قبل مبابي..لاعبون فضلوا الأموال على المجد والعراقة
وضع الجناح الفرنسي كيليان مبابي حدا لمسلسله المكسيكي، والذي استمر سنوات عدة، تنقل فيها مصيره بين التجديد لباريس سان جيرمان، والانتقال لريال مدريد.
وأعلن النادي الباريسي السبت، تجديد عقد اللاعب المميز، حتى العام 2025، قاطعا الطريق على “الميرنغي”، بخطف اللاعب في اللحظات الأخيرة، لنهاية عقده مع باريس سان جيرمان.
ورضخ “مبابي” لاغراءات المال والنفوذ، التي مورست عليه من قبل ملاك باريس القطريين، ليوقع وفق صحيفة “ماركا” بمبلغ 300 مليون يورو صافية لجيبه كمكافأة تجديد العقد، وبراتب سنوي 100 مليون يورو، أي أن الموسم سيكلف النادي الفرنسي 200 مليون يورو لجيب اللاعب.
وفضل “مبابي” البقاء بالدوري الفرنسي ذي التنافسية الضعيفة، والشهرة الإعلامية الأقل من الدوري الإسباني، وعظمة اللعب بالنادي الأفضل أوروبيا، ريال مدريد، سعيا وراء نفوذ متعاظم في باريس، وأموال هائلة سيجنيها، بشكل شبه مضاعف، عن أموال مدريد.
ولم يكن النجم الفرنسي أول لاعب يختار السعي وراء الأموال فقط، دون الأخذ بالاعتبار الالتفات لبناء المجد الرياضي مع أندية عريقة تاريخيا، وسبقه في لعبة الأموال والإثراء، العديد من لاعبي كرة القدم.
وبعدما قاد السويدي زلاتان إيبراهيموفيتش، ميلان للتتويج بالدوري الإيطالي 2011، قرر الهداف الشهير بعد ذلك بعام، التوجه نحو الأموال الخليجية في باريس سان جيرمان، والتخلي عن مواصلة المجد، مع فخر إيطاليا في أوروبا.
بيد أن “إيبراهيموفيتش” عاد لاحقا وهاجم تجربة باريس سان جيرمان عموما، متهما إياهم بضعف العقلية التنافسية، وبإن تاريخ النادي بدأ على يديه، وبأنه اضطر للذهاب لباريس مرغما، دون أن ننسى تغريدته الشهيرة، حول “أنه أهم من برج إيفل في فرنسا”.
وفي حين كان تشيلسي يبدأ مشواره الجديد في عالم المال والأعمال، ويخطو خطواته الأولى بمجال المنافسة المستدامة بفضل الأموال الروسية، تمكن النادي اللندني، من إغراء آشلي كول من أرسنال، للانضمام لصفوفه، والتخلي عن شغف التواجد بناد تاريخي، غريم لناديه الجديد.
وبعدما تمكن تشيلسي من بناء خطوات ناجحة بعالم كرة القدم، ذاق “البلوز”، من ذات الكأس التي أذاقوا علقمها للأندية الأخرى، مع رحيل نجمهم البرازيلي أوسكار سنة 2016، للنشاط بالدوري الصيني المغمور فنيا، والسخي ماديا.
وتخلى رحيم ستيرلينغ عن الاستمرار مع فخر إنكلترا في المسابقات الأوروبية ليفربول، لمصلحة الالتحاق بمشروع مانشستر سيتي، وأمواله الخليجية، في فترة مبكرة من العهد الإماراتي في النادي الإنجليزي.
وسبق “ستيرلينغ” لتلك الخطوة، البرازيلي الموهوب روبينهو، والذي غادر ريال مدريد صيف 2008، للانتقال لصفوف “السيتي”، في أولى سنوات بداية الإنفاق الإماراتي على النادي، والانتقال من المرحلة المغمورة، للمرحلة التنافسية.
وإلى “السيتي” أيضاً، انتقل كارلوس تيفيز، مهاجم مانشستر يونايتد، الغريم اللدود “للسيتيزنس”، وكبير إنكلترا، سنة 2009، تاركاً عراقة “الشياطين الحمر”، لمصلحة ثراء المشروع السماوي.
وندم جناح أتلتيكو مدريد، كاراسكو، على خياره التوجه للدوري الصيني، حيث الأموال، ومغادرة وصيف أوروبا لمرتين خلال 3 سنوات، ليعود ويلتحق مجدداً بمشروع “سيميوني” المستمر في أتلتيكو مدريد.
وفي حين كان برشلونة يبني حلمه ومشاريعه المستقبلية، على ثنائية نيمار وميسي، ويرى فيهما خير خلف “نيمار”، لخير سلف “ميسي”، لناحية الأسطورية في النادي، تلقى النادي الكتلوني على حين غرة، ضربة قاصمة.
وغادر “نيمار” صفوف القطب الإسباني الثاني في البلاد، لصفوف باريس سان جيرمان، بصفقة انتقال قياسية وصلت ل222 مليون دولار لحساب برشلونة، عدى ما سيناله اللاعب من اغراءات برواتبه ومكافأته.
وسار ميسي لاحقا في العام 2021، على خطى “خليفته”، ليلتحق أيضاً بمشروع الأموال والثروات الباريسي، بعد أقل من عام على إعلان رغبته بالرحيل حين أخطر إدارة النادي سنة 2020 بذلك، وقبل ظهور مشكلة تجديد عقده مع الاتحاد الإسباني بأشهر، ليرفض أن يكون واحداً من عدة لاعبين، طوبهم المجد لوفائهم المطلق لناديهم.
وما بين هؤلاء النجوم تحضر عدة قصص عن لاعبين فضلوا الانتقال إلى حيث المشاريع الناشئة والوفيرة المال، على حساب أندية عريقة كانت تريدهم، أو كانوا ينشطون في صفوفها، كتجارب “هالك” و”خاميس رودريجيز” مع بورتو والانتقال توالياً، لزينيت الروسي، وموناكو الفرنسي.
يذكر أن ريال مدريد يستعد لمواجهة ليفربول السبت المقبل في ملعب “سان دوني”، بالعاصمة الفرنسية باريس، في نهائي دوري أبطال أوروبا، بحثاً عن تتويجه الرابع عشر بالبطولة القارية.
تلفزيون الخبر