بعد السجال الروسي الأوكراني على “الحياد”.. ما هي الدول المحايدة؟

اقترح المسؤولون الروس أن يكون خيار تحوّل أوكرانيا لدولة محايدة، هو الحل الوسط خلال المباحثات الجارية بين الطرفين حتى يتم إنهاء الاشتباك بين البلدين.

وقال الكرملين بحسب وسائل إعلام عالمية أن “خيار إنشاء دولة منزوعة السلاح بجيشها الخاص في أوكرانيا كالنمسا أو السويد هو بمثابة حل محتمل في المحادثات مع كييف”، بينما رفضت أوكرانيا الفكرة مطالبةً “بضمانات أمنية” بوجه موسكو.

ما معنى مصطلح “دولة محايدة”؟
هي الصفة القانونية لبلد ما يمتنع عن المشاركة بأي حرب أو نزاع بين البلدان الأُخرى، ويلتزم مسافة واحدة من جميع الأطراف المتحاربة، مع ضرورة اعتراف الدول الأُخرى بنزاهة وحيادية ذلك البلد.

وخلال الحرب العالمية الأولى وأيضاً الثانية لم تحترم بشكل عام المعايير الأساسية للحياد الدولي، فبعض الدول المحايدة تراجعت عن حيادها، وبعضها الآخر تم اجتياح واحتلال أراضيها أو استخدامها لمهاجمة دول أخرى.

حقوق الدول المحايدة
منذ ظهور فكرة الحياد الدولي، تبلورت مجموعة من القواعد الخاصة بالحقوق والواجبات التي تعمل وفقها الدول المحايدة وتمارس حيادها من خلالها ومنها:

استمرار علاقات الدول المحايدة الدبلوماسية مع الدول الأخرى بمختلف تصنيفاتها، إضافة لامتلاك مواطني الدول المحايدة حرية متابعة أعمالهم واحترام عزمهم في البقاء على الحياد.

ولا يجوز للأطراف المتحاربة غزو الأراضي الحيادية، ولا تؤثر مقاومة الدولة الحيادية لأي محاولة من هذا القبيل على حيادها.

ويجب على الدولة الحيادية اعتقال القوات المتحاربة التي تصل إلى أراضيها، ولكن ليس أسرى الحرب الهاربين ولا يجوز للجيوش المتحاربة تجنيد مواطنين حياديين، ولا يجوز نقل أفراد وعتاد الجيوش المتحاربة عبر الأراضي الحيادية، ولكن يمكن نقل الجرحى.

ويمكن للدولة الحيادية تزويد الأطراف المتحاربة بوسائل الاتصال، ولكن ليس المعدات الحربية، إضافة للسماح للسفن الحربية المتحاربة استخدام الموانئ الحيادية لمدة أقصاها 24 ساعة.

من هي الدول المحايدة ؟
أشهر الدول المحايدة والمعترف بها دولياً هي السويد، و التي تُعد أقدم هذه الدول حيث لم تشترك بأي حرب منذ 1814، تليها سويسرا 1815، وإيرلندا 1922، ويضاف إليهم فنلندا والنمسا وكوستاريكا وليشتنشتاين وتركمانستان.

كما يوجد دول تنص دساتيرها على الحياد الدائم مثل كمبوديا ومولدوفا، إلا أنهما لم ينالا الاعتراف الدولي أو الأممي بحيادهما حتى اليوم، علاوة على تراجع بعض الدول عن فكرة الحياد مثل بلجيكا ولاوس ولوكسمبورغ وهولندا.

يذكر أن الحياد لا يعني غياب أي تدخل خارجي بالنسبة للدول المحايدة، حيث ينظر إلى بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على أنها متداخلة معها مثل إيرلندا والسويد.

تلفزيون الخبر