منتجو حلب يعيدون إحياء خان الشونة الأثري
انطلق معرض “منتجين” بدورته الثانية في خان الشونة الأثري بحلب القديمة، الأربعاء، وبمشاركة 258 منتجاً، توزعوا على أقسام المعرض ما بين الألبسة القطنية والجلديات والمستحضرات الطبيعية إلى جانب الأقسام الدعائية والهدايا والمنظفات.
لوجستياً، أوضح السيد منتصر الدارس من المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات متحدثاً لتلفزيون الخبر، “إن اختيار خان الشونة لم يكن عبثياً، بل يحمل رسائل مفادها أن صناعيو حلب وتجارها قادرون على محو آثار الدمار وإعادة ألوان الحياة لأسواقهم التي لطالما ذاع صيتها في أنحاء العالم”.
ويهدف المعرض بحسب “الدارس” إلى الترويج للمشاريع الصغيرة ومنتجاتها والتي كان قد أطلقها المنتجون المستفيدون من المنح المالية في العام الماضي، موضحاً أن هذا العام كان هناك أناس جدد استفادوا أيضاً من الدعم المالي إلى جانب المشاركين في المعرض بنسخته الأولى.
وفيما لا تزال آثار الحرب واضحة على جدران الخان الأثري إلا أن أعمال تأهيل سريعة، جرت تحضيراً لهذا المعرض الذي شهد إقبالاً ملحوظاً في يومه الأول.
جوزيف مخول أحد المنتجين المشاركين في المعرض، وهو صاحب ورشة صغيرة لتصنيع الجينز والألبسة الجاهزة، يقول لتلفزيون الخبر: “إن المعرض شكل دفعاً مادياً جيداً استطاع من خلاله التوسع بإنتاجه في الألبسة فيما يتوقع أن يكون هذا المعرض فرصة للقاء مع المستهلك والتعريف بالمنتجات المتنوعة”.
منتج الألبسة محمد مكي وهو أحد منتجي منطقة الليرمون المتضررين جراء الحرب، يقول لتلفزيون الخبر: ” إن الدعم الحكومي ساعد على معاودة الإنتاج من جديد بعد توقف لسنوات، فيما يبقى الهدف الأساسي هو التصدير إلى خارج سوريا رغم الصعوبات الكثيرة”.
ومن بين السيدات المشاركات في المعرض، لورا جلوف، التي تخصصت مع زميلاتها بخياطة الألبسة، وترى أن “معرض منتجين جعلها تتوسع في إنتاج المزيد من التصاميم ما انعكس إيجاباً على إنتاجية مشروعها، فيما لا تزال تعاني كغيرها من المنتجين، بسبب غلاء أسعار المواد الأولية ومكملات الصناعة من اكسسوارات الألبسة وما شابه”.
ويرى خاجيك هواكيميان، أحد المستفيدين الجدد، أن لا مجال للفشل رغم كل الصعوبات، فيما شكل الدعم الحكومي بالنسبة له دافعاً مشجعاً للاستمرارية، فيما يقول إن توفر الكهرباء لساعات كافية من شأنه حل الكثير من صعوبات الإنتاج، إلى جانب مشكلة اليد العاملة التي تعاني منها مختلف الصناعات في حلب.
وتقول ريم يعقوب مسؤولة المبيعات في إحدى شركات الألبسة، “إن الدعم الذي قدمه معرض منتجين بدورته الثانية، “جاء بوقته…” على حد تعبيرها، وانعكس على جداول المبيعات خصوصاً بالنسبة للمشاريع الحديثة، فيما تطمح “يعقوب” لأن يتم فسح المجال أمام منتجي حلب للانطلاق إلى أسواق أوسع.
أما رانيا حمصاني فحرصت على إضفاء أجواء عيد الميلاد بمنتجاتها، وهي متخصصة بإنتاج الألعاب والدمى، التي عادةً ما تكون موسمية في البيع والطلب.
واختارت “حمصاني” اسم (أثر الفراشة) لمنتجاتها في محاولة للتعبير عن أثر المشاريع الصغيرة باستمراريتها وانعكاسها على السوق المحلية مهما كان إنتاجها متواضعاً.
وأوضحت “حمصاني” لتلفزيون الخبر: “إنه بفضل الدعم المالي من معرض منتجين تمكنت من افتتاح محل صغير لعرض منتجاتها بعد أن كانت تعمل في المنزل”.
فيما شكل المعرض لحمصاني حافزاً كبيراً للتطور بالعمل والأصناف المقدمة، في حين مازالت تواجه صعوبة بتأمين المواد اللازمة لتصنيع الدمى، وأكثر ما يحزنها هو ضعف القدرة الشرائية عند بعض مرتادي محلها مما يجعلهم ينصرفون عن الشراء، ويعود ذلك بحسب رأيها إلى غلاء المواد الأولية في التصنيع.
ويقع خان الشونة بالقرب من قلعة حلب الأثرية، وهو واحد من أهم أسواق المهن اليدوية التقليدية في سوريا، وأعيد تأهيله بعد تعرضه للدمار خلال سنوات الحرب.
ويحوي السوق الذي يمكن دخوله من ثلاثة أبواب مختلفة الاتجاهات، و49 محلاً لمهن يدوية متنوعة، منها النول اليدوي والخيزران وسلال القش والفسيفساء والفخار والزجاج والنحاس وغيرها.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر