يزيد سعره عن 100 ألف ليرة.. تعرّف على الكمأ “نبات الرعد”
ما بين أسعارها المرتفعة وصعوبة الحصول عليها وقيمتها الغذائية العالية، ينتظر سكان عدة مناطق سورّية موسم “الكمأ” سنوياً، والذي يكون وفيراً كلّما ازدادت الأمطار والعواصف الرعدية.
وينتشر “الكمأ”، أو كما يعرف أيضاً “بنبات الرعد” أو “الفقع”، في البوادي والسهول والمناطق الجبلية ذات التربة الطريّة، ويظهر في فصل الخريف ومع بداية الشتاء، تزامناً مع بداية موسم الأمطار الرعدية.
وأوضح المهندس الزراعي ومستشار غرف الزراعة عبد الرحمن قرنفلة لتلفزيون الخبر، أن “الكمأ نوع من الفطور، وتظهر نتيجة التفريغ الكهربائي الذي تحدثه موجات الرعد. إذ تتحد ذرات نيتروجينية مع التربة، وتشكّل نوع من الأحماض الأمينية على هيئة كمأ”.
وبيّن “قرنفلة” أن “هناك محاولات عالمياً لاستنباته مخبرياً، لكنها لا تزال طور البحث، ولم تصل للتطبيق العملي، وهي تحتاج لأنواع خاصة من الترب الرملية التي تكون مفككة وتحوي مادة عضوية”.
وحول أسعاره قال أحد سكان منطقة القلمون محمد النفوري لتلفزيون الخبر، إنها “تتراوح هذا العام بين 100 – 125 ألف ليرة، إذ ارتفع سعره بسبب قلة الكميات، لأن الأمطار والعواصف الرعدية لم تكن وفيرة هذا العام”.
ويشير “النفوري”، إلى أن “الكمأ يشكّل مصدر رزق كبير للذين يقومون بالبحث عنه وسط البوادي والصحاري، وبيعه بأسعار مرتفعة، إما للأسواق المحلية، أو منه ما يتم تصديره إلى دول الخليج”.
ويضيف: “السكان المحليون يعرفونه من خلال دلائل معينة، حيث ينبت بالقرب من جذوع أشجار ضخمة، أو نباتات صحراوية، كما ينشأ ضمن تجمعات وتُحدِث تشققات في التربة”.
ويظهر الكمأ بعمق حوالي 5 – 15 سم تحت الأرض على شكل درنات تشبه البطاطا، ويترواح وزن الحبة بين 30 – 300 غرام.
ويعتبر من الأطعمة الصحراوية، التي تشبه اللحم بتركيبها، وكبد الخاروف بطعمها، ووفقاً للمهندس الزراعي “قرنفلة”، فإنه “يحتوي حوالي 9% بروتين، و13% نشويات، و1% دهن”.
ويتابع “قرنفلة”: “يتضمن تركيبها معادن، كالفوسفور، الصوديوم، الكالسيوم، والبوتاسيوم، بالإضافة لفيتامين باء 1، 2، وفيتامين A”.
وأورد “قرنفلة” أن القيمة الغذائية للكمأ تتركز بحوالي 20% من وزنها، وتعتبر مخزناً للحديد والكالسيوم بشكل أساسي، ويعتبره البعض مساهماً في علاج تشقق الشفتين وهشاشة الأظافر واضطراب الرؤية”.
يذكر أن الكمأ يظهر بكثرة في السعودية والكويت والأردن والأنبار غرب العراق، وبادية السماوة جنوب العراق، والبادية السورية، وشمال أفريقيا، ويعتبر الكمأ الموجود في منطقة السخنة ببادية حمص، وما حولها من أجود الأنواع في العالم.
وهاج عزام – تلفزيون الخبر