“زرعت وردة شاميّة بحديقة منزلها فأثمرت لها حبّاً”.. “وجيها صالح” تحوّل منزلها إلى باقة زهور
تختلف رائحة الوردة الشاميّة في حديقة الموجهة الإداريّة والخيّاطة وجيها صالح (59 عاماً)، عن سواها، فهي تفوح بالمحبة والصبر والعطاء.
بدأت مشروعها منذ عدة سنوات في مدينة بانياس الساحلية، حيث عملت على زراعة 1 دنم تقريباً من محيط منزلها بمسارات منظّمة من الأزهار، وبأنواعها المختلفة بغية تقطيرها واستخلاص المواد العطريّة منها، لجمالها وحبها للورود من جهة، ولتأمين دخل مادي إضافي يساعد في العيش حياة كريمة.
وأشارت “صالح” في حديثها لتلفزيون الخبر إلى أن فكرة المشروع بدأت منذ أكثر من عشر سنوات لأنها تحب الورود والطبيعة الجميلة وتريح النفس، حيث زرعت أنواع شتويّة وصيفيّة، ولكنّها ركّزت على الوردة الشاميّة لما لها من أهميّة وفائدة.
وزرعت “صالح” الوردة الشامية باختلاف أصنافها من الأصليّة والبلدية إلى الملفوفة وذات اللون الزهري الفاتح التي تتميّز برائحتها القوية، الأمر الذي دفعها إلى تسميتها (روح الوردة الشامية)، إضافة لزراعة أنواع عديدة غيرها مثل الورد الجوري والغاردينيا والروز ماري والعطرة، بحسب تأكيدها.
وأضافت “صالح”: “الوردة الشامية أساسية لصناعة أدوات الزينة والعطور وأيضاً صناعة عصير ماء الورد، علماً أن كل نصف كيلو وصولاً إلى الكيلو بحسب جودة الورد يعادل 1 ليتر من ماء الورد، ومن الممكن خلط الوردة الشامية مع ورود أخرى، ولكنها تفقد بذلك جودتها”.
ونوّهت “صالح” إلى أن “زيت الوردة الشامية أغلى من الذهب وله استخدامات صناعيّة وطبيّة كثيرة، وكل من يقول إن زيتها متوفّر بأسعار مقبولة في الأسواق السورية فمادّته مغشوشة، لأن استخراج الزيت منها ليس سهلاً، ويحتاج لجهاز يسمّى (مصيدة الزيت)، الذي لم أستطيع تأمينه حتى اليوم”.
ويطلق على الوردة الشامية أيضاً اسم الوردة النيسانية لكثرة عطائها في نيسان، بحسب ما أكدت “صالح”، في حين ينقطع عطاؤها في فصل الصيف، ليعود في موسم ثانٍ بعد فترة قريبة، ولكن بأعداد قليلة، ناهيك عن أن رائحتها الرائعة تكثر في ساعات الصباح الأولى، وهو الوقت المناسب لاقتطافها “.
ولفتت “صالح” إلى أن “المشروع يستفيد منه قسم من الأصدقاء إلى جانب تلبية الكثير من الطلبات للأشخاص الذين يرغبون بالحصول على منتجات طبيعية نظيفة، حيث بلغ سعر نصف الليتر منها 10 آلاف ليرة سورية تقريباً”.
وعن تكلفة زراعتها، قالت “صالح”: “ياما جرح الورد أيادي حتى الغناينية.. إنها متعبة وتحتاج إلى العناية والتنظيف والتعشيب، حتى السماد فيها طبيعي ولا تدخل فيه مواد كيماوية”.
وأضافت “نضطر إلى شراء المياه أحياناً لسقايتها في حال عدم توفّرها، وتحديداً في بداية زراعتها بنهاية كانون الأول في منطقتنا”.
وشرحت “صالح” طريقة التقطير قائلة: “البداية تكون بقطف الأزهار من الحديقة وتنظيفها من الأوراق الخضراء، ثم وضعها في وعاء التقطير، وغمرها بالمياه، ثم إغلاق الوعاء بإحكام حتى لا تتطاير الزيوت العطرية، وإشعال نار هادئة تحته حتى بدء مرحلة الغليان، وبعدها تأتي عملية التبريد التي نصل عن طريقها لتكاثف البخار ثم يبدأ خروج ماء الورد”.
من جهة أخرى، انطلق مهرجان قطاف الوردة الشامية في قرية المراح – ريف دمشق، الخميس، 19 أيار الجاري، معبّراً عن أهميتها الاقتصادية والجماليّة والطبيّة، بعد تتويجها ضمن قائمة التراث اللامادي الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو عام 2019.
يذكر أن الوردة الشامية الأشهر بين الورود في العالم على مدى العصور، وذكرها العديد من الشعراء والكتّاب والمؤرخين مثل المؤرخ الإغريقي هوميروس، إضافة إلى الشاعرة الإغريقية سافو التي أطلقت عليها اسم (ملكة الأزهار)، كما ذكرها الكاتب والشاعر الانكليزي “شكسبير” في إحدى مسرحياته بقوله: “جميلة كجمال وردة دمشق”، ولم تغيب مطلقاً عن شعر نزار قباني.
كلير عكاوي – تلفزيون الخبر