القصة الكاملة لاختطاف الطفل فواز قطيفان وعودته سالماً
انتهى الفصل الأكثر سواداً من قصة اختطاف الطفل فواز قطيفان ابن مدينة ابطع بريف درعا، بعودته سالماً إلى ذويه بعد دفع الفدية المالية التي كانت تقدّر ب 400 مليون ليرة سورية، ليبقى إلقاء القبض على الخاطفين ومعاقبتهم هو “قفلة” القصة المنتظرة.
ووصل الطفل “فواز” إلى منزل ذويه مساء السبت، بعد أن غاب عنه منذ الثاني من تشرين الثاني من العام الفائت، عندما أقدم ملثمون على اختطافه أثناء توجهه إلى المدرسة مع شقيقته.
وروى عم الطفل، مصعب قطيفان لتلفزيون الخبر تفاصيل الحادثة، حيث قال إن “دراجتان ناريتان تستقل امرأة منقبة إحداهما رفقة رجل ملثم، ودراجة أخرى يستقلها ملثمان، وقفتا بجانب المدرسة، وقامت المرأة المنقبة بالإشارة للطفل فواز وندائه باسمه ليقوم الملثمون بخطفه.”
وقال “قطيفان” إن العائلة جمعت المبلغ الكامل المطلوب لدفع الفدية، في الثامن من شباط الجاري، وأعلنت جهوزيتها لدفعها بعد أن باعت العديد من ممتلكاتها، وساهمت عشيرة قطيفان بإكمال المبلغ”.
وتعرّض الطفل بحسب “قطيفان” “للتعذيب بطريقة يندى لها الجبين، وهُدد بالسلاح لكي يوجه رسائل لعائلته يطلب منهم الإسراع بدفع الفدية”.
وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ساعات مساء السبت صوراً للطفل فواز تظهر تواجده في إحدى صيدليات مدينة نوى بريف درعا الغربي. وأكد عم الطفل في ذات الوقت باتصال مع تلفزيون الخبر أنهم متجهون لاستلامه.
وقال قائد شرطة محافظة درعا العميد ضرار الدندل في تصريح لوسائل إعلام محلية السبت، إنه “وبالتنسيق مع إدارة الأمن الجنائي والإنتربول، تم رصد الرقم الدولي الذي تواصل عبره الخاطفون مع ذوي الطفل وتم تحديد الأشخاص المرتبطين بالرقم”.
وتابع “الدندل”: “قمنا بمداهمة قرية الكتيبة قرب خربة غزالة بريف درعا، وتم إلقاء القبض على أربعة أشخاص بينهم الشخص الأساسي الذي ارتبط رقمه برقم الخاطفين”.
وأضاف أن “الخاطفين قطعوا تواصلهم ليوم كامل بعد المداهمة، ثم عاودوا الاتصال بعائلة الطفل، وتم الاتفاق على موعد لإطلاق سراحه وتسليم الفدية يوم الأربعاء إلا أنهم لم يلتزموا”.
وتواصل الخاطفون بحسب “الدندل” مع عم الطفل يوم الجمعة وأعطوه موعداً جديداً على أوتوستراد درعا دمشق باتجاه بلدة نصيب، الساعة الخامسة مساءً وطلبوا منه أن يتوجه والد الطفل وليس عمه وأن يرسل لهم صورة السيارة التي سيستقلها.
وأكمل “الدندل”: “قمنا بتعميم صورة السيارة على عناصرنا التي انتشرت بطريقة مخفية في المنطقة لكن، الخاطفين أخلوا بالموعد مرة ثانية”.
وبيّن “الدندل” أن “الخاطفين أعادوا الاتصال السبت ظهراً وطلبوا أن يذهب الوالد إلى مدينة نوى، وحددوا منطقة قرب صوامع الحبوب على الطريق باتجاه القنيطرة والتي تنتشر فيها مجموعات مسلحة”.
وتابع: “ومع وصول والد الطفل ووالدته إلى المنطقة والمبلغ المالي معهم قاموا بترك الطفل مشيراً إلى أن عناصر الشرطة لم يتدخلوا بهدف الحفاظ على حياة الطفل بعد تهديد الخاطفين بقتله”.
وختم “الدندل” بالتأكيد على أن “الشرطة ستتابع جهودها حتى إلقاء القبض على أفراد العصابة الخاطفة”.
وفي حديث سابق لتفزيون الخبر بيّن قائد شرطة محافظة درعا العميد ضرار الدندل، أن عم الطفل ادعى لقسم شرطة ناحية داعل بفقدان ابن أخيه بتاريخ 2 تشرين الثاني 2021″.
وأضاف “الدندل” أن “العم حصر الشبهات بسيدة من أقربائه، بسبب خلاف عائلي قديم، وتبيّن بعد التحقيق معها واحتجازها لحوالي عشرة أيام ألا دلائل على تورطها بالقضية”.
وأضاف “الدندل” أن “والد الطفل المقيم بالكويت، عاد إلى البلاد وأسقط الادعاء على السيدة المذكورة وشقيقها لدى وصوله، بعد أن قام عم الطفل بالادعاء عليهما في وقت سابق.”
وأشار “الدندل” إلى أنه “بتلك الفترة، اتصل الخاطفون عبر تطبيق تيلغرام بذوي الطفل وأبلغوهم بوجود ابنهم لديهم، وطلبوا مبلغ 200 ألف دولار أميركي مقابل إطلاق سراحه”.
وأكد قائد الشرطة أن “الأمن الجنائي وفرع الجريمة الإلكترونية حاول الوصول إلى رقم أو أي معلومات تخص الخاطفين، إلا أن المحاولات باءت بالفشل”.
وأوضح العميد “الدندل” أن “الأهل تلقوا مقطعي فيديو لطفلهم، الأول في شهر تشرين الثاني من العام الفائت والآخر في كانون الثاني من العام الحالي، وظهر الطفل في كليهما ليقول بأنه بحالة صحية جيدة، ولم تظهر عليه أي آثار تعذيب”.
وكشف “الدندل” حينها أن “الجهة الخاطفة طلبت تحويل المبلغ المالي المطلوب كفدية إلى منطقة سرمدة بريف إدلب”.
وعبّر معلّقون على خبر إطلاق سراح الطفل، عن قلقهم حيال دفع الفدية بدلاً من إلقاء القبض على العصابة الخاطفة، ما قد يشجع حسب تعبيرهم على تكرار حدوث حالات مشابهة.
يذكر أن حادثة الاختطاف هذه ليست الوحيدة في درعا حيث شهدت المحافظة أربع حالات خطف خلال العام الفائت لأطفال أعمارهم تتراوح بين 9-11 عاماً.
ونال ثلاثة أطفال حريّتهم من الخطف بعد دفع فديات مالية، بينما لا تزال طفلة مفقودة منذ حوالي السنتين حسب حديث المحامي العام في درعا لوسائل إعلام محلية.
وهاج عزام – تلفزيون الخبر