التجارة الداخلية تعالج الشكاوي بـ “التأمل والإيحاء”
ردت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على شكاوي نشرها تلفزيون الخبر من مواطنين في دمشق لم يحصلوا على مخصصاتهم من الرز، وتعمد بعض الموظفين عدم إعادة مبالغ مالية صغيرة (فراطة) بحجة عدم توافرها، بمنشور عبر صفحتها على موقع “فيسبوك” ينفي الشكاوي أصلاً.
وكتبت الوزارة “وردت شكاوى تم نشرها على تلفزيون الخبر حول عدم استلام المواطنين لمادة الرز و عدم إعادة الفراطة..إن نسبة تنفيذ الرز المدعوم في صالة المزة القديمة/ ٩٩.٥٥ %/ كما أن سعر المخصصات من السكر و الرز للكغ الواحد /١٠٠٠/ ليرة سورية أي لا يمكن أن يتواجد فراطة مرتجعة”.
ويتناقض رد الوزارة، الغريب، مع الأسس البديهية لمتابعة ومعالجة الشكاوي، والتي تبدأ عادة بإجراء تحقيق مصغر، والاستماع لشكاوي المواطنين، حيث اعتمدت الوزارة في معالجتها للشكوى على مبادئ أشبه بـ “التأمل والاستنتاج” لتصل إلى طريقة تنفي من خلالها صحة الشكاوي.
وأرفقت الوزارة ردها بفيديو ترويجي لصالة المزة (موضع الشكوى) يصور توافر جميع المواد في الصالة، وإقبال المواطنين عليها لتكتمل صورة معاكسة لواقع الشكوى تحاول رسمها بـ “الإيحاء”.
وأمام الطريقة التي اتبعتها الوزارة في ردها، وحتى لا تضيع شكاوي المواطنين المتضررين في تشعبات لا طائل منها، كان لابد من إعادة التأكيد على بعض النقاط:
– المواطنون الذين لم يستلموا مخصصاتهم من الرز، علماً أنهم قاموا بمراجعة الصالة و تم إبلاغهم بعدم توافر المادة واستلموا السكر فقط، لم يستلموا الرز، ولن يشعروا أنهم استلموه بنفي شكواهم أو ذكر نسبة تنفيذ الرز، بينما استلامهم فعلياً للمادة هو ما يحقق ذلك.
-اعتبار أن سعر المخصصات ( 1000 ليرة للكيلو) يعني عدم إمكانية الحاجة لـ “الفراطة” أصلاً هو ادعاء غريب، ولن يخوض تلفزيون الخبر في عملية تفسير سبب وجود الفراطة، يمكن مراجعة بعض التعليقات على منشور الوزارة الذي تضمن شكاوي أيضاً بتعرض مواطنين لذات الأمر.
– يؤكد تلفزيون الخبر أن جانب العمل الصحفي المتعلق بمتابعة شكاوى المواطنين، هو مساحة لمساعدة المواطنين في إيصال صوتهم، ومساعدة الجهات المعنية بمعالجة الشكاوى لمتابعة عملها بشكل أفضل. ولا غاية نفعية لتلفزيون الخبر من متابعة هذه الشكاوى.
لذلك يتمنى تلفزيون الخبر من المسؤولين في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك توخي الدقة والحذر في التعاطي مع شكاوي المواطنين والإعلام، واتباع أسس واضحة في ذلك بما يحقق الفائدة المشتركة المرجوة وهي مصلحة المواطن أولاً وأخيراً.
ونلفت النظر في تلفزيون الخبر إلى نقطة نراها هامة بوصفنا جهة إعلامية وطنية وننطلق فيها من حرصنا على أداء هذه الوزارة بوصفها معنية بيوميات المواطن، أن التعاطي بسلبية مع شكاوى المواطنين بعيداً عن الشفافية المطلوبة يخلق هوة تزداد اتساعاً تؤثر بدورها على الإنجاز الحقيقي بحال وجوده.
تلفزيون الخبر