بعد تسجيلها على لائحة اليونسكو.. ماذا يقول مطربو حلب عن القدود؟
بعد طول انتظار وسعي متواظب، أعلنت منظمة اليونسكو عن إدراجها القدود الحلبية على قائمتها للتراث الإنساني اللامادي، فتسجلت القدود الحلبية رسمياً باسم سوريا التي عرفت “القد” منذ عقود طويلة.
وجاءت هذه الخطوة بمساعي مؤسسة الأمانة السورية للتنمية التي عملت منذ سنوات على إعداد ملف موسع حول القدود الحلبية أشرف على إعداده كبار مطربي حلب وعلى رأسهم الراحل صباح فخري، الذي أغنى هذا الملف بخبرته وأشرف على تفاصيله.
ومن بين الأساتذة الذين أشرفوا على إعداد الملف المُقدم إلى منظمة اليونسكو، كان المطرب القدير صفوان العابد، الذي عبّر في حديثه لتلفزيون الخبر، عن فرحه بتسجيل القدود الحلبية على قائمة اليونسكو معتبراً ذلك نصراً جديداً لسوريا على الصعيد الدولي يتزامن مع الذكرى الخامسة لنصر حلب.
وفيما يحمل “العابد” أمانة الإرث الفني الإنساني، يرى أيضاً أن تتويج القدود الحلبية بتسجيلها رسمياً على قائمة اليونسكو يشكل حافزاً مهماً للبحث عن خفايا القدود ومحاولة الاستزادة أكاديمياً من هذا الإرث الفني.
ويؤكد “العابد” أن العمل جارٍ بهدف التوسع بهذه القدود التي كان قد بدأ بها الراحل الأستاذ صباح فخري، ويرى “العابد” أن الاستمرار بتطوير القدود هو هدف وواجب في آن واحد.
ويقول نقيب فناني حلب المايسترو عبد الحليم حريري لتلفزيون الخبر: “إن القدود الحلبية هي أقدم تراث لا مادي إنساني عرفته البشرية، ويتجاوز عمره ال 1800 سنة”.
ويروي “حريري” قصة القد التي بدأت مع القديس أفرام السرياني الذي جعل من الأغاني تراتيل مسيحية على قدها، أي على وزنها وثقلها، ومع دخول الفتح الإسلامي أيضاً اعتمد مسلمو المنطقة نفس النهج، نتيجة وجود ما يحرّم الموسيقى آنذاك، فتم اللجوء إلى جعل الأغاني الشعبية على قد الأناشيد الدينية والتراتيل المسيحية التي تمتاز بقفلة واحدة ومقام واحد وتلقى قبولاً شعبياً واسعاً”.
والقد الحلبي بحسب “حريري” يشكل جزءاً من الذاكرة الجمعية لأبناء سوريا والمنطقة، وبرأيه أن “أي فرد في حلب لا بد وأنه حافظ لبعض القدود، مشيراً إلى أن استمرارية القدود تأتي من حفظها وهي خطوة اتخذتها اليونسكو ونعتبرها إنجازاً سورياً نفتخر به”.
المطرب أحمد خيري وهو من تلامذة الراحل صباح فخري، أشار إلى أنه يتم الآن التحضير لبرنامج تلفزيوني يروي قصة حياة صناجة العرب صباح فخري.
ويرى خيري أن “تسجيل القدود الحلبية على قائمة اليونسكو تأتي تتويجاً لمسيرة كبار مطربي حلب أمثال الراحل صباح فخري، وهي أولى الخطوات لحفظ الإرث الإنساني الذي ورثه السوريون عن مبدعيهم”.
ويقول “خيري” أن القدود الحلبية بحاجة اليوم إلى بحث أكاديمي موسع بهدف تطويرها، فيما يتوقع أن إدراج القدود الحلبية على قائمة اليونسكو من شأنه أن يعود بالفائدة والدعم على الصعيد الدولي فنياً.
ومن جيل الشباب،المرتلة الشابة ريم شابو، من بين الذين ساهموا بلمساتهم في الملف المُقدم إلى اليونسكو، وهي متخصصة بأداء التراتيل السريانية.
وتحدثت “شابو” عن مشاركتها بهذا الملف في فترة تحضيره مهنئة السوريين بهذا الإنجاز وتقول لتلفزيون الخبر: “هذه الخطوة بمثابة إهداء لأجدادنا، وتشرفت بالمشاركة في ذلك من خلال الحديث عن مقامات التراث السرياني الذي مازال موجوداً إلى اليوم”.
وتأمل “شابو” أن تكون هذه الخطوة بادرة جيدة للالتزام بتعليم الجيل الجديد أصول الغناء الصحيح من خلال القدود الحلبية.
وكانت مؤسسة الأمانة السورية للتنمية عملت على إعداد ملف موسع حول القدود الحلبية أشرف على إعداده كبار مطربي حلب وغيرهم من المتخصصين.
وتقدمت الأمانة السورية بالملف إلى منظمة اليونسكو، بهدف إدراجه على قائمة التراث الإنساني اللامادي، فجاء الإعلان الرسمي عن قبول الملف في منظمة اليونسكو، خلال اجتماع الدورة السادس عشرة للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي اللامادي في فرنسا.
وبذلك أضيف إلى التراث العالمي جزء من ثقافة سوريا وتراثها العريق، فيما اعتبرت الأمانة السورية هذا الإنجاز خطوة إضافية لحماية وصون الهوية الوطنية.
نغم قدسية – حلب_ تلفزيون الخبر