نصائح عامة للطلاب وذويهم خلال “شهر الامتحانات”
بدأت الأحد امتحانات الشهادة الإعدادية في سوريا، وتلتها نظيرتها الثانوية يوم الإثنين، حيث ستستمر امتحانات الشهادتين، حتى 21 من الشهر الحالي.
وتعد فترة الامتحانات أو ما يعرف اصطلاحا “شهر الامتحانات”، مرحلة حاسمة للطلاب، لقطف جنى ما زرعوه خلال العام، والوصول للنجاح، باختلاف مفهومه النسبي بين المتقدمين للعملية الامتحانية.
وتفرض أهمية هذه المرحلة نفسها على الطلاب وأهاليهم ومحيطهم الاجتماعي، ماقد يخلق العديد من المشاكل والتوترات، والتي تؤثر أولا وأخيرا على مجهود الطلاب الدراسي، وطاقتهم للتحضير الجيد.
وقدم الأخصائي النفسي، سام صقور، عبر تلفزيون الخبر، عدة نصائح وطرق، للتعامل النفسي والذهني السليم، مع فترة الامتحانات، وضغوطاتها على فئة عمرية، تعتبر صغيرة بالسن.
وقال “صقور”: “يحضر الامتحان ويحضر معه التوتر والقلق، والمشكلة الأساس بكون القلق بشكلة السلبي، عامل يستنزف طاقة الطالب ووقته اللازم للتركيز بدراسته وتحضيره للامتحان”.
وتابع “صقور”: ” نحن مع القلق والتوتر بشقه الدافع والمحفز للدراسة وضد القلق السلبي المؤثر على نوم الطالب وغذائه وتركيزه، لذا لابد من التعامل السليم مع القلق كيلا يبلغ مستويات سلبية هدامة”.
وأكمل “صقور”: “لتجنب القلق السلبي، نبدأ من ضرورة تعديل احتياجات الأهل وطلباتهم من أولادهم، والتي تلعب دورا هاما في هذا الصدد، من خلال كلمات مثل بدنا منك تنجح، أوعى تضيع علامات شد همتك، ليك فلان ليك علان”.
وأضاف “صقور”: ” لغة الأهل المستخدمة مع الطالب يجب أن تكون من خلال كلمات: اننا راضيين عنك وعن جهدك خلال السنة وانت إرضى عن نفسك، انت ابننا سواء نجحت أو رسبت، ونحبك بدون شروط، مع الابتعاد عن صيغة (يجب عليك)، و كلام المقارنات”.
وتابع “صقور”: “لزيادة الدافع الإيجابي لدى الطالب ننصحه بالتخيل، تخيل لحظة النجاح، تخيل فرحة التفوق، تخيل أهمية الانتقال من مرحلة إلى أعلى، كلها عوامل تقلل من القلق، وتخلق الرغبة في العمل”.
ونصح “صقور”: “جلسات الاسترخاء ضرورية وتساعد الطالب، وتنفذ عبر الجلوس نصف ساعة مثلا بدون مؤثرات جانبية وأخذ أنفاس عميقة من البطن بهدوء، مع شهيق من الانف، وزفير من الفم”.
وأوضح “صقور”: “جلسات الاسترخاء يجب أن تكون مترافقة مع التفكير الإيجابي، عبر الحديث مع الذات بعبارات أنا قادر وأنا أنجزت المطلوب مني، وسأقدم وفق امكاناتي وأنا راض عن ذاتي، أنا مسؤول عن ذاتي”.
وعن ما ينصح به خلال تقديم المواد قال “صقور”: “يفضل أن ينام الطالب ليلة الامتحان مالايقل عن ست ساعات، حيث إنه من الخطأ عادة السهر ليلة المادة، لأنها من أهم عوامل تشتت الذهن، خلال الإجابة على الأسئلة”.
وتابع “صقور”: “قبل المادة بساعة ينصح بتجنب كتبها، وإيقاف الدراسة، مع تنفيذ تمارين التنفس العميق من البطن، للمساعدة على الاسترخاء”.
وأكمل “صقور”: “مراجعة المادة قبل يوم الامتحان تكون بكلمات مفتاحية من المادة عبر التركيز على نقاط أساسية في محتواها، لا مراجعتها بشكل كامل يستنزف طاقة الطالب وجهده”.
وقال “صقور”: “يفضل ألا يبدأ الطالب فورا بالإجابة، ويمكنه التمعن بورقة الأسئلة وقرآتها عموما أولا، مع البدء بحوار إيجابي مع الذات قبل البدء بالحل، مع الكتابة بهدوء والعودة للسؤال الصعب لاحقا بعد الانتهاء من السهل”.
ولفت “صقور” إلى أنه: “من السليم ألا يفكر الطالب بالإحاطة بكل شي حوله وتغييره ايجابا، سواء حديث مراقب أو ضجة خارجية، ويمكن الانشغال عن تلك المؤثرات الخارجية بقراءة الاجوبة المكتوبة”.
وأوضح “صقور”:”يعزل الطالب ذاته عن المؤثرات الخارحية من خلال التركيز على ذاته، وأن أولويته بقاعة الامتحان الإجابة وحصد نتاج عمله، والالتفات لأهمية ذلك مقارنة بأي حدث أو عارض آخر”.
وتابع “صقور”: “تمارين التنفس من الانف والفم تخفف التوتر الجسدي، والحوار الإيجابي مع الذات يخفف التوتر النفسي، وهذا ينطبق على طلاب التاسع والبكلوريا، رغم اختلاف فئاتهم العمرية”.
وقدم “صقور” نصيحة تتعلق بالمشروبات، قائلا: “ننصح بالابتعاد عن المنبهات التي تؤثر على النوم وتاليا على التركيز، ومن الأفضل شرب اللبن قبل النوم، والمشروبات المهدئة الجيدة مثل الزهورات والبابونج، التي تساعد على الحضور الذهني”.
وعن ضغوط الظروف المحيطة من سوء كهرباء واتصالات وغيرها قال “صقور”: ” الغضب من الظروف المحيطة يزيد المشكلة ولا يحلها، وأنصح بالدراسة في مركز ثقافي او مكتبة عامة، والتنقل وعدم الدراسة لفترة طويلة في مكان واحد، مع أخذ استراحة 10 دقائق كل ساعة درس، للمشي أو التنفس”.
ونصح “صقور” شريحة الطلاب التي تستسلم مبكرا عند أول مطب امتحاني بالقول: “الاستمرارية أساس أي نجاح، ولابد من التخلي عن التسويف والهروب من الامتحان والانسحاب منه، حيث يركز الطالب على إنه اجتهد وتعب وخطأ في الطريق، لايعني العودة إلى الصفر، فمن الطبيعي التعثر في كل مشوار”.
وختم “صقور”: “هذه النصائح فعالة حتى بعد بداية شهر الامتحان، وهي يجب أن تكون أسلوب حياة عام ولا تقتصر على مجرد الدراسة، فمن يحسن التعامل نفسيا وذهنيا مع الامتحانات، سيكون قادرا على اكتساب الخبرة للتعامل مع محطات الحياة المختلفة، بنفس الذهنية الإيجابية”.
يذكر أن عدد المتقدمين للشهادة الثانوية بكافة فروعها بلغ لدورة 2022، 251169 طالب وطالبة، فيما بلغ عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادة الإعدادية، 317275 تلميذا وتلميذة، بحسب تصريح سابق، ليونس فاتي، مدير الإمتحانات، بوزارة التربية.
تلفزيون الخبر