تسريبات صوتية لوزير الخارجية اللبناني “تصب الزيت على النار” في الأزمة مع السعودية
وصف وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب التسريبات التي نشرتها صحيفة “عكاظ” السعودية عن لسانه حول الأزمة بين السعودية ولبنان بأنها “سرديات مجتزأة ومغلوطة تصب الزيت على النار لتأجيج محاولات مد جسور التلاقي”.
وكانت الصحيفة السعودية نشرت تقريراً قالت فيه إنها حصلت على تسجيلات لبو حبيب “تورطه وتكشف ما حاول إخفاءه عن الإعلام”.
ووفقا للتسجيلات المسربة، يقول بوحبيب إن “الداعم الأكبر للبنان، من خلال القروض والهبات، هو الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي”، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة ” تخفيفاً من أهمية الدعم المالي الخليجي”.
وأضاف بوحبيب أن “السعودية أعطت كثيراً من الأموال في لبنان، ولكن ليس بالضرورة للدولة اللبنانية، وإنما قدموا هذه الأموال في الانتخابات، ما علاقة الدولة اللبنانية بذلك؟”.
وتابع: “نحن نريد التعاون مع السعودية، ولكن إذا كنا أشقاء وأخوك مريض، لا يمكن أن تقول له حين يختفي المرض منك كلمني، أنا ما الذي يمكنني فعله؟ لا يمكنني إزالة المرض مني”.
ولفت الى أن “الأميركيين كانوا يضغطون بشدة خلال عهد ترامب وبوجود وزير الخارجية بومبيو، ويطلبون منا التخلص من حزب الله. إنما كيف يمكن التخلص؟”.
وأضاف بوحبيب: “قلت لهم مرة: ابعثوا 100 ألف مارينز وخلصونا من حزب الله، وإن أردتم الاحتفال، فالشامبانيا علينا”.
ووصف بوحبيب الأزمة الراهنة بأنها “اختلاف في وجهات النظر”، مضيفا “إن لم نستطع الاختلاف في وجهات النظر لا أريد هذه الأخوّة”.
واستذكر أزمة سابقة تسببت بها تصريحات وزير الخارجية اللبناني السابق شربل وهبة، والتي انتهت باستقالته، قائلا ” وهبة خرج من الحكومة ولم تقر السعودية ما فعلناه”.
وأضاف “ثم حصلت أزمة تهريب الكبتاغون من لبنان إلى السعودية، واتخذت السلطات اللبنانية الإجراءات لمنع عمليات التهريب، ولكن في المقابل إن لم يكن في السعودية سوقاً لها لما جرى تهريبها من لبنان”.
واعتبر أن “نجاح هكذا إجراءات يجب أن يتم بالتعاون ما بين السعودية ولبنان كل من ناحيته، بدلا من إطلاق التهديدات”.
وانتقد بوحبيب السفير السعودي في لبنان وليد بخاري لأنه لم يهاتفه خلال الأزمة الأخيرة، فيما اتصل بمستشار رئيس الجمهورية، متسائلاً: “لماذا لا يتكلم معي؟ هل أنا عدوه؟”.
وقال: “أنا أحب السعودية، ولكن لا أعرف من أين سأبوسها”، معتبراً أن مواقف باقي الدول الخليجية الأخيرة من لبنان هي “مجرد مسايرة للسعودية”.
بدورها، وصفت صحيفة “عكاظ” تصريحات بوحبيب بأنها “تظهر حقده على السعودية و دول الخليج”.
ووفقاً للصحيفة، فإن الوزير عاد وتراجع عن هذه التصريحات التي كان قد أدلى بها خلال لقاء مع صحفيين، بعد نصيحة من مستشاريه.
وذكرت أنه “حاول حجب هذه التصريحات وإخفاءها من أجل منع وصولها إلى الإعلام مستجدياً الصحفيين لعدم نشرها، لما فيها من مواقف وكلام من شأنه أن يثير المزيد من الغضب في الشارع اللبناني المحتقن على حكومته وسياستها وتخبط وزرائها”، على حد تعبيرها.
في المقابل، رد الوزير اللبناني على التقرير ، في بيان، قال فيه: “توضيحا لما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول وجود تسجيلات صوتية للقاء صحفي كان مقرراً موعده قبل نشوء الأزمة الحالية نهار الخميس الماضي بتاريخ 28 تشرين أول 2021”.
وتابع: “يهمني التأكيد بأن هدف هذه المقابلة كان السعي لفتح باب الحوار وإزالة الشوائب بغية إصلاح العلاقة مع المملكة العربية السعودية وإعادتها إلى طبيعتها، وهو الهدف الذي أعمل جاهدا لأجله”.
وأضاف الوزير: “كنت أتمنى من الصحيفة الكريمة أن تساعدنا على السعي لحل هذه الأزمة بدل نشر سرديات مجتزأة ومغلوطة تصب الزيت على النار لتأجيج محاولات مد جسور التلاقي”.
وذكر أنه سيصدر توضيحاً مفصلاً حول الموضوع، آملاً من كافة وسائل الإعلام أن “تكون وسيلة للتقارب لرأب الصدع والمساهمة البناءة في التقريب بيننا وبين الإخوة والأشقاء العرب”.
وتأتي هذه التسريبات بعد أيام قليلة من عاصفة ديبلوماسية أثارتها تصريحات وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية جورج قرداحي، اعتبرتها السعودية مسيئة بحقها، وصف خلالها الحرب في اليمن بالعبثية، داعياً إلى وقفها بأسرع وقت.
وبلغت الأزمة ذروتها، خلال الأيام الماضية، بعدما قررت السعودية ومعها الإمارات والبحرين والكويت واليمن، سحب سفرائها والطواقم الديبلوماسية من لبنان، فيما عبرت كل من قطر وعمان عن إدانتهما لتلك التصريحات.
كما أقدمت السعودية على وقف استيرادها للمنتجات اللبنانية والبدء بسحب مصالحها من لبنان، كما توقفت حركة البريد “DHL” بين البلدين، الأمر الذي وصف بالمقاطعة التامة للبنان.
تلفزيون الخبر