فن مفعم بالألوان.. مهندسة سوريّة تطلق معرضها الأول للماندالا
أطلقت الشابة المهندسة نهى زيود معرضاً لفن الماندالا في المركز الثقافي بأبو رمانة في دمشق، والذي استمر من تاريخ 8 أيار الجاري لغاية الأحد 15 منه.
وتحدثت الشابة “زيود” لتلفزيون الخبر عن تجربتها الأولى من نوعها، كأول معرض فني يشتمل كلياً على لوحات الماندالا، وعن بداية طريقها مع هذا الفن.
وقدمت الشابة “زيود” 36 لوحة بمقاسات مختلفة والتي نفذتها خلال 5 أشهر، بالإضافة ل 4 قطع فخار و5 قطع من حجر البحر ضمن معرضها الخاص.
وتضم لوحات الماندالا بالمعرض نموذجين “تنقيط”، و”رسم”، وهي لوحات ماندالا زخرفية متنوعة، أدخلت عليها “زيود” بعض الرسومات الواقعية متل زهرة أو عصفور او امرأة.
وقالت “زيود” عن تجربتها: “كانت مغامرة ناجحة، ولاقت اهتمام كبير، و استطاعت جذب الناس، وكانت ردود الفعل إيجابية، ووصف الناقد التشكيلي” أديب مخزوم” لوحاتي أنها خارج التصنيف النقدي، وأدخلت البهجة على قلوب الناس”.
وَذكرت “زيود” أن القائم بالأعمال بالسفارة الهندية زار معرضها واعتبر أن مثل هذا العمل يساهم بتقريب الثقافات بين البلدين.
واستخدمت الشابة نهى الألوان بأنواعها (اكرليك، وأقلام جل، وتخطيط وتحبير) ، واستخدمت الكرتون والقماش المشدود والفخار وحجر البحر (الزلط).
وعن الصعوبات التي واجهتها، أوضحت “زيود”: “بالبداية استغرب الناس لهذا الفن، وبعض الانتقادات، لكونه كانت لوحاتي تميل للهندسة البحتة، لكن لاحقاً طورت مهاراتي وتجاوزت هذا العائق”.
وتابعت “زيود”: “بالإضافة لذلك، لم استطع تأمين كل الأدوات اللازمة مثل أدوات التنقيط، فلجأت لاستخدام أدوات من المنزل، بالإضافة لمكان سكني، وبعده عن المدينة”.
وأوضحت الشابة “نهى” أن فن الماندالا موجه لكل الفئات العمرية، ويفيد الأطفال، ويؤثر على شخصية الطفل إيجابياً، ويعالج مشكلة فرط النشاط والحركة وقلة الترتيب لديه.
وبالنسبة للكبار، أوضحت” زيود” أن: “فن الماندالا يعالج الضغط النفسي لديهم، لذلك اقترحوا علي إقامة دورات تدريبية للفئتين”.
وأوضحت “زيود” أن: “فن الماندالا هو فن مرتبط بجوانب الطاقة والروحانيات، لذلك يستخدموه للتأمل، إضافة إلى أنه ينشر البهجة ويعطي الشعور بالراحة النفسية نتيجة توازن الشكل و تنظيمه مما ينعكس إيجاباً على نفسية الإنسان”.
وأضافت “زيود”: “الماندالا فن جامع يشمل زخرفة ومنمنمات وألوان كثيرة، ويعتمد على الأشكال الهندسية، ويحتاج إلى الدقة والتركيز”.
وتابعت “زيود”: “لا يوجد حدود لفن الماندالا كونه يعتمد على الدائرة، والدائرة ممكن أن تمتد إلى مالا نهاية”.
وتصنف “زيود” فن الماندالا بين الواقعي والخيالي، وأوضحت ارتباط هذا الفن بعلوم أخرى منها” الفلسفة، وعلم النفس، والطب النفسي.
وأضافت “زيود” أن: “هذا الفن قديم جداً، وموجود نقوش تدل على وجود الماندالا بمناطق أخرى غير الهند بالعالم، ويشتمل هذا الفن على نقوش الإنسان القديم الذي يتفاعل من خلالها مع الكون”.
وتابعت الشابة نهى: “بالنسبة لبلدنا، هذا الفن غير مطروح كثيراً، ومعظم الناس لا يعرفوه كونه لم يدخل البلد لأواخر الألفينات، وعن طريق قلة قليلة من الشباب والصبايا”.
يذكر أن الماندالا هو فن قديم هندي المنشأ، يعتمد على الدائرة وتقسيماتها، ويسمى فن البهجة لكثرة الألوان التي يتضمنها، والجدير بالذكر أن الشابة “نهى” قامت بتعلمه ذاتياً عن طريق اليوتيوب.
بشرى سعيد – تلفزيون الخبر