“الحبُّ سيبقى”.. في ذكرى رحيل الشاعر الكبير نزار قباني
يصادف ال 30 من نيسان ذكرى رحيل الشاعر السوري الكبير نزار قباني الذي استطاع تحويل القصائد إلى حقول خزامى، واستطاع جعل الأحرف كالليلك الذي يتكدّس بالدروب وفق وصفه.
ولد الشاعر الراحل نزار قباني في حي مئذنة الشحم في دمشق لأسرة آل القباني، وكان واحد من أجداده هو رائد المسرح العربي أبو خليل القباني.
ومن خلال هذا المنزل في دمشق القديمة بدأت الحكاية، فهو نشأ في أحضان الجمال بين أزهار الفل والزنبق والنرجس والنارنج والياسمين والجوري الدمشقي، فطبعت هذه الأزهار كافة الألوان التي تعبّر عن جمالية المشهد الذي نقله الشاعر القباني في كلماته.
تعلّق القباني بفنون الحياة المختلفة مثل الرسم والتخطيط والموسيقا حيث تعلّم العزف على آلة العود، ولكن كان الشغف الأخير هو المسيطر على المشهد الذي هو الشعر، حيث افتتن القباني بأشعار الكبار أمثال قيس بن الملوّح وعمرو بن أبي ربيعة، وتكرّس الشعر لديه حين تعلّم أصوله على يد الشاعر الكبير خليل مردم بيك.
في عام 1941 بدأ نزار قباني دراسة الحقوق في جامعة دمشق وخلال دراسته أصدر أول ديوان له بعنوان “قالت لي السمراء”، وتخرّج من كلية الحقوق عام 1945.
التحق نزار قباني بعد تخرّجه من كلية الحقوق بالعمل في وزارة الخارجية السورية، وتنقّل بين عدّة عواصم مثل القاهرة ولندن وبكّين ومدريد، وكان تأثير اسبانيا عليه كبير كما ورد في العديد من قصائده مثل قصيدة “عيناكِ” عندما يقول “أحلى من زهرة غاردينيا في عتمة شعر إسباني”.
لاحقاً استقرّ قباني في بيروت وأسس دار نشر بإسمه، وتفرّغ لكتابة الشعر وكانت للحالة العربية تأثير كبير مثل نكسة حزيران حيث عبّر عنها في “هوامش على دفتر النكسة”، وحرب تشرين التي عبّر عنها في قصيدة “ترصيع بالذهب على سيف دمشقي”.
تزوج نزار أولاً من ابنة خاله “زهراء آقبيق” وأنجب منها هدباء وتوفيق، وزواجه الثاني كان من إمرأة عراقية هي “بلقيس الراوي” وأنجب منها ابنيه عمر وزينب، و توفّيت بلقيس إثر الحرب الأهلية اللبنانية.
أصدر الراحل قباني أكثر من 35 ديوان شعري منها “قالت لي السمراء”، “طفولة نهد”، “الرسم بالكلمات”، “كتاب الحب”، “هكذا أكتب تاريخ النساء”، “قصائد مغضوب عليها”، “هل تسمعين صهيل أحزاني”، وعدّة دواوين أثرت بقصائدها الحالة الشعرية العربية.
عانى الشاعر نزار قباني عام 1997 من تدهور في حالته الصحيّة، وبعد عدّة أشهر توفّي في 30 نيسان عام 1998، وأوصى أن يتم دفنه في دمشق، وهذا ما حدث حيث دفن في باب الصغير بدمشق، ورافقته جنازة حاشدة عبّرت عن مختلف أطياف السوريين الذين آمنوا أن الشعر يبدأ من دمشق حروفه.
رحل الشاعر نزار قباني مخلفاً وراءه العديد من الكلمات التي ثارت على “شرق السبايا والتكايا والبخّور”، غادر القباني ولكن قصائده بقيت حاضرة كالنقش على الحجر.
حسن الحايك_تلفزيون الخبر