عودة الحياة إلى نبع “أفقا” التاريخي في مدينة تدمر الأثرية
بدأ فريق سوري روسي بإعادة تأهيل نبع أفقا التاريخي في مدينة تدمر الأثرية الذي تعرّض للتخريب جراء اعتداءات تنظيم “داعش” الإرهابي، بإشراف المديرية العامة للآثار والمتاحف.
ويشارك في تمويل المشروع جمعية الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي الروسية “الفيلق التطوعي الاستكشافي” إضافة إلى عدد من المختصين في الآثار من معهد التراث في موسكو ومركز “كاباردينو بالكاريا” العلمي التابع لأكاديمية العلوم وشركة “أو ك أن بروجكت” الروسيتين.
وينفذ المشروع بناء على الاتفاقية الموقعة مع الجانب الروسي لترميم وإعادة تأهيل عدة مواقع ومعالم تاريخية خربها الإرهابيون بمدينة تدمر الأثرية ومنها نبع أفقا الذي هو عبارة عن نبع مائي وكهف أثري محفور ضمن الصخر.
وقال مدير آثار ومتاحف حمص الآثاري حسام حاميش إن الهدف من المشروع تنظيف مجرى نبع أفقا من الأحجار والردميات وترميم كهفه الأثري وإعادته كما كان سابقاً خاصة أن هذا النبع له أهمية استثنائية كونه سبب الحياة في المدينة وسر وجودها منذ نحو ستة آلاف عام.
وأوضح حاميش لـ ”سانا” أن أعمال ترميم النبع الذي تعرّض للأضرار في بنيته الإنشائية تشمل تعزيل مجراه من الأنقاض والردميات وضمان عودة جريان المياه كما كان سابقاً باتجاه واحة بساتين تدمر التاريخية التي هي جزء من المدينة الأثرية إضافة للعمل بالجانب الإنشائي لهذا الكهف وإعادة بناء وتأهيل القناطر الأثرية والمذابح النذرية والدرج المؤدي إلى مدخل هذا الكهف الأثري والسياحي.
من جانبه أكد الخبير الأثري الروسي تيمور كارموف مدير الحملة أن هذا المشروع الأثري المهم الذي تبلغ مدة تنفيذه نحو ثلاثة أشهر يسهم في إعادة الحياة لهذا النبع والذي بدوره يساعد في إعادة الفلاحين إلى مزارعهم في واحة تدمر واستقرارهم بالمنطقة.
وأعرب كارموف عن شعوره بالألم والحزن الشديد على الدمار الحاصل في موقع تدمر الأثري المهم عالمياً، لافتاً إلى أن الجانب الروسي سيبذل كل جهوده وخبراته الأثرية في أعمال الترميم القادمة ضمن مواقع أخرى بهذه المدينة الحضارية.
يُذكر أن “أفقا” باللغة الآرامية تعني “نبع”، وهو سبب وجود تدمر واستمرارها منذ أقدم العصور، ويعرف اليوم باسم الحمام الكبريتي أو رأس العين، حتى ليمكن القول إن تدمر “هبة النبع”.
تلفزيون الخبر