“بدنا نتجوز علعيد”.. فهل يمكن تعمير بيت جديد؟
ربط السوريون ليالي أعراسهم دوماً بالأعياد وكأنه نذير خير يتبارك به العرسان إذا ما صادف موعد الزفاف مع تاريخ عيد أو مناسبة ما.
ومع تراكم المشاكل الاقتصادية على رأس المواطن بات حلم الزواج يعجز عن تحقيقه مارد الفانوس السحري “بشحمه ولحمه” سواء في فترة الأعياد أو في الأيام العادية حتى غدت أغنية “بدنا نتجوز علعيد بدنا نعمر بيت جديد” أغنية فلكلورية يصعب تطبيقها على أرض الواقع.
“حالف يمين ما اتجوز غير علعيد” هكذا قال سعد ثلاثيني من حمص لتلفزيون الخبر “من أنا وصغير بحب غنية بدنا نتجوز علعيد ومن وقتها وعدت حالي أنو نفذها بعرسي بس صرلي 4 سنين عم أجلها لأن مافي عمله وكل سنة عم تصير التكاليف أغلى وأغلى خايف تتركني حبيبتي وكون ما فشيت قلبي بالغنية وخسرت الصبية”.
وشرحت ابتسام مشكلة زواجها “المعضلة” لتلفزيون الخبر “من يبحث عن الزواج اليوم كمن يحاول حل معضلة فيزيائية من الدرجة العاشرة فلا يمكن تحقيق متطلبات حل هذه المسألة بتاتاً حيث يوجد فيها عنصرين فقط وهما أنا وحبيبي بينما باقي العناصر الملزمة لتطبيق النظرية غير متاحة أبداً”.
وتابعت “حبيبي خريج جامعي جديد وأنا كذلك ونحاول إيجاد منزل للإيجار يناسب دخلنا المتواضع لكن الإيجارات في أعالي جبل قاسيون بدمشق تصل ل350 ألف شهرياً والمؤجرين يشترطون أن يكون الدفع 3 شهور بالحد الأدنى فكيف بباقي أنحاء المدينة وراتبنا يلامس بصعوبة إيجار شهر واحد فمن أين نأكل ونشرب”.
وتحدث كامل من اللاذقية لتلفزيون الخبر “بيت حمايي ما كان يوافقوا يزوجونا إلا بصالة أفراح وتكاليف الصالات صاير كارثي وخصوصاً علعيد من حق البنت تفرح بعرسها وترقص قدام رفقاتها بس حرام هل مبالغ كلها تروح بليله وحده ضليت شهور عم اقنعهم نعملو عنا بالبيت بيتنا كبير وواسع والحمدلله أخيراً اقتنعوا ورح نعملو تاني يوم العيد”.
وأكمل “ما عاد في قدرة على الصالات لازم يرجعوا الكل لعراس البيوت والأساطيح رح نجيب أضويه وكراسي ونحطهن عنا بالبيت ونضيف وعصير وجيب قالب كاتو وعراضه وخلصنا المهم نحنا تنين نكون فرحانين قصص الصالات ما عاد بتلبق للي متلنا وضعنا صاير ببكي والحمدلله نفدنا وقدرنا نعمر غرفة علسطح عنا لنتزوج فيها”.
ورفض معتز من حلب فكرة الزواج في العيد أو غيره وفق ما قاله لتلفزيون الخبر “الزواج في هذه البلاد رفاهية ليست لأبناء الطبقة المتوسطة وأصحاب الدخل المحدود فالمشروع بحاجة لتوفير رواتب سنتين على الأقل للقيام به بالحد الأدنى من المتعارف شعبياً إيجارات البيوت كارثية والصالات كذلك وأسعار الذهب الغرام وصل لمئتي ألف ليرة ما يعني غرام واحد يساوي راتب 3 شهور عدا عن مصاريف الحياة اليومية لذلك لا ما (شبعنا عزوبية) وربما لن نشبع منها محبين أو مرغمين على ذلك”.
وحاول تلفزيون الخبر استطلاع أسعار إيجارات صالات الأفراح في عموم المحافظات ولوحظ أن الأسعار تبدأ مم 500 ألف ليرة وتتجاوز المليون ليرة، دون البحث في صالات الفنادق.
أما إيجارات المنازل في مدينة دمشق كمثال فتبدأ للشقق غير المفروشة من 300 ألف شهرياً بالحارات الشعبية وصولاً للملايين في أحياء “الهاي كلاس” مع إلزام المستأجر بدفع 3 شهور أو 6 دفعة واحدة والعقد لمدة سنة فقط.
ويرزح المواطن اليوم تحت نيران الغلاء الاقتصادي الذي لم يوفر شيء دون إدخاله في بورصة الأسعار حتى بات تأمين قوت اليوم يحتاج لرجالات تشبه “عنترة” أو “الزير سالم” أو أثرياء ك”جيف بيزوس” مالك شركة “أمازون” مع التشكيك في قدرتهم على تحمل صعوبة تأمين كيلو لحمة أو لتر بنزين أو جرة غاز بالأسعار الرسمية دون الحاجة للدخول في معمعة السوق السوداء.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر