المنتخب الأولمبي “السيء” يتجاهل جمهورنا في قطر ويمتنع عن تحيته بعد مباراة اليمن
“بكل الأحوال نحن منستاهل احسن من هيك منتخبات ولاعبين و إداريين” بهذه الكلمات عبر أحد مشجعي المنتخب الوطني في قطر، شعوره بعد انتهاء مباراة سوريا واليمن ضمن التصفيات الأسيوية تحت 23 عاماً.
وامتنع لاعبو المنتخب الأولمبي عن تحية الجماهير السورية في ستاد “سحيم بن حمد” بعد انتهاء المباراة، ولم يخطر ببال أحدهم أن يتجه للجمهور الذي بحت حنجرته بالهتاف لهم، ويصفق لهم شكراً على الأقل.
وينال الجمهور السوري المغترب العاشق لبلده وكرة القدم الإعجاب في كل المحافل التي يحضر فيها أي منتخب سوري أو ناد، حيث يتحول الجمهور إلى قلب واحد وهتاف واحد.
وتوقف معلق مباراة سوريا واليمن على قناة الكأس القطرية أكثر من مرة، ليبدي إعجابه بالجمهور السوري الذي ظل يشجع طوال وقت المباراة، على الرغم من سوء أداء الفريق، ولعبه العقيم.
وقال أحد المشجعين السوريين الذين تواجدوا في المباراة، لتلفزيون الخبر إن “رابطة المشجعين الموجودة من أرقى الناس ومن كل المحافظات… حتى بعد المباراة واحد من المشجعين انتقد اللاعبين بكلام تقيل فمباشرة الرابطة نصحوه واعتذر”.
وبات المنتخب الأولمبي السوري مهدداً للمرة الأولى بالغياب عن نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً، بعد تعادل أشبه بالهزيمة أمام اليمن، مساء الخميس.
ويرسم تصرف لاعبي الأولمبي والقائمين عليه، العديد من علامات الاستفهام، حول تحضيرهم النفسي والأخلاقي، للتعامل مع الجمهور في مثل هكذا مواقف، عبر فيها المشجعون عن رقي حضاري، وعبر فيه أولمبينا عن تصرفات صبيانية.
ويأتي تصرف الأولمبي، السيء، بعد موجة من النتائج السيئة، التي عصفت بالمنتخب الذي يضم مواهب واعدة، بدأت بخسارة مع السعودية، وفضيحة بالخمسة أمام الأردن، وليس انتهاء ربما، بتعادل سلبي الأداء والنتيجة، أمام اليمن.
وشاهد من حضر لقاء اليمن مثلاً، كثرة الأخطاء البديهية التي وقع بها لاعبو الأولمبي، من سوء التمرير، وعدم التمركز بشكل صحيح، والتخلص بشكل عشوائي من الكرة، فبدا المنتخب كمن لا مدرب له، يقرأ المباراة، ويحسن إيصالها لبر الأمان.
ويأتي هذا المشهد، وسط اتهامات تطال المدرب رأفت محمد، بسوء اختياراته الفنية، وتفضيله بعض اللاعبين غير المميزين محلياً، على حساب آخرين، واتهامات لاتحاد الكرة المستقيل بسوء اختياره لرأفت محمد نفسه، وعلى أي أساس تم اختياره وهو الذي فشل مع الفريق ذاته تقريباً عندما كان في فئة الشباب، قبل نحو 4 سنوات.
ويعيد تصرف لاعبي الأولمبي، تجاه الجماهير التي وقفت معهم، وتحملت ما قدموا، إلى الأذهان، تصرف مدافع منتخبنا عمرو ميداني، مع أحد المشجعين عقب مباراة لبنان، والاعتداء عليه عبر ضربه بالكرة.
وتطرح هذه التصرفات أسئلة حول كفاءة من يدير منتخباتنا الوطنية، فالخسارة واردة، ومحتملة في عالم كرة القدم، لكن التصرفات اللااخلاقية، خاصة مع الجماهير، التي تعتبر خطاً أحمراً، لايجوز السكوت عنه.
ويجد المتابع للكرة الأوربية مثلاً، كيف يتعامل النجوم العالميون، مع إساءات المشجعين، عبر تقبلها بكل هدوء، احتراماً لقدسية الحضور الجماهيري، الذي يمنح اللعبة رونقها، ويمنح اللاعبين نجوميتهم.
ونرى في عديد المباريات العالمية، كيف يبادر اللاعبون والمدربون بكل شجاعة، للاعتذار وتحمل المسؤولية، عند كل هزيمة، ومنهم من يتوجه للجماهير في أرض الملعب، لتطييب خاطرهم، والاعتذار منهم.
يذكر أن مدرب المنتخب رأفت محمد سيكون أمام معضلة كبيرة، فيما لو فشل مع هذا الجيل في بلوغ النهائيات الآسيوية، كونه سيكرر فشله مع ذات الجيل عندما كانوا في منتخب الشباب 2017، وفشلوا في بلوغ نهائيات آسيا للشباب حينها.
تلفزيون الخبر