“نحن أحياء وباقون وللحلم بقية”.. في ذكرى رحيل الشاعر العربي محمود درويش
يصادف في التاسع من شهر آب ذكرى رحيل الشاعر العربي الفلسطيني محمود درويش الذي استطاع تطويع الكلمات بلغة شعرية جديدة اعتمدت على التصوير بشكل رمزي للوطن والقضية والمرأة والحب.
ولد الشاعر محمود درويش عام 1941 في قرية البروة في الجليل قرب ساحل عكا، ونزحت أسرته عام 1948 إلى لبنان، قبل العودة عام 1949 بعد توقيع الهدنة، ليجدوا القرية متهدمّة، وقد أقيم على انقاضها مستوطنة زراعية صهيونية.
إثر إنهائه الثانوية اعتقل “درويش” من قبل الاحتلال “الإسرائيلي” ما بين عامي 1961 و1972، وعقب ذلك سافر “درويش” إلى الاتحاد السوفييتي للتحصيل العلمي.
عاد “درويش” لاجئاً إلى القاهرة حيث عمل في جريدة “الأهرام” بالتزامن مع انتسابه لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم سافر إلى لبنان ليسارع إلى الاستقالة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، احتجاجاً على اتفاقيات “أوسلو”، وشهد لبنان قيام “درويش” بتأسيس مجلة “الكرمل” الثقافية.
شغل الراحل “درويش” منصب رئيس الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، وفي عام 1973 عمل الراحل “درويش” رئيساً لتحرير مجلة “شؤون فلسطينية”، وأصبح مديراً لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية.
إثر اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية بين سنة 1975 وسنة 1991، ترك “درويش” بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الاحتلال “الإسرائيلي” لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين، حيث أصبح درويش “منفيًا تائهًا”، منتقلًا بين سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس.
عُرف عن الراحل ارتباطه بعلاقات صداقة بالعديد من الشعراء منهم عبد الرحمن الأبنودي من مصر، محمد الفيتوري من السودان، ونزار قباني من سوريا، وفالح الحجية من العراق، ورعد بندر من العراق، وغيرهم من أعلام الأدب في الوطن العربي.
استطاع الراحل خلق لغة شعرية أضحت كمنهج يؤكد هوية الكاتب الفلسطينية العربية المسافرة ما بين “فاكهة الأغاني” و”مآذن البنفسج” كشعر رمزي استطاع تحقيق معادلة الخلود.
للراحل أكثر من 20 ديوان شعري ونثري أبرزها “أثر الفراشة”، “آن لي أن أعود”، “حصار لمدائح البحر”، “عابرون في كلام عابر”، “أحد عشر كوكباً”، “أرى ما أريد”، و”أعراس”. بالإضافة للكثير من المقالات والأبحاث الأدبية.
رحل محمود درويش في التاسع من آب عام 2008 بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح في الولايات المتحدة الأمريكية، ودخوله في غيبوبة انتهت بوفاته، وقد ووري جثمانه الثرى في القصر الثقافي في مدينة رام الله، وشارك في جنازته الآلاف من الفلسطينيين تقديراً لمن ذكر “سجّل أنا عربي”.
تلفزيون الخبر