مسلسل محطة حلب الحرارية .. “كيف السبيل إلى وصالك دُلني” ؟
تحررت المحطة الحرارية في حلب عام 2016 على يد قوات الجيش العربي السوري، وذلك بعد سيطرة إرهابيي “داعش” عليها في 2014 بعد حصار طويل لعناصر الجيش بداخلها وتم سرقة معدات المحطة من قبل المسلحين وإلحاق الضرر بها.
ومن يومها، لم يسمع السوريون سوى الوعود تتبعها الوعود، حتى أطل الوزير الزامل قبل أيام بتصريح غريب، حول ان “الأعمال (في المحطة) تسير وفق البرنامج الزمني الموضوع للمشروع”.
عقود ووعود وتخبطات..
طوال السنوات الست الماضية كَثُرت الوعود بإعادة تشغيل محطة حلب الحرارية، وذلك عبر إبرام عقود مُقدمة من الدول الحليفة كالصين وإيران وروسيا.
وبدأ مسلسل التصريحات الرسمية حول المحطة مطلع عام 2017 بأنه “تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة صينية لتركيب 6 مجموعات توليد في المحطة الحرارية تعمل على المازوت والغاز استطاعة كل مجموعة 25 ميغا واط” دون تحديد موعد لبدء العمليات.
وفي منتصف نيسان 2017 خرج تصريح من مجلس الوزراء بأن “وزارة الكهرباء تقوم بدراسة عرض فني مقدم من إحدى الشركات الروسية”.
أول توقيت رسمي..
مع نهاية 2017 صرح مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء عبر تلفزيون الخبر عن “عودة عمل المحطة الحرارية بداية عام 2018”.
وعود وعقود جديدة..
في شباط 2018 أعلنت الكهرباء أنه “تم الاتفاق على إعادة تأهيل المجموعات 2 و3 و4 في محطة حلب الحرارية عبر عقد وقع مع روسيا بقيمة حوالي 1.8 مليار يورو”.
واستمر وضع المحطة الحرارية على حاله حتى نهاية 2019 حيث صرح وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي بأن “الشركة الإيرانية التي من المتوقع أن تعمل على تأهيل المحطة موجودة حالياً في دمشق والتفاوض معها قائم والأمور في مراحلها الأخيرة لكن لم يتم توقيع العقد حتى الآن”.
وأعلنت الوزارة مطلع شباط 2020 عن توقيعها اتفاقية مع إحدى شركات الدول الصديقة لإعادة تأهيل المجموعة الخامسة في المحطة.
فيما صرح وزير الكهرباء لتلفزيون الخبر خلال اجتماع الحكومة في حلب آنذاك بأن “سبب تأخير العمل بإعادة تأهيل المحطة الحرارية هو العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشركات والدول المتعاملة مع سوريا”.
وصول أول شحنة من مستلزمات تأهيل المحطة!
في منتصف أب 2021 وصلت بحسب وزارة الكهرباء شحنة أولى من التجهيزات الأساسية اللازمة لإعادة تأهيل محطة توليد حلب الحرارية حيث تمت المباشرة بتركيبها استكمالاً لعمليات إعادة التأهيل التي تجري في المحطة.
وأشارت وزارة الكهرباء في بيان لها إلى أن “التجهيزات شملت أنظمة التحكم ومضخات تغذية المرجل ومبردات الزيت الخاصة بها إضافة لتأهيل نظام التوتر المتوسط بالكامل في المحطة وصيانة قطع المولدة الخامسة”.
ثاني توقيت رسمي..
أفاد وزير الكهرباء غسان الزامل في 12 كانون الأول 2021 عبر برنامج “المختار” الذي يُبث عبر “المدينة إف إم” وتلفزيون الخبر أن “العنفتان 1 و5 في محطة توليد حلب ستدخلان الخدمة في الشهر الثاني والخامس توالياً 2022”.
ثالث توقيت رسمي..
عاد “الزامل” بعد أسبوعين ليتحدث مع تلفزيون الخبر في 26 كانون الأول2021 حول المحطة “الوزارة حالياً تعمل وتبذل جهود كبيرة لإدخال مشاريع جديدة في الخدمة منها إعادة تشغيل وتأهيل المجموعة الخامسة في محطة توليد حلب والتي من المتوقع أن تبدأ بالإنتاج نهاية اذار 2022”.
وتابع “الزامل” أن “المجموعة الأولى في المحطة المذكورة يتم التحضير لها أيضاً لإعادة تشغيلها بعد 5 أشهر من تشغيل المجموعة الخامسة”.
أخر التحركات..
تفقد “الزامل” في 9 حزيران 2022 الأعمال النهائية في محطة حلب الحرارية تمهيداً لتشغيل المجموعة الخامسة التي ستنتج 200 ميغا.
وقال “الزامل” في تصريح لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية أن “الزيارة تأتي لمتابعة المستجدات والأعمال والوقوف على أي صعوبات لتسهيلها وأن الأعمال تسير وفق البرنامج الزمني الموضوع للمشروع”.
أسئلة برسم المعنيين؟!..
تُشكل محطة حلب الحرارية رافعة كبيرة ومهمة في شبكة الكهرباء السورية حيث كانت تُنتج قبل الحرب ألفي ميغا واط (بحسب تصريحات رسمية)، أي أنها ستحدث تغييراً جذرياً في موضوع الكهرباء إذا ما عادت لكامل طاقتها الإنتاجية، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على حلب وعموم سوريا.
لماذا كل هذه التخبطات التي تحيط بملف إعادة تشغيل المحطة، بدايةً من تعيين توقيتات زمنية مُختلفة ومتضاربة لعودة العمل، ولا تنتهي بالتسويف الذي يُبرر دوماً بالعقوبات والحصار دون أي حلول مُجدية وناجعة؟
بماذا يتم دعم المواطن السوري الحلبي الذي صمد بوجه أعتى القوى دفاعاً عن بلاده في ملف تجار “الأمبيرات” الذين يتحكمون برؤيته للنور دون حسيب أو رقيب؟
وامتلكت المحطة الحرارية في حلب 5 مجموعات توليد وصلت نسبة الأضرار فيها لحوالي 50 % مع وجود العديد من القطع المتضررة أجنبية المنشأ الأمر الذي يسبب صعوبة في إصلاحها أو تبديلها بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.
وتعد المحطة الحرارية في حلب واحدة من أكبر محطات توليد الكهرباء في الشرق الأوسط وليس في سوريا فقط وبإمكانها تغذية مناطق شمال سوريا كافةً دون انقطاع علماً أنها قبل الحرب كانت تغذي مناطق من العراق ولبنان وحتى تركيا عبر عقود مبرمة مع تلك الدول.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر