بعد أن قفزت بشكل كبير ..ما هي “عقود الغاز الآجلة”؟
قفزت أسعار العقود الآجلة للغاز في أوروبا بنسبة 30 بالمئة محطمة الرقم القياسي البالغ 2400 دولار لكل ألف متر مكعب، متأثرة بالحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت أواخر شباط المنصرم.
ويمكن الدخول في تداول “الغاز الطبيعي” من خلال عدد من وسائل الاستثمار، وتعد العقود الآجلة للغاز الطبيعي أحد أهم هذه الوسائل.
وتنص العقود الآجلة للغاز على إلزام المشترين بشراء كمية محددة من هذا الغاز في تاريخ مستقبلي وسعر محددين مسبقاً، بحيث يتم وضع مواعيد التسليم في الـ 15 يوم الأولى من الشهر التالي.
ويتم تسعير هذه العقود بالوحدات الحرارية البريطانية BTUs، إذا تعادل 1 BTU كمية الطاقة اللازمة لتسخين 1 باوند (رطل) من الماء بمقدار درجة واحدة فهرنهايت.
وتبلغ قيمة كل عقد آجل للغاز 10,000 مليون وحدة حرارية بريطانية (MMBTU)، لذلك سيقوم الشخص بشراء 5 عقود في حال احتاج إلى 50,000 مليون وحدة حرارية بريطانية.
وتُشكّل عقود الغاز الآجلة 70% من حجم التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال، ويُفضّل المنتجون الرئيسيون تلك العقود لتعزيز التوسعات في المشروعات ذات رأس المال الكثيف، وفق رويترز.
وتميل دول الاتحاد الأوروبي لعقود الغاز الطبيعي المسال الفورية لعدّة اعتبارات، منها تعزيز التدفق الحرّ للإمدادات، واستفادة العملاء والمستهلكين من انخفاض الأسعار في حال توافر الإمدادات.
ويعد الغاز الطبيعي سلعة للطاقة النظيفة الاحتراق، وأحد الدعائم الأساسية لصناعة الطاقة، ومن هذا الدور الكبير تأتي القيمة السوقية الكبيرة له كسلعة يتم تداولها في السوق المالية.
وكان ارتفع سعر العقود الآجلة القياسية خلال تعاملات الاسبوع الماضي بنسبة 60% قبل أن يتراجع قليلا مع استمرار التعاملات.
وجاء ذلك بوقت تراجعت فيه شركات تجارة الغاز والكهرباء عن الدخول في صفقات جديدة مع شركة غازبروم للتسويق والتجارة الروسية التي تحتكر تصدير الغاز الطبيعي للبلاد.
ومع دخول الأزمة الروسية الأوكرانية فصل الحرب، فإن النفط والغاز إضافة للقمح تعتبر أبرز السلع الرئيسية التي ترضخ تحت الضغط التطور الأخير.
وترسل روسيا ما يقدر بنحو 230 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا كل يوم، ويذهب حوالي ثلثها غربا عبر أوكرانيا.
وتستورد أوروبا كميات هائلة من الغاز الطبيعي، تتجاوز 560 مليار متر مكعب سنوياً، ثلثها تقريباً يأتي من روسيا.
ويمر الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب الأربعة الكبرى من روسيا، وتشمل خط نورد ستريم، وخط الترانزيت عبر أوكرانيا، وخط يامال عبر بيلاروسيا وبولندا، وترك ستريم عبر تركيا.
وعن البدائل المتاحة أمام أوروبا في حال استمر تصاعد التوتر مع روسيا، فإن هناك واردات غاز عبر الأنابيب من دول أخرى غير روسيا، أضخمها من النرويج، لكن لا يمكن زيادتها لأنها تضخ بالطاقة القصوى، وتوفر حالياً نحو 20% من إمدادات الغاز الأوروبية.
وكان عملاق الطاقة الفرنسي “توتال” اعلن أنه لا يوجد حل فوري لاستبدال الواردات من روسيا في سوق الغاز الأوروبية، إذا تم وقفها.
تلفزيون الخبر