هدم بناء مقهى “هيشون”… يكسر بخاطر مرتاديه وذكرياتهم
“مستحيل يرجع بنفس المواصفات والدفى والجمال، كان ديكور بسيط ودايماً صوت فيروز معنا”، “غريبة المشاعر اللي حسيتها بعد ماشفت صورة الهدم”، “مافي شي يرجع هيشون القديم.. وحجار النرد وطاولة الزهر”… “ضيعان ذكرياتنا وسهراتنا وضحكاتنا”، “كلشي بهالبلد خرب.. ماوقفت عالذكريات”، “راحت طاولتنا والشباك.. وكاسة المتة مع محاضراتي”.
بهذه الجمل المقتضبة، عبر العديد من مرتادي مقهى هيشون في اللاذقية، عن مشاعرهم بعد انتشار صورة تبين أعمال الهدم التي طالت البناء الذي كان فيه المقهى بفرعيه “القديم والجديد”.
وعن سبب الهدم، قال صاحب مقهى هيشون، أحمد موسى لتلفزيون الخبر: “تم هدم البناء الذي كنا نستثمر الطابق الأرضي منه منذ عام 2005، بسبب قدمه وهو تابع لاتحاد الكتاب العرب الذي كان يجمعنا به عقد استثمار دام حوالي عشرين عاماً”.
وأضاف: “مقهى هيشون كان ملتقى الفن والثقافة مع الجيل الشاب، له أثر جميل في ذاكرة أبناء اللاذقية، بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم، كان الوحيد الذي يقيم المعارض الفنية بطريقة عفوية، فهو محاولة ناجحة لربط الفن والثقافة بطريقة محببة وقريبة للكثيرين”.
“هو المقهى الذي استمر بعرض التماثيل والمنحوتات الخشبية والطينية، بجانب اللوحات التي كانت تعلق على كل جزء من حيطان المقهى، إلى جانب الأمسيات الموسيقية والشعرية، بشكل دوري ومجاني، دون اللجوء للدعوات المنمقة”.
ويتابع موسى: “من أهم الفنانين التشكيليين الذين كان لهم بصمة في أيام هيشون، الفنان والأسير الفلسطيني محمد الركوعي، والفنانين التشكيليين أنور الرحبي، نذير إسماعيل، طلال معلا، ليلى نصير، الذين حقق لهم هيشون انتشاراً وتسويقاً لأعمالهم الفنية، بالإضافة لمنح رواد المقهى فرصة لقضاء ساعات من يومهم، بجانب اللوحات والأعمال الفنية”.
يعود سبب تسمية المقهى، كتكريم للفنان التشكيلي اللاذقاني عيسى بعجانو، الذي وصل للعالمية بسبب أعماله الفنية، والذي كان من مرتادي مقهى “السرداب” سابقاً، لحين وفاته في 2011، ولذلك اخترت لقبه هيشون ليكون اسم المقهى، الاسم الذي استمده من إله الكائنات البرية والبحر في اللغات القديمة”.
“ع قولة الست فيروز، وينن؟ وين صواتن؟ وين وجوههن؟”، الكثير من أصدقاء مقهى هيشون تأثروا كثيراً بقرار الهدم، فذكرياتهم المعتقة في زوايا المقهى، رحلت.
للأماكن رائحة.. ورائحة ركام هيشون.. هي رائحة الذكريات والضحكات والفرح والنجاح والفشل والزعل والانفصال.. وختم موسى.
شذى يوسف – تلفزيون الخبر- اللاذقية