في ذكرى رحيل الأديبة السورية إلفت الإدلبي.. و”دمشق يا بسمة الحزن”
يصادف الثلاثاء 22 آذار ذكرى رحيل الأديبة السورية الكبيرة إلفت الأدلبي وذلك في عام 2007.
ولدت الأديبة الراحلة لأبويين دمشقيين في أحد أعرق أحياء دمشق “حي الصالحية” في عام 1912.
ودرست الأديبة “الإدلبي” في ما يسمّى مدرسة “تجهيز البنات” ب دمشق، ومن ثم انتقلت إلى مدرسة “العفيف” العريقة في دمشق، قبل انتقالها عام 1927 إلى “دار المعلمات” وكان أحد أبرز أساتذتها هو الراحل “صادق النقشبندي”.
ونتيجة الدمج بين الثقافة والانتماء الدمشقي والمراحل التعليمية والحقبة السياسية والاجتماعية التي مرّت بها البلاد، تشكّلت للأديبة إلفت الإدلبي حالة من تأريخ الحالة الاجتماعية للبلاد ما شكّل حافز لتسطير الأدب على شكل روايات ومقالات وقصص للناشئة وضّحت معالم دمشق.
وحفل قرطاس الأديبة الراحلة “الإدلبي” بالكثير من الأعمال الهامة على صعيد الأدب السوري، حيث قامت بتأليف روايتها “قصص شامية” عام 1954.
وشكلت رواية “قصص شامية” خطوة هامة في مسيرة “إلفت الإدلبي” إذ أرسلت قصتها إلى مسابقة في الإذاعة البريطانية لتفوز بجائزة أفضل قصة في الوطن العربي.
وقامت “الإدلبي” في عام 1963 بتأليف عملها الأدبي الذي أحدث صدى كبير على مستوى الصحافة والذي كان بعنوان”وداعاً يا دمشق”، ومن ثم كتاب “المانوليا في دمشق”.
وفي عام 1974 قدّمت الأديبة “الإدلبي” أحد أبرز دراساتها الموسوعية التي أرشفت لعصور خلت بعنوان “نظرة إلى أدبنا الشعبي”.
أمّا الرواية التي وصّفت الحالة الانتمائية لمجتمع كامل وبطريقة سرد موصوفة لواقع مغرق بالدمشقية كان بعنوان “دمشق يا بسمة الحزن”.
ونقتبس من هذه الرواية هذه الجملة الماضية الحاضرة وكأنه قدر هذه المدينة بقلم إلفت الإدلبي “دمشق بعد الكارثة الرهيبة حمامة وادعة تطوي الجناح على الكسر وتظل صامدة بإباء وشموخ. دمشق يا بسمة الحزن. يا جمّالة الأسى”.
وتتحدّث الرواية عن فتاة من عائلة دمشقية اسمها “صبرية” ولدت في ظل الاستعمار الفرنسي للبلاد وكانت تعاني من عقلية المجتمع المتعصّب، ولكن شقيقها “سامي” كان يرفض هذا التعصّب الذي قيّد المجتمع والمرأة بشكل خاص.
وتتابع الرواية المغرقة في رمزيتها بفاجعة استشهاد “سامي” على يد الاستعمار الفرنسي، في اسقاط عظيم على أن التحرر الفكري هو عدو لأي استعمار، فكانت “دمشق يا بسمة الحزن”.
وألّفت الأديبة الراحلة العديد من الروايات والدراسات مثل “حكاية جدي” و”نفحات دمشقية”، و”عصي الدمع” التي تحولت إلى عمل تلفزيوني قبل عدة سنوات.
ورحلت الأديبة إلفت الإدلبي عن عمر ناهز 95 عاماً بعد أن سجّلت الواقعية في أكثر أعمالها وسجّلت اسمها كواحدة من أكبر الأديبات العربيات اللاتي أثبتن للبشرية إنها لا تستطيع الطيران بجناح واحد.
حسن الحايك_تلفزيون الخبر