يوم سوري جديد مزدحم برفع أجور الاتصالات
استفاق السوريون على سلسلة قرارات برفع “تعديل” أجور الاتصالات وخدمات الانترنت سواء الخاصة بالشركة السورية للاتصالات أو شركتي “MTN” و”سيريتل”.
واعتاد المواطنون على تمهيد يكون قبل يوم أو اثنين من قرارات “تعديل” الأجور عبر تصريحات من قِبل المعنيين تُجهز الأرضية للقرارات.
وغاب هذا “التكتيك” هذه المرة ليحل محله ذكاء المواطن في استشراف الأمر عبر لمسه لتردي واقع الخدمات “المُعدل” أجورها خلال الفترة الماضية ليتوقع ذلك بنفسه اعتماداً على سرعة بديهته ومعرفته من أين “تشرق شمس بلادنا”.
وحاول السوريون التعليق على هذه القرارات لكن بشكل “رصين” بعيد عن السخرية من الحال الذي وصلت إليه البلاد ليس لشيء بل لكون “قانون الجرائم الالكترونية” يقف “بالمرصادي” أمام كل من تسول له نفسه تناول القرارات الرسمية.
وتتحجج شركات الاتصالات العامة منها والخاصة حينما ترفع “تعدل” أجور خدماتها بأن ذلك سيكون حرصاً على على تحسين جودة الخدمة وأنه لن يؤثر على أصحاب الدخل المحدود.
وتساءل وائل (طالب جامعي) في معرض حديثه مع تلفزيون الخبر “كيف يمكن ألا تؤثر هذه الارتفاعات على أصحاب الدخل المحدود فمن غير هذه الفئة تستخدم الهاتف الثابت وكيف يمكن للجامعيين من هذه الفئة أن يستخدموا الانترنت في دراستهم بعد أن أصبحت خدمات النت عبر الجوال تحتاج لراتب كامل يحلم الجامعي أن يتقاضاه بعد تخرجه”.
وقال سامر (خريج معلوماتية) لتلفزيون الخبر “تحسين الجودة هي الجملة الرنانة التي ينطوي تحتها تعديل الأجور كما يحب المعنيون تسميتها لكن الجودة تتراجع أضعاف بعد كل قرار سواء في الشركات الرسمية أو الخاصة فأين تذهب أموالنا التي تؤخذ في سبيل هذه التحسينات”.
وتخوفت شيرين (موظفة) من تبعيات هذه التعديلات وذلك خلال حديثها مع تلفزيون الخبر “بعد رفع الأجور منتصف العام الماضي تخلصنا من حجة أعطال الأكبال البحرية لكن فقدنا معها الانترنت بشكل شبه كامل حتى في مجال التغطية الخلوية صرنا إذا ما رغبنا باجراء مكالمة مهمة نقوم بعدة محاولات قبل موعدها حتى (نلقط) الشبكة والخوف اليوم أن نحتاج للحمام الزاجل لنتواصل مع المحيط داخل البلاد وخارجها”.
واعتبر سعد (طالب إعلام) في إجابته مع تلفزيون الخبر حول فائدة هذه القرارات أنها “رزق على البارد المستريح” لوسائل الإعلام المحلية في ظل جمود الواقع السوري وكثرة المحددات الرقابية التي أصبحت تؤطر العمل الإعلامي.
سؤالين لابُد من طرحهما..؟
هل هذا “الرفع” أو “التعديل” سيضمن تحسن الخدمات واستمراريتها وفي حال العكس من سيتحمل خسارة السوريين لأموالهم في سبيل ارتفاعات لا فائدة منها سوى إرهاق “جيبة” المواطن؟
من سيضمن بعد تحصيل الأموال عدم سماع تبريرات اعتاد السوريون عليها وحفظوها عن “ظهر قلب” تتعلق بسوء وضع الكهرباء وخطة ادخال الطاقات البديلة أو تلك التبريرات المتعلقة بسرقة الأكبال؟
يذكر أن الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد أعلنت الأحد عن رفع أجور الانترنت والاتصالات بمتوسط زيادة 50% بعد طلب من شركتي “mtn” و”سيريتل” وذلك يدايةً من الأول من حزيران 2022.
كما أعلنت الشركة السورية للاتصالات عن قائمة الأجور الجديدة لبعض خدمات الهاتف الثابت وخدمات الإنترنت “تراسل” المعتمدة من الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد من 1/6/2022.
وبعد ساعة من صدور القرارات أعلنت “سيريتل” عن “تعديل” في أجور مكالماتها بحيث أصبح سعر الدقيقة الخلوية للخطوط مسبقة الدفع 27 ليرة سورية بدلاً من 18 وللخطوط لاحقة الدفع 23 ليرة بدلاً من 15 وسعر الميغابايت خارج الخدمة 17 ليرة.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر