حنين إلى الفرح .. كيف أبدع السوريون في التعامل مع انتصار المنتخب على تونس؟
استعاد السوريون ذاكرة الفرح وهم يتابعون انتصار منتخبهم على نظيره التونسي، وبهدفين نظيفين، مساء الجمعة في ثاني جولات كأس العرب في قطر.
وامتلأت عديد صفحات “فيسبوك” بالمنشورات والتعليقات والتفاعلات المعبرة عن فرحة سورية اشتاق لها المتابعون، في انتصار هو الأغلى على قلوبهم منذ الإطاحة بالسعودية في كأس آسيا 2011.
واذ يتذكر السوريون فرحتهم في تصفيات مونديال 2018، إلا أن الإطاحة بمنتخب كبير، هو شعور افتقده المشجعون، منذ التفوق على السعودية عام 2011، وبقيادة ذات الرجل الذي أفرح شعبا بأكمله ليلة الجمعة، “تيتا فاليريو”.
واستعرض السوريون في نشوة فرحتهم، أمورا عدة، دونوها على صفحاتهم وبتعليقاتهم، وبأساليب جمعت بين الجد والطرافة، وبين الفخر بقتالية اللاعبين، وبين التفكير في القادمات.
ونال التونسي نبيل معلول، مدرب منتخبنا الأسبق، أو كما كان يقال له، النصيب الوافر من منشورات السورييين، الذين سخروا من استخفافه قبل اللقاء بمنتخبنا، وهو الذي يعتبر أحد أهم أسباب الحال الذي وصل له نسور قاسيون، قبل البطولة.
والتقط السوريون “سكرين شوت” يظهر قيام حساب المدرب التونسي على “فيسبوك”، بمتابعة المباراة عبر البث المباشر، مرفقين “السكرين”، بتعليقات من قبيل، “شوف واتعلم”، “الكرة تنصف من يعمل لها”، وقال أحدهم “حوينتك يا معلول، حتى بالتوقعات فاشل”.
وركزت التعليقات السورية على فكرة أن منتخبنا بلاعبي الصف الثاني، نجح في فرض أسلوبه على نجوم الصف الأول على مستوى دوريات الكرة العربية، كفرجاني ساسي، نعيم السليتي، ويوسف المساكني وغيرهم، وهو أمر زاد من نشوة الانتصار، وحلاوة التفوق.
وتغنى المشجعون بثبات لاعبي منتخبنا وحارسه دفاعيا، حيث عطلت جميع الهجمات التونسية، وما أكثرها، وكتب السوريون الكثير عن قتالية منتخبنا في الحفاظ على الكرة، واستخلاصها من الخصم، واللعب باحترام له دون خوف، وهي كلها نتاج أفكار وقراءة مدرب للمباراة.
أما صاحب الهدف الرائع في اللقاء، محمد عنز، فقد نال تقدير المشجعين، لما قام به بعد تسجيل الهدف، حيث أومى للكاميرا أن “جميع المشجعين على رأسي”، لذا فقد نال حظوة خاصة في التعليقات ليس فقط لأدائه المميز يوم أمس أسوة بجميع اللاعبين، بل لرقيه في التعامل مع الانتقادات التي نالها بسبب تراجع أدائه بتصفيات المونديال.
وتداول السوريون منشورات مليئة بالحنين للزمن الجميل، فالمدرب “تيتا” الذي قاد المنتخب للفوز الاستثنائي على “نسور قرطاج”، هو ذاته من أفرح حلب في 2010 يوم أهداها رفقة ناديها البار الاتحاد، كأس الاتحاد الآسيوي، فكان للأهلاويين حصة كبيرة في الفرحة المليئة بالشوق لأيام آسيا وبطولتها الغالية.
أما مدرب المنتخب السابق نزار محروس، فقد نال نصيبه الوافر من الانتقادات، بعد ظهوره مؤخرا على إحدى القنوات العربية، منتقدا أخطاء المدرب “تيتا”، وأسلوبه في إعادة الكرة للخلف، بعد أقل من شهر على مغادرته منصبه كمدرب للمنتخب.
ورأى المعلقون أنه كان على محروس عدم الظهور في الفترة الحالية لتحليل عمل المنتخب ومدربه سلبا أو إيجابا، خاصة وأنه أورث خليفته تركة ثقيلة، جاءت بسبب اختياراته السابقة وما أفضت إليه من أداء ونتائج سيئة.
ومن جملة من حظي “بقرصة إدن” المشجعين بعد اللقاء، “نجوم منتخبنا”، ممن اعتذروا عن تلبية نداء المنتخب في كأس العرب، مفضلين الاستجمام هنا وهناك، فطالب البعض بإبعادهم عن صفوف المنتخب بعد كثرة أعذارهم، في حين طالبهم البعض الآخر بالتعلم من مقاتلي منتخبنا يوم أمس، أن الكرة تعطي من يعطيها لا من ينجم ويتكبر عليها.
ويستعد السوريون لمواجهة موريتانيا المؤهلة للدور ربع النهائي، وهي مباراة سمتها بعض الصفحات ساخرة، ب”كلاسيكو الجوع”، أسوة ب”كلاسيكو التقنين” أمام لبنان، بالنظر لما تعانيه تلك البلدان الثلاث، من ظروف اقتصادية سيئة.
يذكر أن منتخب سوريا هزم تونس المدججة بالنجوم بغياب قرابة 8 لاعبين أساسيين عن صفوف منتخبنا، في انتصار أنعش حظوظ “نسور قاسيون”، ببلوغ الربع نهائي وحصد المليون دولار.
تلفزيون الخبر