الذكرى 107 للإبادة الأرمنية.. والأتراك مازالوا يُنكرون
يحيي الأرمن في 24 نيسان من كل عام ذكرى الإبادة الجماعية وعمليات الطرد التي قامت بها حكومة الاحتلال العثماني ضد الأرمن على أرضها خلال الحرب العالمية الأولى.
وارتكبت حكومة الاتحاد والترقي بحق الأرمن منذ منتصف 1914 عدة مجازر، إلا أن المتفق عليه لتاريخ بداية الإبادة هو 24 نيسان 1915 اليوم الذي جمعت فيه سلطات الاحتلال العثماني مئات من المثقفين وأعيان الأرمن واعتقلتهم ورحلتهم من إسطنبول إلى ولاية أنقرة حيث لقوا حتفهم.
وكما وسع بعض المؤرخين التعريفات للإبادة أيضاً لتشمل عمليات القتل الجماعي لعشرات الألوف من المدنيين الأرمن خلال الحرب التركية الأرمنية في عام 1920.
ونُفذت الإبادة على مرحلتين في المرحلة الأولى قُتل الذكور البالغون جماعياً، أما في المرحلة الثانية فأُجبرت النساء والأطفال والشيوخ على المشي في ما عُرف لاحقاً “مسيرات موت” حتى بادية الشام في عامي 1915 و1916، حيث تعرضوا لعمليات نهب واغتصاب وقتل دورياً.
وتشير التقديرات إلى أن عدد من أجبر على هذه المسيرات يتراوح بين 800 ألف حتى 1.2 مليون أرمني، وبأن 200 ألفاً منهم على الأقل كانوا لا يزالون على قيد الحياة في نهاية 1916.
وتتراوح تقديرات الوفيات حول العدد الإجمالي للضحايا الأرمن الذي قضوا نتيجة لسياسات حكومات الاحتلال العثماني بين عامي 1915 و1923 بين 800 ألف إلى مليون ونصف مليون نسمة، وتنحدر أغلب مجتمعات الشتات الأرمني حول العالم من ناجين من هذه الإبادة.
وتحدث بعض المؤرخين إلى أن الإبادة الجماعية للآشوريين ولليونانيين التي حصلت في تلك الفترة نفسها، كانت جزءاً من سياسة موحدة اتبعتها تلك الحكومات مع هذه المجموعات الإثنية.
وشيد الأرمن حول العالم أكثر من 135 نصباً تذكارياً موزعاً على 25 بلداً لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، أهمها النصب الموجود بالمتحف الوطني في يريفان عاصمة أرمينيا .
وتألف النصب من 12 بلاطة في شكل دائرة وهو ما يمثل 12 مقاطعة في تركيا طُرد الأرمن منها، وفي مركز الدائرة هناك شعلة ابدية يأتي مئات الآلاف من الناس سيراً على الاقدام إلى نصب الإبادة الجماعية ويتم وضع الزهور حول الشعلة الابدية.
في 24 نيسان 2015 أحيا الأرمن الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية، حيث دقت الكنائس الأرمينية في العالم أجراسها 100 مرة في الساعة 19:15 بتوقيت يريفان، وذلك تذكيراً بما جرى قبل 100 عاماً على يد قوات الاحتلال العثماني.
وأقرت منذ 2015 حكومات وبرلمانات من 29 بلداً بما في ذلك روسيا البرازيل فرنسا ألمانيا وإيطاليا وكندا، وكذلك 44 ولاية من الولايات المتحدة إلى جانب الأمم المتحدة بأن الأحداث التي حصلت للأرمن كانت إبادة جماعية.
وفي عام 2016 صادق البرلمان الألماني على قانون يقر بأن مقتل مليون ونصف أرمني على يد القوات العثمانية عام 1915 كان إبادة جماعية، الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقات الألمانية التركية.
وانضمت سوريا إلى الدول التي اعترفت رسمياً بارتكاب الأتراك جريمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الأرمني في 13 شباط من عام 2020، حيث صوت مجلس الشعب السوري بالإجماع على قرار “يدين ويقر الإبادة الجماعية للأرمن في الدولة العثمانية”.
ولم يعترف القانون الدولي بجريمة الإبادة الجماعية، إلا عام 1948 بفضل اتفاقية الأمم المتحدة التي عددت جملة من الأفعال تشكل جرائم “إبادة جماعية” إذا ارتكبت “بنية القضاء كليا أو جزئيا على مجموعة قومية أو أثنية وعرقية أو دينية”، وظهر مصطلح الإبادة الجماعية لوصف أحداث الإبادة الأرمنية وهي من جرائم الإبادة الجماعية الأولى في التاريخ الحديث.
يذكر أن الحكومات التركية المتعاقبة ومن ضمنها الحكومة الحالية لم تعترف باقتراف الاحتلال العثماني لجريمة الإبادة بحق الأرمن، بل يوجد في دستورها نصوص تُجرم كل من يدعم أو يحتفي بهذه الذكرى، إضافة لوضعها على لائحة توثيق علاقاتها مع الدول ضرورة عدم اعتراف الدولة بالجريمة التركية.
كما أن الحكومة الحالية تستمر في اتباع نهج أسلافها في الكذب والنكران، حيث تقوم حكومة أردوغان بنكران جرائمها في شمال سوريا من احتلال ونهب وسرقة وتقتيل وتهجير للمدنيين في مخالفة لجميع الأعراف الدولية.
تلفزيون الخبر