين الأولى والثانية من الصلاة.
وتقول الآية 26 من سورة آل عمران: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
أما الآية 144 من السورة ذاتها فتقول: “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ”.
ويبدو أن اختيار الآيتين استوقف الوزير فذكره في حديثهما بعد الصلاة، كما صرح الإمام زين الدين لإذاعة “شمس إف إم” التونسية، الأربعاء.
وقال الإمام إن وزير الشؤون الدينية سأله في جلسة غير رسمية بعد الصلاة بشكل مازح “لماذا هذه الآيات؟”، وهو السؤال الذي تعجب منه الإمام وأجاب عليه بالقول إنها “الآيات التي يتلوها عادة”.
وأضاف الإمام أن الوزير نصحه أثناء حديثهما: “يا شيخ.. من الأفضل تجنب هذه الآيات”.
وبعدها بأيام، قال الإمام إنه تلقى أثناء مزاولته عمله بالمسجد اتصالا هاتفيا من “المعتمدية” (السلطة المحلية)، تطلب فيه منه “الركون إلى الراحة لمدة 10 أيام إلى غاية النظر في شأنه”، ولكن لم يتم إعفاؤه عن عمله بشكل رسمي.
ويقول محمد زين الدين إنه يعمل إماما في جامع السلام منذ عام 2004، وإنه يتمتع بشعبية كبيرة في حيه “ولم يتعرض طوال فترة عمله لمثل هذا الأمر من قبل”.
وأثار خبر إيقاف الإمام عن العمل للسبب المذكور جدلاً وسخرية كبيرة في الشارع التونسي، بعد انتشاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما قابلته السلطات التونسية بمعاودة الاتصال بالإمام وإخباره “أن بمقدوره العودة لعمله مرة أخرى”.
وكان الإمام أجاب سلطات بلاده بأن “نفسيته منهارة حالياً”، وأنه “يريد أن ينال قسطا من الراحة”، بحسب قوله.
يذكر أنه وفي آب من العام الماضي، أعفت وزارة الشؤون الدينية التونسية إمام مسجد في مدينة بن قردان التابعة لولاية مدنين جنوبي تونس
وصدر وقتها قرار نهائي بعزل الإمام بعد إقراره أنه وصف الرئيس قيس سعيد بـ”الانقلابي”، رداً على إعلانه تدابير استثنائية في البلاد وتجميده اختصاصات البرلمان.
تلفزيون الخبر