العناوين الرئيسية

بعد قصة “الكنزة الحمرا”.. جمعية “أنا السوري” تُثير الجدل مجدداً بمنشور يخص النساء

أثار منشور للجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق “أنا السوري” حول رحلة مبيت مقررة إلى منطقة السمرة في اللاذقية جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتضمن المنشور إعلاناً لرحلة المبيت مرفقاً ب “اتذكري انو بمبيت شكلسها بالسمرة انتي مو طالعة كرمال تاكلي انت طالعة كرمال تسبحي وتتشمس وتسهري وتنبسطي…. لا تعملي متل مبيت الجزيرة اتطلعي سوق الهال معك …!!!”.

وأثار المنشور ردة فعل سلبية، على مواقع التواصل الاجتماعي، كونه يحمل درجات عالية من “التنمر” على عدة مستويات، عدا عن احتوائه على خطاب “كراهية تجاه النساء”، واستخدامه لرمز الفيل إمعاناً في التأكيد على السخرية من صاحبات الوزن الزائد.

وقالت ثريا من دمشق لتلفزيون الخبر “المنشور كارثي فما معنى ذكر (انت مو طالعة تاكلي) ما هي القضية المراد الإشارة إليها هنا كيف ستتجرأ صاحبات الوزن الزائد على الاشتراك بالرحلة بعد هذا التنمر المباشر والجارح وماذا سيترك من أثر نفسي عليهن”.

وتحدثت علا ناشطة مدنية لتلفزيون الخبر “المنشور يحتوي على خطاب كراهية موجه ضد النساء بشكل خاص وفيه تمييز قائم على النوع الاجتماعي، فهل مسموح للرجال أخذ (سوق الهال) وللنساء ممنوع وهل هناك شروط في هذه الرحلة تُطبق على النساء فقط وماذا يمنع من ترغب في التمتع بميزات التخييم من أخذ الأطعمة معها وفق الكم الذي تريده”.

ورأت سوسن طالبة علم نفس في مستهل كلامها مع تلفزيون الخبر أن “المنشور يحتوي على إهانة مبطنة سواء مقصودة أو غير مقصودة للنساء اللواتي شاركن في مبيت (الجزيرة) حيث يُذكر أصحاب الفعالية النساء الراغبات بالانضمام للمبيت الجديد في السمرة بألا يكونوا مثل المشاركات في مبيت (الجزيرة) لأنهن جلبن معهن (سوق الهال) وكأن من يخرج لمبيت يجب أن يخرج دون أن يتزود بأي طعام”.

وعرفت الأمم المتحدة التمييز القائم على النوع الاجتماعي بأنه “أي تفرقة أو استبعاد أو تقييد على أساس النوع الإجتماعي ويكون من آثاره أو أغراضه توهين أو إحباط الاعتراف للمرأة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميادين كافة”.

ويحدث التمييز المباشر بحسب الأمم المتحدة عندما تتعرض المرأة إلى التمييز على أساس الجنس والنوع الإجتماعي وعلى أساس العرق أو المركز في المجتمع أو عوامل محدِدة أخرى ويقع التمييز بحكم القانون عندما يتضمن نص قانون ما أو سياسيات ما أحكاماً تمييزية.

بينما يحدث التمييز بحكم الواقع عندما لا يتصف القانون بعينه أو السياسات بعينها بالتمييز إنما يؤثر تنفيذهما وإعمالهما سلباً على المرأة ويمكن أيضاً أن ينجم التمييز بحكم الواقع عن ممارسات ذات نطاق أوسع كالثقافة والتقاليد والقوالب النمطية التي تحرم المرأة من حقها في المساواة وفي التمتع بحقوقها.

كما عرفت الأمم المتحدة “التنمر” بأنه “أحد أشكال الع.نف الذي يمارسه شخص أو مجموعة من أشخاص ضد شخص أخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة ويأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات أو التهديد أو مهاجمة الشخص المُتنمر عليه بدنياً أو لفظياً أو عزل شخص ما بقصد الإيذاء أو حركات وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ”.

وكانت أثارت هذه الجمعية ذاتها، منتصف كانون الثاني 2021، جدلاً كبيراً في ما عُرف بقضية “الكنزة الحمرا” والتي تدخلت حينها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بشخص الوزيرة لحلها.

وبدأت القصة بعد انتشار رواية على مواقع التواصل الاجتماعي لمُشَاركَين في نشاط الأجنحة (مرميتا- الكفرون) يوم 15/1/2021 اشتكوا فيها قيام جمعية “أنا السوري” التي نظمت الفعالية بتركهم في منطقة نائية بسبب عدم ارتدائهم “الكنزة الحمرا” الخاصة بالجمعية.

وبحسب رواية المشارِكَين في النشاط فإنه وبعد مسير 16 كيلو متر تحت المطر استمر لمدة ثماني ساعات وصل المتطوعون الى دير مار الياس ليتجهّزوا للصعود الى الباصات حيث قام اثنان من المتطوعين بخلع الكنزة الحمراء والتي كانت مبللة بالماء.

وعلل المشاركون قيامهم بخلع لباس الجمعية (الكنزة الحمرا) بأنهم قاموا بذلك “خوفاً من المرض بسبب برودة الطقس في المنطقة” حيث تدخل أحد المشرفين ووافق على ان يضعوا الكنزة على أكتافهم فقط.

وبعد ذلك بقليل تدخل مشرف آخر وطلب منهم ارتداء الكنزة حيث وقع جدال بينهم فطلب منهم مشرف آخر أن يلبسوا الكنزة وعندما رفضوا قال لهم “هي الكنزة بتنحط عالراس مو بتنحط عالكتف”.

وعلى إثر هذه الحادثة ترك مسؤولو النشاط في الجمعية هؤلاء المتطوعين في منطقة نائية تبعد 32 كيلو متر عن أقرب بولمان الى دمشق وكانت الساعة الخامسة والنصف عصراً علما أنهم دفعوا بدل النشاط والذي يتضمن الذهاب والإياب وفق الرواية.

وبعد يومين من الضجة الكبيرة التي أحدثتها القضية على مواقع التواصل الاجتماعي خرجت الجمعية عن صمتها ونشرت رداً عليها اشبه بهجوم على المتطوعين.

وقالت الجمعية “إن المتطوعين في أي نشاط للجمعية معرضون لمختلف الظروف المناخية والتضاريس القاسية والتي لا تخلوا من المغامرة ولذا يقوم المتطوع بتعبئة طلب تطوع شخصي والتوقيع عليه يتضمن التعهد بالالتزام بالفكر العام ونظام الجمعية”.

يشار إلى الجمعية حذفت “المنشور” بعد ردة الفعل السلبية التي واجهتها، في محاولة للفلفة الأمر

يذكر أن الحرب على سوريا أفرزت العديد من الظواهر السلبية، على شكل مجموعات وتجمعات ومبادرات، تحمل عناوين إيجابية براقة، في الوقت الذي تفتقر فيه لأدنى درجات “المهنية” على الأقل.

جعفر مشهدية _ تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى