أكاديمي: ما حصل في سوريا “إعصار” واحتمالية تكراره أمراً ممكناً
شهدت معظم المحافظات السورية حالة عدم استقرار جوية غير مسبوقة لمثل هذا الوقت من العام، أدّت إلى وقوع ضحايا وخسائر مادية كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة، فجر السبت.
وبهذا الخصوص، قال أستاذ علم المناخ في قسم الجغرافيا بجامعة دمشق، علي موسى، لتلفزيون الخبر، أن: “الحالة الجوية التي تشهدها سوريا هي حالة طبيعية فيما لو كانت خلال أشهر شباط، آذار، وحتى نيسان، لكن الأكيد أنها ليست طبيعية الحدوث أواخر شهر حزيران”.
وحول احتمالية تكرارها، أوضح اختصاصي المناخ أن: “احتمالية تكرارها أمراً ممكناً إذا ما صحت فرضية (التمرّد الأرضي)، والمعاكسة لفرضية الاحتباس الحراري، بمعنى أن الأرض متجهة نحو عصر جليدي أصغري مُنتظر”.
وعن أسباب الحالة التي شهدتها سوريا فجر السبت، أجاب “موسى”أن: ” سوريا تأثرت بهوامش منخفض جوي جبهي قطبي متعدد الجبهات الباردة عبر الأجزاء الجنوبية من أوروبا، البحر الأسود، وشمال تركيا”.
وتابع الاختصاصي: “وبجبهاته الباردة وهوائه القطبي القادم من الضغط المرتفع الأوروبي دفع الهواء المتراكم خلف أخر جبهة باردة للتفريغ جنوباً بسرعات عالية، وهو ما أدّى إلى تشكّل السحب العاصفية الرعدية”.
وأشار أستاذ علم المناخ إلى إنه: “لم يسبق لسوريا أن شهدت مثل هذه الحالة في هذه الفترات من السنة، وليس هناك أي ارتباط بين ما حصل وبين ظاهرة الاحتباس الحراري”.
وحول المسمى العلمي الدقيق للحالة الجوية، قال “موسى”: “علمياً يصنّف كإعصار، أي منخفض جوي جبهي، إلّا أن سرعة الرياح في المنطقة الشمالية الغربية والساحلية تحديداً بلغت السرعة الإعصارية، ووصلت إلى 33 متر في الثانية، وهو ما أدّى إلى أضرار كبيرة وصلت حد تحطّم الجدران واقتلاع الإشجار باللاذقية”.
يُشار إلى أن رئيس مركز التنبؤ المركزي في مديرية الأرصاد، شادي جاويش، قال لتلفزيون الخبر أن احتمالية تكرار هذه الحالة أمراً نادراً، وسبب وصول الكتلة هو اندفاع كتلة هوائية حارة إلى وسط وشمال أوروبا، أدّى إلى اندفاع كتلة باردة إلى شرق أوروبا، بالتالي وصولها إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث شهدت عدة مدن أوروبية موجات حر شديدة الأسبوع الماضي.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر