يحارب السكري “وحيداً”.. قصة الخبير حسن حيدر الذي صمم منظومة متفرّدة لآداء المطاحن
يعاني الخبير الفنّي المخضرم بمجال عمل المطاحن في سوريا، وابن مدينة السلمية حسن حيدر من مرض السكّري الذي لازمه وعانى منه خاصة بعد أن وصل لنسب مرتفعة.
وقالت الصحفية رجاء حيدر شقيقة حسن حيدر لتلفزيون الخبر، إنه “تمّ اكتشاف إصابة حسن بمرض السكر الشبابي منذ حوالي 8 سنوات، بعد قيامه بإجراء تحليل بالصدفة ليظهر لديه إصابته بهذا المرض”.
وتابعت “حيدر”: منذ ثلاث سنوات ارتفع السكر لديه لدرجات غير مسبوقة أثّر على نظره مما اضطره للسفر إلى دمشق للعلاج قبل عودته للسلمية.
وأضافت “حيدر”: كل ذلك لم يثني الخبير حسن عن متابعة عمله، حيث تذهب ابنته معه للعمل لتقرأ له ما يرد على الحاسوب وكل أرقام “الترانزستورات” والقطع الآلية ليتابع العمل.
وأوردت “حيدر”: ضعف البصر الذي يزداد لديه يوماً بعد يوم هو نتيجة لاستفحال مرضه “السكر الشبابي” الذي أدّى لنزيف في شبكية العين.
وأكملت “حيدر”: مما اضطره للخضوع لجلسات زرق أبر، في كل عين إبرة، وكل شهر لديه جلسة في مشفى الحوراني، ويحتاج في قادم الأيام لثلاث جلسات على الأقل، كل إبرتين تكلفتهم ٣٧٥ ألف.
وختمت “حيدر”: في الجلسة الماضية اضطر ابن الخبير حسن حيدر لبيع موبايله للمساعدة في تأمين تكاليف هذه الجلسة حتى تتم.
من هو الخبير الفنّي حسن حيدر؟
هو حسن حيدر فنّي كهرباء تحكّم آلي والكترونيات، وهو مدير ورشة الإلكترونيات في مطحنة السلمية، وهي ورشة مركزية لجميع مطاحن سوريا في حال استدعاءها، وتقوم باصلاح جميع ما يتعلق بالالكترونيات لهذه المطاحن.
ويقول الخبير “حيدر” لتلفزيون الخبر إن مطحنة سلمية من المطاحن الخمسة الكبرى في سوريا والتي قام بتركيبها الخبراء الألمان.
ويتابع “حيدر”: “بعد أن خرجت عن الخدمة مطحنة خان طومان ومطحنة منبج وقبلهما مطاحن الغزلانية والناصرية بسبب الحرب، بقيت مطحنة السلمية هي الوحيدة المستمرة في عملها بشكل مكثّف بكامل طاقتها، وكنّا في عملنا نصل الليل بالنهار للحفاظ على مزايا المطحنة وكفاءة الآداء وطاقة الانتاج”.
ويذكر “حيدر”: “خبرتي في المطحنة يجعلني أعمل في كافة الأقسام لأنني مسؤول عن التحكّم وصيانة جميع الالكترونيات ومنظومات التحكّم والشاشات”.
ويتابع “حيدر”: “بالنسبة للعمل أنا محافظ على وضع مكنات الطحن بالوضع الأمثل منذ 25 عاماً حتى اليوم، بينما المطاحن الأخرى التي عادت للعمل جميعها أقامت عقود جديدة وقامت بتبديل منظومات التحكّم جميعها”.
ويذكر “حيدر”: “ذلك يعود لقيامي الدائم ببعض التجارب الجديدة لتجاوز الأعطال المزمنة، ونقص قطع التبديل خاصة فيما يتعلّق بالبرمجة والالكترونيات نتيجة الحصار على بلدنا”، مضيفاً “اضطررنا للقيام ببعض التعديلات التي حققت نجاح ملموس”.
ما هي منظومة الترطيب التي قام بتطويرها الخبير حسن حيدر؟
يقول “حيدر” لتلفزيون الخبر: “أحد أهم الإنجازات التي حققتها هو التعديل في منظومة الترطيب، فالترطيب هو أهم عملية بعمليات الطحن، لأنه هو يعتبر الخطوة الحقيقية للتجهيز لعملية الطحن”.
ويسهب “حيدر”: والترطيب هو المسؤول عن جميع مواصفات الطحين وبالتالي أي خلل بعملية الترطيب والتخمير يؤدي إلى خلل في نوعية الطحين وخسارات كبيرة للدولة.
ويضيف: المنظومة القديمة التي كانت لدينا هي منظومة ألمانية عمرها 25 سنة وفي هذه الأيام لا يوجد شيء من هذه المنظومات لأن الشركة المصنعة نفسها فامت بإيقاف صنع هكذا أجهزة.
ويشرح “حيدر” لتلفزيون الخبر عن آلية التعديل التي صممها: المنظومة القديمة كانت تعمل على صمامات مغناطيسية وهذه الصمامات تعرّضت للتكلّس بسبب طبيعة المياه الكلسية التي لدينا، لذلك هذه المنظومات جميعها متوقّفة في جميع مطاحن سوريا.
ويضيف: استطعنا بدراسة الحالة والعمل أن نقوم بالتعديل على هذه المنظومة لنفعّل منظومة جديدة اعتمدنا فيها على محرّك “سيرفو”.
ويؤكد “حيدر”: هذه المنظومة أثبتت جدارتها وفعاليتها أكثر من المنظومة الألمانية السابقة واستطعنا أن نأخذ نسب مياه دقيقة جداً حسب وضع الأقماح، وطلب الرطوبة المطلوبة لأن الرطوبة هنا خاضعة لمواصفات عالمية يجب أن تتطابق بدقّة.
ويردف “حيدر”: استطعنا الوصول لهذه النسب وإضافة المياه للأقماح بطريقة آلية من دون التدخّل البشري نهائياً، والمنظومة حالياً تقوم بعملها على أكمل وجه.
ويذكر الخبير “حيدر”: إذا أردنا المقارنة بالتوفير المتعلّق بتطوير هذه المنظومة، فالألماني مرتفع ثمنه بشكل باهظ بحيث تتجاوز عشرة أضعاف المنظومة التي قمنا بتطويرها.
ويختم “حيدر”: “طبعا هذا ليس العمل الوحيد الذي قمنا بإنجازه، يوجد أعمال ماضية توازي هذا الإنجاز، وقريباً جداً ستظهر إنجازات جديدة لتطوير آداء المطحنة بشكل دائم ومواكبة للتقنيات الجديدة”.
حسن الحايك_تلفزيون الخبر