“50 لتر مو مستاهلين صوبيا”.. ارتفاع أسعار المدافئ أضعافاً عن العام الماضي في حمص
ارتفعت أسعار المدافئ في سوريا بشكل عام مع وصول أولى غيوم الشتاء، ارتفاعٌ يرده البعض كونه ” موسم بيع”، كأي مادة وتجارة أخرى يرتفع سعرها عند كثرة الطلب عليها.
وفي حمص، المحافظة الباردة، المشهورة بفتحة الهواء اللاسع، بات هم المواطن فيها
متجهاً نحو تأمين مستلزمات الشتاء، من “الصوبيا” وتوابعها إلى المحروقات الشحيحة، أو حتى الحطب المرتفعة أسعاره دائماً.
وفي جولة لتلفزيون الخبر على بعض محال بيع المدافئ، اتضح وبحسب أصحابها وإفادات الأهالي، أن أسعارها ارتفعت عن العام الماضي بما لا يقل عن ضعفين، مهما كانت النوعية المستخدمة فيها، سواء كانت حديد أو” تنك”.
وقال جعفر وهو صاحب محل في حي المهاجرين “تبدأ الأسعار من 55 ألف حتى 150 ليرة، كما يتراوح سعر مدافى الحطب بالسعر نفسه، علما أنها من نوعية وسط ماركة “النحاس”، أما سعر البوري الواحد بلغ 4500 ليرة، بينما وصل سعر “الكوع والأتش” إلى 3500 ليرة”.
وأضاف أن” الأسعار “تدوبلت” عن العام الماضي، كما يحصل كل عام، حيث أن ارتفاع تكلفة إنتاجها من المعامل، أثر على سعر بيعها جملة من التاجر، وهو ما أثر علينا كباعة مفرق، ولا أحد سعيد بهذا الحال، لكنها دائرة غلاء متكاملة”.
وتنطبق هذه الأسعار بشكل تقريبي، على معظم أحياء مدينة حمص، تزيد قليلاً أو تنقص، لكن إجماع الباعة كان أنها اسعار مرتفعة تكوي المواطن، مع كل ما يعانيه في حياته من غلاء في كل المواد الضرورية.
وعن واقع حال المدافئ، أكد أبو أحمد وهو رجل خمسيني لتلفزيون الخبر أنه” سيبيع مخصصاته من المازوت والبالغة 50 لتر لأي شخص يطلبها، فشراء “الصوبيا” مع هذه الكمية القليلة من المازوت” مو مستاهلة”.
ومع تناقص المحروقات المخصصة للعائلة، والتي وصلت حد 50 لتر فقط، اتجه الكثيرون لتأمين الحطب كوقود إضافي، رغم ارتفاع أسعاره بشكل كبير، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد الى 400 ليرة، وتراوح سعر الطن بين 400 الى 500 ألف ليرة.
ارتفاع دفعَ البعض مكرهين، لتأمين ما استطاعوا من السوق السوداء، الموفّرة لكميات كبيرة من المادة، رغم وصول سعر اللتر الواحد إلى 3500 ليرة، حيث تقوم بعض العائلات بشراء وتجميع كميات متفرقة، كلما توفر لديهم مبلغ ما، استعداداً لبرد حمص القارص.
وكحل أكثر سوداوية، يلجأ البعض لتجميع “النايلون والخشب والكرتون”، من أماكن تجمع القمامة، لاستعمالها كوقود مجاني سام وخطير، مع استنشاق العائلات له واستعماله للطبخ والتدفئة.
هذه الحلول تأتي دون التطرق للطرق البدائية التي عادت بعض المناطق لاستخدامها، للتدفئة والطهي والإنارة، مع انقطاع الكهرباء شبه التام، “كالببور وضوء الكاز وقرفوش الجلة” المستخدمة من روث الحيوانات بغرض التدفئة أيضا ً.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك رفعت في العاشر من تموز الفائت سعر ليتر المازوت المدعوم “لكل القطاعات العامة والخاصة بما فيها المؤسسة السورية للمخابز ومخابز القطاع الخاص ليصبح بـ 500 ليرة”، كما رفعت سعر البنزين إلى ثلاثة آلاف ليرة سورية لليتر الواحد.
وقامت الوزارة برفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي الموزّع عبر البطاقة الإلكترونية بالرّسائل (١٠ كغ) هو ٩٧٠٠ ليرة سوريّة،و سعر أسطوانة الغاز الصناعي الموزّع عبر البطاقة الإلكترونيّة (١٦ كغ) هو ٤٠,٠٠٠ ليرة سوريّة”.
وبررت الوزارة هذا القرار عندها ” لارتفاع أسعار المشتقّات النفطيّة العالميّة وارتفاع كلف تأمينها ونقلها بسبب العقوبات على سوريّة، ولضمان الاستمرار بتأمين هذه المادّة الأساسيّة، وعدم الوقوع بالعجز”، حسب البيان ايضاً.
يذكر أن ارتفاع أسعار معظم المواد الأساسية في سوريا، يترافق مع تدني مستوى الدخل الشهري للكثير من العائلات، مع فقدان التوازن بين القدرة الشرائية وتكلفة الحاجيات الأساسية، ومطالبات بضرورة رفع الرواتب، والسيطرة على الأسعار وذلك لعدم استفادة المواطن من كل زيادة مع ما يرافقها من ارتفاع موازٍ لها بل وأكثر ارتفاعاً.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_حمص