معركة طاحنة في صالة غزوان ابو زيد بحمص وأحداث مؤسفة
عاد الشغب ليطل برأسه مجدداً، في صالات كرة السلة بسوريا، بالتزامن مع تصاعد الحساسية التنافسية، بين فرق مربع البطولة الذهبي.
وشهدت صالة الشهيد غزوان أبو زيد بحمص، السبت، أحداثاً مؤسفة، بعد نهاية لقاء الكرامة والوحدة، ضمن سلسلة “الفاينال فور”، أدت لحدوث إصابات بين المشجعين.
وكشف مصدر طبي في مشفى الباسل بحي كرم اللوز لتلفزيون الخبر عن “إصابة 3 أشخاص برضوض متفاوتة جراء المشاجرة التي حصلت ليل السبت في صالة غزوان أبو زيد بين مشجعي ناديي الوحدة والكرامة”.
وتابع المصدر: “لم يصل المشفى أي إصابة حرجة واقتصرت جميعها على الرضوض، وتم تخريجهم جميعاً على مسؤوليتهم الشخصية”.
وتداولت صفحات مشجعي نادي الوحدة، روايات متعددة لما حدث، أجمعت في معظمها، أن” لاعبين من فريقهم استدرجوا إلى مكان لا يجب لهم أن يذهبوا إليه كلاعبين محترفين، وردوا على استفزازات بعض مشجعي الخصم، بطريقة لا تناسب شخصية لاعب محترف”.
وحملت صفحات وحداوية سوء تنظيم اللقاء أولاً، وبعض لاعبي الفريق ثانياً، مسؤولية ما حصل للجمهور في الصالة، والإصابات التي حدثت لبعض مشجعي الوحدة، فيما انتقدت صفحات أخرى استفزازات بعض مشجعي الكرامة، التي قادت إلى ما آلت إليه الأمور.
وقال الإعلامي فؤاد عودة الذي حضر اللقاء، وكان شاهد عيان على ما جرى، لتلفزيون الخبر: “جمهور الفريقين منذ بداية الفاينال يقدم لوحة حضارية رائعة بالتشجيع وتقبل الخسارة ومناكفاتها، وهذا الأمر استمر طيلة الثلاث مباريات السابقة، كحالة من التآخي والتوأمة بين الناديين”.
وتابع “عودة”: “حتى لقاء السبت كان مثاليا على المدرجات طيلة مراحله، لكن الأمور انقلبت تماماً، بعد نهاية المباراة، ونزول بعض مشجعينا للاحتفال على أرض الصالة، وهو أمر اعتيادي تبادله الطرفان مؤخراً”.
وأكمل “عودة”: “توجه أثناء الاحتفال 4 أطفال لم تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، باتجاه منصة ودكة الوحدة، ويبدو أنهم قاموا ببعض الاستفزازات، حيث توجهت نحوهم وتمكنت من سحب أحدهم بعيداً عن جهة الفريق الضيف”.
وأضاف “عودة”: “هنا ثارت ثائرة بعض إداريي ولاعبي الوحدة، وبدأو بالهجوم على جمهور الكرامة القريب منهم، ورمي الكراسي باتجاه أعلى، كما ظهر بالفيديو، وحصل الاشتباك الذي لم يدم أكثر من 5 دقائق، وانتهى بتسجيل إصابتين في كل طرف”.
وأوضح “عودة”: “انتهى الإشكال هنا بين الجمهورين، بسبب سحب حفظ النظام لمشجعي الكرامة إلى خارج الصالة، وهنا بدأت المشكلة الأكبر بين جمهور وبعض كوادر ولاعبي الوحدة، وعناصر حفظ النظام، والتي شهدت تسجيل عدد من الإصابات بين الطرفين”.
وقال رئيس اتحاد كرة السلة طريف قوطرش لبرنامج “المختار” الذي يبث عبر “المدينة إف إم” وتلفزيون الخبر إن: “الجميع مسؤول عما جرى في صالة غزوان أبو زيد بحمص، وهو أمر نتحمله جميعا”.
وتابع “قوطرش”: “بحسب المعلومات فإن الإصابات بلغت 20 حالة، ليس من بينها حالات حرجة كما تم الترويج، إضافة لإعمال التكسير والشغب في المرافق الحيوية بالصالة، والتي استغرب التعرض لها في ما حصل”.
وأضاف “قوطرش”: “ربما علينا أن نعود للطريقة التقليدية وليست التطويرية في إدارة الأمور، ويبدو أن الحزم وحده هو الحل لضبط حالات الشغب في صالاتنا، مع التأكيد أن مسؤولية الحل ليست فقط لدى اتحاد السلة”.
وتابع “قوطرش”: “لابد من العمل على تفعيل دور عناصر أمنية معنية بضبط الأمن في الملاعب، وعندها وبخمسة عناصر من أمن الملاعب المدربين على خصوصيات الرياضة، يمكن الحد من الشغب، من خلال تزويدهم بكاميرات مراقبة توثق أي اعتداء، ليصار لمحاسبة مرتكبيه قضائيا”.
وختم “قوطرش”: ” هنالك توجه لدى اتحاد كرة السلة، بتفعيل دور كاميرات المراقبة، مع العمل على أن يقتصر الحضور الجماهيري في المباريات المتبقية بالدوري على صاحب الأرض فقط، لضبط الشغب الحاصل”.
ودخلت إدارة نادي الكرامة على خط الأزمة، مطالبين اتحاد السلة بمحاسبة اللاعبين والكوادر المتسببة بالشغب، بعدما ظهروا بشكل جلي في مقاطع الفيديو المتداولة عبر “فيسبوك”، وتأمين الحماية الكافية للفريق، قبل مواجهة الوحدة في اللقاء الفاصل.
وطالبت إدارة الكرامة المعنيين بالاتحاد الرياضي العام بمحاسبة رئيس نادي الوحدة أنور عبد الحي، عقب ما يتداول عن إساءته لمدينة حمص وأهلها خلال اللقاء، بعد أقل من شهرين على واقعة مشابهة، كان “عبد الحي” بطلها، في لقاء تشرين والوحدة بدوري كرة القدم.
واتهمت إدارة الكرامة عدة لاعبين في الفريق البرتقالي بالتهجم على مشجعي النادي، كان أبرزهم التونسي محمد حديدان، الذي تعرض لانتقادات عدة، كونه ضيف في سوريا أولا، ولكونه لاعبا محترفا يجب أن يكون مثالا في الانضباط والأخلاق.
وسبق لاتحاد كرة السلة أن عاقب مدير فريق الأهلي فراس المصري، بسبب تصرفات مسيئة خلال لعبة الجلاء، قبل أن يخرج “المصري”، بتصريحات يؤكد فيها تقبله للعقوبة، وبإنه كإداري ولاعب سابق، كان عليه أن يكون أكثر هدوءا وانضباطا، كون تصرفاته مؤثرة، وقد تقود لمالا يحمد عقباه.
يذكر أن العديد من حالات الشغب في دوريي القدم والسلة، جرى تطويقها بفعل حكمة اللاعبين والإداريين، ومساهمتهم كقدوة للمتابعين، وبصفتهم الطرف الأعقل والأكثر احترافية، في ضبط المشكلة وإيقافها، لا تفاقهما والسير وراء الشعور الجمعي، بشكل غير قيادي.
تلفزيون الخبر