“وقفة شكر وكلمة حب”…في ختام الأسبوع العالمي للتمريض
يحتفل العالم كل عام بالأسبوع العالمي للتمريض الذي يبدأ من 12 أيار حتى 19 أيار للإشارة إلى وظيفة وإسهامات وإنجازات الممرضين بالإضافة للصعوبات والاشكاليات التي يعاني منها الممرضون في عملهم ذو الطبيعة الإنسانية المهنية.
وقال الممرض الإسعافي بهجت حمدوش لتلفزيون الخبر إن التمريض مهنة إنسانية وسامية كبيرة جداً، هذه المهنة التي أضحت أكاديمية بالمعنى الحرفي للكلمة حيث تفرّع منها مدارس ومعاهد وكلّيات تخرّج دفعات من الممرضين في سبيل خدمة الإنسان.
وتابع “حمدوش”: المريض عندما يكون بحاجة لأي دعم معنوي ودعم تمريضي من أجل الشفاء، هنا يكون التمريض “مهنة رسولية”.
وأضاف “حمدوش”: التمريض غدا الآن أكاديمي اختصاصي، حتى أضحى له الكثير من المجالات فمثلا “فنّيو الأشعة” و”فنّيو التخدير” و”فنّيو العلاج الفيزيائي” و”فنّيو صناعة الأسنان” بالإضافة للكثير من المجالات التي تدخل بعلم التمريض.
ونوّه “حمدوش”: الكادر التمريضي في سوريا قدّم خدمات جليلة خاصة أيام الأحداث الأليمة التي عصفت ببلدنا، فالتمريض شكّل جيش قدّم أقصى طاقته ومجهودات كبيرة جداً لمساعدة الأطبّاء في تقديم كافة الخدمات للمصابين.
وأشار “حمدوش” إلى أن التمريض غدا ثقافة مجتمعية فمثلا أي انسان يجب أن يكون لديه في منزله صيدلية إسعافية تحوي “بلاستر” و”شاش” و”قطن” و”يود معقِّم” و”سافلون”، فكل إنسان معرّض لأي حالة طارئة في منزله، أو عند جاره، أو مجتمعه.
وأضاف “حمدوش”: الممرضون إحدى أبرز صفاتهم أنهم إجتماعيون مع الوسط المحيط، فالتمريض مهنة إجتماعية من حيث أن الممرض معرّض يومياً لزيارة مريض أو أهل مريض أو متابعة المريض في منزله من “تغيير ضماد” مثلاً أو “تعليق سيروم” أو “زرق أبر” وتنفيذ تعليمات الطبيب بحذافيرها.
وأشار “حمدوش” إلى أن الكادر التمريضي ممكن أن يكون مظلوم بعض الأحيان، فالمفروض الاهتمام به بدرجة أكبر، ومنحه حوافز، ومساعدات، وميزات بالرواتب، وميزات بنقابات التمريض، خاصة أن الكادر التمريضي يتعامل مع أخطر الأمراض والجائحات.
وأردف: يجب أن يكون للكادر التمريضي ساعات محددة للعمل، ونظام المناوبات والعمل يجب أن ينضبط أكثر بسبب الضغط الكبير في ساعات الدوام ما بين القطّاعات الطبية، خاصة أن الممرض يتابع عمل الطبيب وهو بتماس مع المريض أكثر من الطبيب.
وأضاف “حمدوش”: الكادر التمريضي خاصة العاملين مع العصب الإسعافي والعنايات المشددة والعمليات التي يمكن أن تستغرق 8 ساعات، هؤلاء يتعرّضون للإرهاق لأنهم يجب أن يكونوا بصحوة دائمة، وواعيين لجميع الحالات الطارئة
وختم “حمدوش” بالتوجّه بالشكر للكادر التمريضي سواء بالمشافي العامة أو الخاصة الذي يُشكر على جميع جهوده.
بينما قال أخصّائي العناية المشددة وأقسام العزل الممرض سامر محمد لتلفزيون الخبر إن “التمريض هي مهنة إنسانية نفسية بالمطلق، أكثر من كونها خدمة علاجية، فالممرض بالنسبة للمريض حالة نفسية، فالمقاربة العلاجية تمتزج بالنفسية وذلك يجعل المريض يتقبّل أكثر”.
وأضاف “محمد”: الممرض يعاني من محدودية الوقت فهو على أقل تقدير يجب أن يلبّي احتياجات عمله في المشافي بالإضافة لاحتياجات الحيّ الذي يسكنه لأن هذه المهنة إنسانية أكثر من كونها علاجية.
وذكر “محمد”: ممرض العناية المشددة يختلف عن ممرض الأقسام الأخرى بوجوب شمول معلوماته الطبّية بشكل أوسع، وخدماته الطبية أكثر، ومعلوماته عن الأجهزة مثل “المنافس” أكبر، ومثلاً أن يكون على دراية بالتخدير، وأن يكون ملازم للمريض، وسرعة ومرونة تعامله مع الحالات الطارئة.
وتابع “محمد”: التدبير الإسعافي هو لممرض العناية، أمّا “الممرض الطابقي” يبقى مريضه مرتاح، وأقسى ما يمكن أن يتعرّض له مريضه ارتفاع الحرارة أو “نوبة اختلاج”.
وأضاف “محمد”: أمّا ممرض العناية بلحظة يمكن أن يصبح لدى أحد مرضاه “تثبط تنفّس” أو “إنعاش قلبي رئوي” أو “توقّف قلب”، وهنا الممرض يجب أن يتعامل بشكل سريع ومباشر مثل “التنبيب” أو “وضع على المنفسة” أو الكثير من الخطوات التي تحتاج خبرة كبيرة.
وبالنسبة لممرضين أقسام العزل قال “محمد”: بالنسبة لتعاملنا مع أقسام العزل بالإمكانيات الموجودة كان الإيمان واليقين هو سلاحنا، اليقين أنه “لن يصيبنا إلا ما كتب لنا” لأن الإمكانيات كانت جداً محدودة بالنسبة للباس الخاص بالعزل وبالنسبة للتجهيزات المتوفرة، وبالنسبة للأدوات المستخدمة بالتعقيم وغيرها.
وأضاف محمد: الصعوبات كانت بالكمّ الهائل من المرضى الذين كانو يتوافدون، فمثلاً مشفى الباسل كرم اللوز بمحافظة حمص كان الأول الذي افتتح قسم للعزل لذلك كان التوافد عليه فقط، قبل أن تقوم مشافي أخرى بافتتاح أقسام عزل.
وتابع “محمد”: محدودية الإمكانات كانت من الصعوبات البارزة التي تواجهنا فكان هنالك صعوبة مثلا في تأمين سرير، خاصة عندما تكون الأسرّة محجوزة بالمرضى بشكل كامل.
وأضاف محمد: فمثلا يأتي إلينا مريض أكسجته دون الخمسين بالإضافة للهاث وزرقة، فهنا أصعب ما يواجهنا إخباره بأنه لا يوجد مكان، بالإضافة للتعامل مع الحالة إسعافياً لبينما تأمين مكان في مشفى آخر.
وتابع “محمد”: عانينا من موضوع التمييز بالدوام حيث كان الالتزام ٢٤ ساعة فقط بالأسبوع، لكن نتيجة قلّة العناصر، اضطررنا للالتزام بالكثير من الأيام.
وذكر “محمد”: واقع التمريض في البلد سيء بكل معنى الكلمة بالنسبة لطبيعة العمل، والأجور جداً متدنّية بالنسبة للخدمة التي تقدّم سواء بالقطاع العام أو بالقطاع الخاص، بالإضافة لقلّة الإمكانيات المتوفّرة.
وأضاف “محمد”: ساعات العمل في الأسبوع كثيفة حيث تصل إلى 5 أيام كاملة في الأسبوع، ليلاً نهاراً، مع التنسيق بين دوام المشافي الخاصة والمشافي الحكومية.
وعن الفئات العمرية التي ترد إلى أقسام العنايات في الوقت الراهن ذكر ممرض العناية المشددة: الفئات العمرية متفاوتة، فمثلا الأمراض العصبية غالباً تكون أعلى من 45 عاماً، أمّا الحالات القلبية تردنا “احتشاءات قلبية” بعمر مبكّر، وتسممات أطفال التي هي قليلة وناجمة غالباً عن تسممات دوائية.
وختم “محمد” بالتأكيد على أن حقيبة الممرض يجب أن تكون خزانة بمعنى الكلمة، فمثلا أحياناً تكون بمهمة لإعطاء مريض “إبرة”، وفجأة تنخفض أكسجته ويتثبط التنفس لذا يجب توفر جهاز لقياس الأكسجة والضغط وممكن أن تحتاج لأدوية انعاش قلبي رئوي بشكل كامل، فالحقيبة يجب أن تكون مستوفاة بكل الضروريات لأنها في وقتها توازي “حياة”.
يذكر أن الأسبوع العالمي للتمريض هو لفتة عالمية لإظهار الامتنان تجاه الممرضات والممرضين على اختلاف اختصاصاتهم، لأن نظام الرعاية الصحية غير مكتمل بدون تعاونهم وخدمتهم وبدون انسانيتهم.
حسن الحايك_تلفزيون الخبر