قرية في بانياس بلا مدرسة والطلاب تائهون بين “عقود الإيجار” والحلول البديلة
اشتكى عدد من سكان “المنزلة” بريف بانياس عبر تلفزيون الخبر عدم وجود مدرسة ابتدائية في القرية تعود ملكيتها للحكومة، واحتماليّة أن يبقى أطفالهم بدون تعليم في حال لم يتوفّر عقار بديل عن البناء الحالي الذي تمّ إخلاءهم منه، أو نقل الطلاب إلى مدرسة أخرى في قرية مجاورة، بحسب الأهالي.
وقال أحد المُشتكين لتلفزيون الخبر: “لا يوجد مدرسة ابتدائية في قريتنا التي لا تبعد عن مدينة بانياس أكثر من 3 كيلومترات، وتقع ضمن حدودها الإدارية، وتعتبر من أحيائها”.
بهذا الخصوص، قال مختار “المنزلة”، معين مرهج، لتلفزيون الخبر”منذ حوالي 10 سنوات تقدّمنا بطلب إلى تربية طرطوس بوجود أرض مشاع بالقرية موضوع اليد عليها من قبل أحد الأهالي، ويمكن تشييد المدرسة عليها”.
وتابع “كان هذا الأمر مُتاحاً والأرض شاغرة حتّى حوالي 4 سنوات مضت، ليأتي ردّهم لاحقاً أنّ المكان غير مناسب لبناء مدرسة نظراً لتكلفته العالية”.
وأضاف المختار: “التربية تطلب من الأهالي تقديم أرض لها لتقوم ببناء المدرسة فوراً، ونحن كأهالي القرية أكبر ملاك منّا يمتلك 500 متر فقط كحد أقصى أمام بيته، فهذا خيار غير مُتاح”.
وأوضح “لا أحد منّا لديه دونم أرض ليقدّمه للمديرية لتقوم ببناء المدرسة، ولا يوجد مخطط تنظيمي أساساً ليتم الاستملاك من قبل البلدية”.
وتابع مختار قرية “المنزلة”: “تستطيع الدولة اختيار أي عقار ملائم واعتماده لبناء المدرسة.. كونه يخدم المصلحة العامة، ونحن ضمن الحدود الإدارية لمجلس مدينة بانياس”.
وأشار المختار إلى أن: “بناء المدرسة الموجود حالياً هو عبارة عن عقدي إيجار، عقار قديم وآخر حديث، العقار الحديث من الشهر السادس العام الماضي انتهى عقده، وصاحب العقار يقدّمه بشكلٍ مجاني للتربية بدون أي مقابل”.
وأضاف “مرهج”: “يوجد عقارات بديلة في القرية، لكن الناس لا توافق على التأجير بظل التعقيدات والإجراءات التي يتم فرضها عليهم، فهناك مخاوف من قبل الأهالي بسبب تعقيد الإجراءات، إضافةً إلى أن رسوم الإيجارات التي يدفعونها غير مقبولة”.
وتابع المختار: “منذ أسبوع.. أخبروننا من التربية وعن طريق البلدية أن لدينا فترة وجيزة لتأمين عقار بديل ليتم استئجاره من قبل المديرية أو سينقلون طلاب المنزلة إلى مدرسة حي طيرو المجاورة، علماً أنّ الطريق إلى طيرو غير مخدّم بالمواصلات”.
حلول التربية
من جهته، قال مدير تربية طرطوس، علي شحود، لتلفزيون الخبر: “لا يوجد أي مشكلة أو تعقيدات بموضوع تسديد الإيجارات لأصحاب العقارات، نحن نسدد في إطار نظامي، ووفقاً لما ورد في نص العقد”.
وأضاف “شحود”: “نحن أمام ثلاث خيارات، وضعناها أمام الجهات الرسمية والمجتمع، آخرها سيكون نقل طلاب المنزلة إلى مدرسة حي طيرو المجاور، وهذا إن حصل فلن يكون قبل نهاية العام الدراسي الحالي، حينها لن يكون لدينا خيار آخر، علماً أنها أقرب مدرسة، ولا تبعد أكثر من كيلومتر ونصف”.
وتابع مدير التربية: “الخيار الأول إيجاد عقار بديل عن طريق المختار والفعاليات لنقوم باستئجاره، والثاني تخصيص مكان عن طريق المخطط التنظيمي لبناء مدرسة علماً أن هذا غير ملحوظ بالمخطط أو التبرّع بمكان للتربية من قبل الأهالي لنقوم ببناء المدرسة على الفور”.
وحول عقارات المدرسة الحالية وأسباب الإخلاء، قال “شحود”: “المدرسة قسمان عقار قديم ليس بإمكانهم إخلاءنا منه إلّا أنه يتم التضييق بموضوع الخدمات، والثاني حديث يحق لصاحبه الإخلاء وفق شروط العقد وتمّ ذلك، والجزء القديم المُتاح هو عبارة عن غرفتين فقط”.
يُذكر أنّ أصوات أهالي طرطوس ارتفعت خلال السنوات الماضية في التجمعات السكنية المكتظة لاسيما مناطق التوسّع مطالبةً بتشييد مدارس جديدة لتدارك التوسّع المناطقي والسكاني، بينما تتوالى الشكاوى حول إهمال ترميم وتأهيل المدارس سواء لناحية الجدران، الحمامات، الدهان، أو النوافذ.
يُشار إلى أن خطة صيانة واستبدال وتجديد أبنية التعليم في طرطوس لعام 2022 ستشمل 370 مدرسة، “بكلفة تقديرية تصل إلى 11 ملياراً، لكن لن يتم الموافقة إلّا على جزء بسيط منها بسبب محدودية الإمكانيات”، بحسب تصريح سابق لرئيس دائرة التخطيط في مديرية تربية طرطوس.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر